Site icon IMLebanon

“داعش”.. وجهة الهجرة الوحيدة لفقراء طرابلس!

 

كتبت سعاد مارون في صحيفة “الجمهورية”:

لم يُميّز جلسة الأربعاء في 24 شباط الحالي التي يُلاحَق فيها عدد من الشبان الطرابلسيين بتهم إرهابية أمام المحكمة العسكرية الدائمة، سوى أمر واحد.

التهم الموجهة الى المدعى عليهم، تكاد تكون نفسها في معظم الملفات، وأبرزها الإنتماء الى تنظيم إرهابي تكفيري والمشاركة في معارك طرابلس، لكن ما إن أدخل الموقوفون الـ14 قفص الإتهام، حتى بدا أنّ أياً منهم باستثناء ابراهيم بركات، لم “يتبنّ هندام” التكفيريين، فمنهم صاحب الشاربين الحادين ومنهم الحليق، وجميعهم اتّخذوا قصات شعر عصرية. لا بل لم تظهر على ملامحهم أيّ صفات قتالية، لكنّ “مؤشرات” إحتمال تورّط البعض بدأت تظهر خلال تقاطع إفادتي متهمين تمّ استجوابهما.

بدأت هيئة المحكمة بإستجواب عامر الحلواني، الذي بدا بارد الأعصاب ذا ابتسامة “بريئة” الى حدّ الإستفزاز. فأنكر المتهم أنه مقتنع بالفكر التكفيري لكنه اعترف في المقابل بأنه ذهب الى سوريا عن طريق تركيا بهدف الإلتحاق بـ”داعش”، لا من أجل شيء “سوى المال”.

ثمّ استطرد: “كانت قلة عقل وقد رجعت لأنني غير مقتنع”. هذه الكلمات غالباً ما تتردد على ألسن معظم الذين استدرجتهم “داعش” أو أغرتهم فضلّلتهم، لكن المتهم بادر الى إطلاق قنبلة من العيار الثقيل، معلناً أنّ “داعش” هي “باب الهجرة الوحيد للطرابلسيين الفقراء…”. بعد هذه الإفادة ساد الصمت قبل أن ينفي المتهم علاقته بالموقوف “أبو هريرة” (أحد أبرز المتهمين القُصَّر بالإرهاب).

وهنا استنتج رئيس المحكمة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم أنّ أبو هريرة هو نفسه الشخص الذي تواصل معه الحلواني قائلاً: “بدو يطلع هو ذاته”.

فأوضح الحلواني أنّ أحد القُصَّر المتهمين غيابياً في الملف، أعطاه رقم هاتف شخص ملقب “أبو هريرة”، لا يعرفه هو ولم يلتقه، لكي يتواصل معه من أجل الذهاب الى تركيا. وقد أعطاني بطاقة سفر الى تركيا. ولم تكن هناك كلمة سرّ لمَن سيلتقينا في تركيا.

وهنا علق ابراهيم استجوابه ليطرح الأسئلة على المتّهم طه الحميص الذي أفاد بأنه يعلم أنّ المتهم غيابياً في الملف نوح سيف هو مع “داعش”، وقد أوصاه بأخذ عامر الحلواني الى “داعش”، ثمّ عاد الحلواني فأكمل إفادته، موضحا أنّ المتهم في الملف وسام طالب، كان ذاهباً معه و…. الى “داعش” لكنه عاد من مرفأ طرابلس “كلنا كنا متردّدين”.

وتابع: المتهم ابراهيم بركات أعطانا درساً دينياً في طرابلس وقد اجتمعنا حوله وكان الدرس عن الوضوء والصلاة. وهل كنت تحتاج الى مثل هذا النوع من الدروس؟ سأل ابراهيم ممازحاً: “ألا تعرف أن تتوضأ وتصلي؟”.

أمّا بركات فأجاب من داخل القفص بالفصحى: “أعطيتهم دروساً بمكارم الأخلاق وحسن المعاملة والإحسان الى الفقراء”. ألم تعطهم دروساً بنُصرة المظلوم في سوريا؟ سأل ابراهيم. فأجاب “بلى نصرة الأيتام وأنا لديّ مركز للأيتام في سوريا”.

وهنا أنكر الحلواني أن يكون بركات قد أخبره أنه ينتمي الى “داعش”، قائلاً إنه طلب منه المساعدة في الميتم.

أما المتهم وسام طالب فتقاطعت إفادته مع الحلواني ليضيف معلومات كانت إفادة الحلواني استبعدتها، فلم ينكر بأنّ الحلواني أسمى له إسمين من المسلحين الملثمين أثناء إحدى المعارك في طرابلس حيث أعطاه أحدهم كلاشين، وأفاد حسب إفادته الأوّلية بأنّه رفض أخذ الكلاشين، وأوضح أنّ الحلواني جمع عدداً من الشبان لبركات لدى إعطاء الأخير درساً دينياً في طرابلس.

وأنكر طالب مشاركته في القتال وأوضح أنه قطع بطاقة سفر الى تركيا ليهدد أهله بأنه سيلتحق بـ”داعش”، لكي يزوّجوه بابنة جيرانه.

ولاستكمال الاستجواب أُرجئت الجلسة الى 4 أيار المقبل.