أوضح وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنّ لبنان في أزمة كبرى بسبب ما جرى في الجامعة العربية، وقال: “قد نذهب إلى مشكلة أكبر بكثير مما نرى أو نتصور”، داعياً إلى تعليق الحوار مع “حزب الله” الذي دخله “تيار المستقبل” لتخفيف حدّة الفتنة المذهبية ولانتخاب رئيس الجمهورية، فيما ما تحقق في الأول محدود وفي الثاني صفر”.
المشنوق، وفي حديث للـ”LBCI”، قال: “في موضوع الفتنة المذهبية أشعر أنّ الأمور ذاهبة لمشكلة أكبر، فكلما توتر الوضع السياسي تنفجر بمنطقة ما من خلال “سرايا المقاومة”.
وإذ رأى أنّ رفع شعار “الموت لآل سعود” هو إعتداء على لبنان، كشف المشنوق أنّ الخلايا الإرهابية التي يشغّلها الحرس الثوري الإيراني في 8 دول (كينيا، نيجيريا، قبرص، بلغاريا، السعودية، الكويت، الإمارات والبحرين) خلال عام 2015 خرجت من لبنان وتدرّبت في لبنان، وسأل: “فهل هذه سياسة لبنانية تنسجم مع الحوار وتجنيب لبنان الفتنة؟ لماذا لدينا مخازن أسلحة في نيجيريا؟ و8 خلايا أعلنت في 8 دول. لبنان منطلق لأيّ مشروع”؟.
وتابع: “في خطابه الأخير اتهم الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله اتهم بعض السنّة والعرب بالتنسيق مع إسرائيل، مضيفا: “فلنفترض صحّة كلامه: هل سأل نصرالله لماذا وصلنا إلى هنا؟ ما علاقتنا بكينيا والكويت ونيجيريا؟ ولماذا تلعب المقاومة دوراً في هذه الدول؟ وخدمة لأيّ مشروع”؟، معتبراً أنّ لبنان يتحول غرفة عمليات ارهابية وامنية للعالم.
وشدّد المشنوق على أنّ السياسة الايرانية مخيفة في المنطقة، مضيفاً: “يجب أن نعرف ما هي قواعد الاشتباك في لبنان؟ لأن هذه السياسة المتبعة لا يستطيع لبنان أن يتحمّلها. فمن كلفنا بإصلاح نظام السعودية؟ ومن كلفّنا في لبنان الدفاع عن البحرين او التحريض لانقلابات في الكويت وغيرها من الدول؟ كيف يمكننا الجلوس والحوار وسط كل هذه الادوار التي يلعبها “حزب الله”؟.
وقال: “نحن ذاهبون الى مواجهة عربية كبرى، ودول جديدة ستنضم الى دول الخليج في مواجهة لبنان وقد نذهب الى قمة عربية في هذا المجال. كما أنّ الدول العربية ستأخذ بعض القرارات لتصعيد المقاطعة للبنان. من نحن لمواجهة الدول العربية؟ هل نحن دولة عظمى”؟.
ولفت إلى أنّ موضوع الهبات سياسي ومتعلق بهوية لبنان، ولا تستطيع جهة لبنانية وحدها أن تقرّر سياسة لبنان الخارجية وأن تقرّر ما إذا كانت مسؤولة عن التدخل في دول أجنبية، مشيراً إلى أنّ المعلومات التي ادلى بها الوزير جبران باسيل لم تكن مطابقة لما اطلّع عليه تماماً الرئيس تمام سلام.
وأضاف: “الاجماع العربي لم يعارض يوماً الوحدة الوطنية، وما جرى في القاهرة لا علاقة له بالبيان الوزاري، والرئيس سلام إلتبس عليه الأمر في موضوع كلام باسيل الذي ادّعى أن لبنان ينأى بنفسه عن الدول المجاورة، بحسب البيان الوزاري. لكن هل الرياض مجاورة”؟.
وأوضح المشنوق أنّ ما جرى في القاهرة وجدة هو التزام برأي سياسي لطرف من دون آخر من لبنان، وكل القرارات في الجامعة العربية كانت تتخذ رغم بعض الاعتراضات، ولكن ما حصل مع لبنان انّه خرج على الاجماع العربي، مشدّداً على أنّ الإجماع العربي لا يضرّ بلبنان، ولا يجب ان نكون ملكيين اكثر من الملك، وقال: “لا يمكن ان نستمر في الحكومة وسط هذا الجو المحتدم ووسط كلام احد وزراء “حزب الله” عن تفضيل ايران على الاجماع العربي. إذ لم يحصل قط أن قال أحدهم: “نفضل ايران على الاجماع العربي من الحكومة، وهذا الامر غير مقبول”.
وتابع: “من قال إنّنا سنكمل في الحكومة؟ نحن في مرحلة إعادة النظر بوجودنا في أحزمة الأمان: الحوار مع “حزب الله” والحوار الموسّع والحكومة”.
ورأى أن قراءة الوزير جبران باسيل لمسألة النأي بالنفس غير دقيقة. العرب وافقوا على سياسة إيران في لبنان لسنوات، لكنّ اليوم إذا قرّروا الانتقال لسياسة المواجهة أناقشهم، لكن لا أستطيع قول “لا”. يوم قلت بأنّ الآتي أعظم عنيت كلامي واليوم المزيد من الدول العربية ستنضم الى القرار السعودي، ويجب ان يقف اللبنانيون على الحياد”، سائلاً: “سياسة إيران في لبنان داعية وحدة أم داعية فتنة؟، معتبرا أنه ليس المطلوب الانضمام إلى حلف عربي بوجه حلف آخر، بل أن نتضامن مع الإجماع العربي”.
وفي ما خص قضية الوزير أشرف ريفي، قال المشنوق: “أنا لا اقوم باستعراضات سياسية والتزمت بقرار الرئيس سعد الحريري مع الرئيس تمام سلام. فالاستقالة ليست مسألة شخصية وقراري منذ البداية هو الالتزام بالتيار السياسي الذي سمّاني وزيراً في الحكومة، واقترحت الاستقالة والخروج من الحوار للمناقشة مع 6 او 7 اشخاص في منزل الرئيس الحريري”، لافتاً الى أنّ اقتراح الاستقالة اتى تبعاً للظروف التي نعيشها خاصة داخل الحكومة.
وأضاف: “”أنا مصرّ على أنّ الوزير أشرف ريفي صديق منذ عشرات السنوات، ولم التزم معه بأيّ شيء وانا أفي بالتزاماتي ان قطعت وعداً. من الطبيعي ان تلبي الحكومة طلب ريفي بالاستقالة، وهو بالتأكيد لم يكن “يتسلىط في هذا الموضوع. ولن أحزن من ريفي لانّه صديق”.
وجدد التأكيد أن “مسألة هوية لبنان العربية اتت بعد حروب دامت سنوات دفعنا ثمنها 200 الف قتيل، وإتفاق الطائف اتى نتيجة تسوية كبرى ولن تغيّره جهة لبنانية او اقليمية واحدة، ولن نكون اطلاقاً طرفاً في أيّ حرب كانت”.
وأشار إلى أن ثمة قرارا من مجموعة كبرى من الدول العربية لمواجهة السياسة الايرانية في لبنان، منبّها من ان هناك حوالي 500 الف لبناني يعملون في الخليج وهؤلاء يدعمون لبنان واهلهم، لذا من الأفضل أخذ مصالحهم بالاعتبار.
وسأل المشنوق: “ما الذي فعلته السعودية والإمارات غير مساندة لبنان؟ بماذا أضرّونا؟ حين نرسل لبنانيين مرة وإثنين وثلاثة للقيام بعمليات أمنية داخل دول الخليج، ماذا نتوقع منهم”؟، مضيفاً: “لقد تعطّلت الحكومة لأشهر بسبب تعيين ضابط في المجلس العسكري. فهل كثير أن تتعطل شهرين وستة أشهر للنقاش بشأن السياسة الخارجية للبنان”؟ مؤكداً أنّ لا صحة لما كتب في الصحف عن دور للاتراك او السعوديين بفتح جبهة في الشمال اللبناني، كما أنّ الكلام عن اعادة احياء “افواج طرابلس” هو وهم”.
وإذ أوضح أنّ هبة التسليح ألغيت لسبب سياسي وليس مالياً، قال المشنوق: “نحتاج إلى صيغة تحمي لبنان من دون أوهام السيطرة على العالم بواسطة خلايا ونزاعات وحروب. إنّ ما يجري حالياً في الوضع اللبناني ذكّرني بأيام منظمة التحرير الفلسطينية حين كان لبنان مفتوحاً على كلّ التنظيمات والجنسيات”.
وردا على سؤال، قال: “ما الذي يمنع من أن تصبح الحكومة الحالية حكومة تصريف أعمال؟ هناك خلاف في الحكومة بشأن مسألة العلاقة مع العرب، ومن الممكن التوصل الى تفاهم هادىء وعاقل في مسألة العروبة، والسياسة الخارجية لا يلتزم بها لبنان مع ايّ دولة”.
ولفت الى أنّ كل الاحتمالات قائمة ومفتوحة على النقاش، موضحاً أنّ موضوع رئاسة الجمهورية يقرّر في مجلس النواب، وترشيح النائب سليمان فرنجية اتى لطمأنة قوى 8 اذار وهو ليس فقط منهم، وفرنجية قال بانّه ملتزم مع “حزب الله” في حضور جلسة انتخاب الرئيس، وقال: “لا نصاب في جلسة الثاني من اذار. ففي ظل الوضع القائم والاشتباك لا انتخاب للرئيس”. وأشار الى أنّ هناك تسويات لا تحصل إلا بعد المواجهات، مؤكداً أنّ لا مانع أمنيا أو سياسياً من اجراء الانتخابات البلدية.