احتفلت جمعية “اركنسيال”، صباح اليوم، باطلاق “دليل ادارة نفايات الرعاية الصحية وتوزيعها”، برعاية نقابة المستشفيات في لبنان، في حضور ممثل وزارة البيئة رئيسة دائرة السلامة الكيميائية الدكتورة فيفيان ساسين، نقيب المستشفيات المهندس سليمان هارون، المدير العام لأركنسيال روبير ريشا، وبيار عيسى (أحد مؤسسيها) وممثلين للوزارات المعنية والنقابات الصحية، في فندق “بادوفا” – سن الفيل.
النشيد الوطني افتتاحا، ثم استهل اللقاء ماريو غريب (من “اركنسيال”) الذي ألقى الضوء على “أهمية اللقاء”.
هارون
وتلاه النقيب هارون الذي قدم لمحة تاريخية عن “مسار معالجة النفايات في لبنان مرورا بالقوانين الصادرة التي لاقت كل تأييد النقابة مما دفعها الى تنظيم محاضرات وورش عمل شارك فيها خبراء عالميون ناقشوا ملف النفايات وسبل معالجتها بالطرق السليمة”.
وقال: “ان كل مستشفى سعى الى معالجة نفاياته على رغم الصعوبات التي واجهها واهمها قضية المراكز، وقد تم اعداد دراسة رفعت الى وزارة البيئة منذ أعوام لحظنا فيها اهمية اقامة مراكز للمعالجة في كل محافظة ولكن للاسف المشروع وضع جانبا.
واستمر التركيز على المستشفيات وشن الحملات واحالة بعضها على القضاء بحجة انها لا تعالج نفاياتها.وفيما كنا ننتظر من وزارة البيئة التعاون والدعم فوجئنا بالمواقف المتشنجة وصولا الى حا العداء. في الواقع المستشفيات قامت باعمال كبيرة اكثر بكثير من اي جهة رسمية، وكانت تواجه في كل مرة “العصي في الدواليب”.
ورغم ذلك نجحنا وكنا نأمل ان تؤدي وزارة البيئة الدور التثقيفي لتنمية قدرات المستشفيات في معالجة الموضوع، علما ان موضوع النفايات الطبية اصبح ثانويا جدا بالنسبة الى موضوع النفايات بصورة شاملة. والمؤسف ايضا وايضا ان الناشطين في العمل البيئي انتهوا مثل المستشفيات بالاحالة على القضاء”.
واضاف: “بكل محبة لا نقصد فقط وزير البيئة الحالي وانما هناك مسار على الوزارة ان تسلكه في التعامل مع هذه القضية فعليها ان تتفهم طريقة معالجة المستشفيات للنفايات، ونأمل ان تكون الوزارة وليس الوزير فقط رأس الحربة في تفهم المشاكل التي نطرحها ونواجهها.
لا يكفي اصدار المراسيم والقرارات العفوية والزام المستشفيات التقيد بها وانما يجب مساعدتها على تنفيذها لئلا تكون الدولة فاشلة وسلطوية.
هناك واجبات على الدولة القيام بها وهناك صعوبات تستطيع حلها واذا عملنا كمستشفيات على الجمع والفرز والتحضير في غرف باردة للنفايات تبقى بقايا العلاجات الكيميائية والمواد المشعة التي لا يمكن الطلب الى المستشفيات ايجاد الحل لها”.
وتابع: “هناك تعاون اليوم مع جمعية “اركنسيال” مع الاخذ في الاعتبار الصعوبات التي قد تطرأ وخصوصا أن هناك نفايات طبية خطرة اخرى تنتجها غير المستشفيات مصدرها المختبرات، عيادات اطباء الاسنان، عيادة البيطريين وغيرها”.
وأمل من وزارتي الصحة والبيئة “وضع مخطط توجيهي للتعاون على اساسه والانتقال من مرحلة الى اخرى، فدور الوزارات اساسي لأي عمل سليم من دون اي صعوبات ورغم ملاحظاتنا على وزارة البيئة نأمل من الوزير الحالي التعامل معنا بايجابية فيدنا ممدودة للتعاون”.
“وختم: “سيوزع الدليل الذي اعدته “اركنسيال” اليوم وسنوقع الوثيقة ومدتها 3 سنوات على امل تمديدها”.
ساسين
ثم قدمت الدكتورة ساسين عرضا عن “دور وزارة البيئة في موضوع النفايات”.
وشرحت بالتفصيل طريقة ادارة نفايات المؤسسات الصحية الآثار البيئية الناتجة من سوء ادارة نفايات المؤسسات الصحية من تلوث مياه، تلوث هواء، وتربة”.
وتحدثت عن “الاطار التشريعي ومما يتضمنه من اتفاقات دولية مثل اتفاقية “بازل” الذي انضم اليه لبنان عام 1994 بموجب القانون 387 وصولا الى اتفاق استوكولهم عام 2002 المتعلق بالملوثات العضوية الى جانب التشريعات الوطنية والمراسيم والقرارات وغيرها من التعاميم”، وقالت: “تبدأ عملية ادارة النفايات الخطرة انطلاقا من التخفيف من الانتاج والفرز الى الجمع والنقل”.
عيسى
بعدها، قدم عيسى شرحا عن “اثر ازمة ادارة النفايات على نشاط على الشبكة الوطنية لادارة النفايات المعدية”، وقدم لمحة تاريخية عنها وعن نتائجها، وقال: “قبل عام 2003 لم تكن معالجة النفايات تتم بعد الفرز الموجود اليوم بل كانت جميع النفايات تعالج وفق آلية واحدة.ومنذ عام 2003، تطور عمل الشبكة الوطنية لمعالجة نفايات الرعاية الصحية الحاملة خطر العدوى بالتعاون مع نقابة المستشفيات ووزارتي البيئة والصحة والمستشفيات. واليوم تعالج “اركنسيال” اكثر من 80 في المئة من نفايات الرعاية الصحية الحاملة خطر العدوى في لبنان. وتؤمن الجمعية تدريب العاملين في المستشفى مع جمع ومعالجة النفايات الطبية في 5 مراكز علاج. والتقنية المعتمدة، أي الفرم الملحق بالتعقيم وهو الامثل بيئيا، اجتماعيا واقتصاديا”.
توقيع الوثيقة
بعد ذلك وقع هارون وريشا وثيقة التعاون.
واستكمل اللقاء بعروض تناولت موضوع النفايات شارك فيها محاضرون واساتذة جامعات.
يشار الى ان “الدليل يعتبر الاول الذي يطلق في لبنان وهو بتمويل من الوكالة الفرنسية للتنمية AFD والهدف منه دعم المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية في ادارة نفاياتها مع احترام البيئة والصحة العامة”.