كتب غسان ريفي في صحيفة “السفير”: اهتزّ الحوار الثنائي بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” في جلسته الرابعة والعشرين، وكاد أن يسقط لولا أن تلقفه الرئيس نبيه بري وأنقذه بتقليص تمثيله ووقته، وهي المرة الأولى التي يبلغ فيها حافة الهاوية، بالرغم من أن ظروفاً أصعب وخلافات أكبر مرّت على الطرفين، لكنها لم تنعكس سلبا على الحوار الذي كانت جلساته على مدار الأشهر الماضية تُعقد بمواعيد ثابتة.
ويبدو واضحاً من قرار التأجيل الذي اتخذه الرئيس سعد الحريري قبل ساعات قليلة من انعقاد الجلسة، أن “زعيم المستقبل” محاصَر في “بيت اليك” سعودياً وخليجياً، وأنه بات يفتش عن أي تدبير أو تصرّف يكون أكثر إرضاء للقيادة السعودية من البيان الذي صدر عن مجلس الوزراء والذي لم يُعجب هذه القيادة، والتأكيد في الوقت نفسه على أن تياره ملتزم بالتوجّهات السعودية بشكل كامل.
من هذا المنطلق، وجد الحريري في خيار مقاطعة الحوار خطوة ربما تشفع له عند المملكة، لكن المحاذير التي لفت الرئيس بري نظره إليها، والتداعيات السلبية لإيقاف الحوار في هذه الظروف الدقيقة على الشارع، وتهديد “حزب الله” بالانسحاب إذا ما قاطع المستقبل الجلسة الـ 26، دفعت الحريري الى القبول بانعقادها بأقل تمثيل ووقت ممكنين، الى أن يحين موعد الجلسة المقبلة ويسبقها لقاء الحريري وبري لدى عودة الأخير من بروكسل، و “عندها يكون لكل حادث حديث”.
تقول مصادر مستقبلية لـ”السفير” إن ما قام به الحريري ناجم عن شعوره بالخطر الشديد الذي يُحيط بلبنان، فيما لا يقابله أي تفهم من الفريق الآخر، بل على العكس فإن المواقف المتشنجة تتوالى، الأمر الذي يضاعف من حجم الأزمة ويضع لبنان على خط “الحُرم العربي” وهذا ما لا يستطيع أي مكوّن لبناني تحمّل تداعياته.
وتضيف المصادر: “هناك عدم إدراك للمخاطر التي تحيط بمصالح اللبنانيين في السعودية ودول الخليج، ولا ندري ما الذي يدفعنا الى معاداة هذه الدول الشقيقة التي لطالما ساعدت لبنان ووقفت الى جانبه”.
ويرى النائب سمير الجسر (عضو فريق المستقبل على طاولة الحوار) أن الأمور وصلت الى حدّ لا يُطاق، فالبلد كله بات في خطر شديد، ولا يوجد أي تعاون بين الأفرقاء من أجل إنقاذه وإعادة المياه الى مجاريها مع الأشقاء العرب، وفي مقدمتهم السعودية.
ويقول الجسر لـ “السفير”: لقد ارتأى الرئيس الحريري أن يُصار الى تأجيل جلسة الحوار الـ 26، وترك الأمور الى مزيد من الاتصالات والنقاشات للوصول الى قواسم مشتركة يمكن الحوار عليها، ولا سيما أزمة لبنان مع الخليج العربي، لكن خوفه على الاستقرار ومن التداعيات السلبية التي يمكن أن يعكسها توقف الحوار على الشارع، وبناء على رغبة الرئيس بري، وافق على عقد الجلسة التي استمرت نحو ساعة ونصف الساعة واقتصرت على ثلاثة أشخاص وزير المال علي حسن خليل، الشيخ نادر الحريري (عن المستقبل) والحاج حسين الخليل (عن حزب الله).
وعما إذا كان الحوار مرشحاً للتوقف أو الإلغاء، فيؤكد الجسر أن هذا الكلام سابق لأوانه، وليس مطروحاً في الوقت الحالي.