أعلنت مصادر لبنانية مقيمة في باريس للوكالة “المركزية”، أنّ فرنسا تتفهّم وجهة النظر السعودية وخلفيات قرارات المملكة بحق لبنان على رغم انّها لا تؤيد تدفيع الجيش اللبناني ثمن “السقطات” السياسية اللبنانية.
وترى المصادر انّ “حزب الله” بممارساته عبر تدخله ميدانيا وارسال مقاتليه الى الدول العربية او بمواقفه التي لم تتوان عن التصويب على السعودية حتى انّها وضعتها في مرتبة متساوية مع اسرائيل واعداء لبنان، لا يمكن الا ان يجر لبنان الى ما وصل اليه في ما يتصل بعلاقته مع المملكة، خصوصاً وانّ السلطة الرسمية لم تحصّن الوضع او تحاول اتخاذ مواقف استباقية لما حصل بل غضت الطرف وتعامت عما يحصل، فكان ما كان وطفح كيل المسؤولين السعوديين.
وأوضحت المصادر انّ فرنسا لن تدخل في وساطة مع دول الخليج لوقف اجراءاتها تجاه لبنان الا بعد عودة الهدوء لانّ ايّ وساطة في الظرف الحالي حيث النفوس مشحونة والتصعيد في ذروته لن تؤدي الى نتيجة، خصوصاً وانّ بيان الحكومة لم يأت على قدر الامال السعودية، مشيرةً الى انّ الوساطة بعد انتهاء “فورة الغضب” قد تصبح معقولة بحيث توفد فرنسا آنذاك مبعوثاً من جانبها لترطيب الاجواء ومحاولة اعادة المياه الى مجاريها.
من جانبها، رأت اوساط سياسية في فريق 14 آذار انّ ما يجري اليوم من توتر في العلاقات اللبنانية ـ الخليجية يصب في مصلحة 8 آذار عموما و”حزب الله” خصوصاً، الذي لا يأبه للدولة ومصيرها بدليل استمراره في تعطيل الانتخابات الرئاسية على رغم كل ما تمر به البلاد من ظروف تدفعها نحو الهاوية السحيقة ويتلطى خلف ذرائع لم تعد تقنع احداً من اللبنانيين العاقلين المدركين حجم وسطوة “حزب الله” وقدرته على اقناع من يشأ من حلفائه بسحب ترشيحه، الا انّه لا يقدم لانّ الوضع يناسبه تماماً.
واعتبرت الاوساط انّ وقف الهبة السعودية للجيش جاءت هدية على “طبق من فضة” للحزب الذي لا يخدمه تسليح الجيش وتقويته، لانّ من شأن ذلك سحب الذريعة التي يتلطى خلفها في استمراره كمقاومة ضدّ اسرائيل، علماً انّ مقاومة اسرائيل لم تعد حاضرة سوى في المواقف والمناسبات.