توقفت دوائر سياسية مطلعة في بيروت على اندفاعة الاجراءات الخليجية تجاه لبنان عبر صحيفة “الراي” الكويتية عند نقطتين: الاولى التقارير التي تحدثت عن اجتماع لعدد من القناصل العرب عقد في جدة وطرحت خلاله الاجراءات المتخذة في حق لبنان وما اذا كان ممكناً ان تنضمّ اليها دول عربية غير خليجية، وان الرياض تجس نبض عدد من البلدان العربية لاستكشاف إمكان عقد جلسة طارئة لمجلس وزراء الخارجية العرب، بهدف إصدار قرار يدين “حزب الله” بسبب دوره في الحرب السورية واليمنية واعتباره تنظيماً إرهابياً.
اما النقطة الثانية فترتبط بإعلان مندوب اليمن الدائم في مجلس الأمن السفير خالد اليماني أن الحكومة اليمنية ستتقدم بشكوى رسمية ضد “حزب الله” وستطالب المجلس بوضع الحزب على قوائم الإرهاب، على خلفية ما قال إنها أدلة تملكها حكومته على تدخلات “حزب الله” التي تشمل وجود عسكريين منه وخبراء تابعين له في اليمن.
ومن خلف خطوط التصعيد العربي التصاعُدي، برزت ملاح قلق دولي من امكان انزلاق لبنان الى “المحظور” الأمني وانتهاء مفعول “بوليصة التأمين” التي حمت استقراره منذ بدء الأزمة السورية. ولفت في هذا السياق تطوران: الاول تأكيد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغريك، وقوف المنظمة الدولية إلى جانب لبنان، مشدداَ على “أهمية استقراره، وحمايته من مخاطر التوترات والتقلبات، التي تشهدها حالياً منطقة الشرق الأوسط”. والتطور الثاني ما كُشف عن أن مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية السفير جيروم بونافون، سيزور السعودية الأسبوع المقبل ويثير موضوع وقف الهبة السعودية للجيش اللبناني وتأزم العلاقات السعودية والخليجية مع لبنان، وان باريس تتعاطى مع الوضع اللبناني على انه بات “خطيراً”.