نشرت مؤسسة “هينلي” وشركائها، المتخصصة بخدمات التجنيس والمواطنة ومقرها لندن، لائحة بأسماء اهم الجوازات واكثرها قوة في العالم، واعتمدت في تصنيفها على قدرة اصحابها في التنقل بين دول العالم من دون الحاجة الى الحصول على “فيزا”، او الحصول عليها بسهولة.
وأظهر التقرير ان اقوى جواز في العالم هو الجواز الالماني، حيث تصدر رأس القائمة للسنة الثالثة على التوالي، فيما حلّت بعده جوازات دول اوروبية اخرى، ثم جاء الجواز الاميركي والياباني والكندي.
الأسوأ في العالم
وتُصدر مؤسسة هينلي هذه اللائحة منذ 11 عامًا، وعلى مدى السنوات السبع الماضية ظل الجواز الافغاني في المراتب الاخيرة، غير ان جواز كوريا الشمالية أخذ مكانه في بعض السنوات، ثم جواز جنوب السودان وجواز الاراضي الفلسطينية.
ولكن حتى لو كان الجواز الافغاني هو الاسوأ في العالم والاقل فائدة، غير انه مهم بالنسبة للمواطنين الافغان، او بالأحرى انه الشيء الوحيد الذي يملكون.
وفي الصيف الماضي، عندما ساء الوضع الامني في البلاد اكتظت مكاتب اصدار الجوازات في كابول باشخاص يحاولون مغادرة افغانستان، وقد ذكرت قناة “اي بي سي نيوز” الاسترالية أن بعضهم اصبح يقضي الليل امام مكاتب اصدار الجوازات لضمان حصولهم على وثائقهم في الصباح، لا سيما وان عدد المراجعين فاق كل التصورات. فيما نقلت القناة عن مواطن افغاني قوله: “لو وصل احد الى مكتب اصدار الجوازات في الخامسة صباحا فلن يجد فرصة لملء الاستمارات وتقديم الطلب”، واضافت القناة ان الجهات المختصة اضطرت لشراء آلات جديدة لطبع الجوازات لتلبية الطلب المتزايد عليها.
وعادة ما يحاول الاشخاص الذين يحصلون على جوازاتهم الوصول الى اوروبا باستخدام طرق معروفة تمر بتركيا ويطلق عليها اسم “الطريق الاسود”، والافغان يشكلون ثاني اكبر عدد لاجئين الى اوروبا بعد السوريين، لكن فرص حصولهم على اللجوء ضئيلة للغاية، عكس السوريين او العراقيين، ما يضطرهم للعودة الى بلادهم.
ولكن هذه ليست اول موجة لجوء تخرج من افغانستان، حيث غادر خمسة ملايين افغاني بلادهم في ثمانينات القرن الماضي عندما اجتاحت قوات الاتحاد السوفيتي البلاد وتوجه اغلبهم الى ايران وباكستان، وما يزال عدد كبير منهم هناك.
كوريا الشمالية
ومع ذلك، ورغم سمعة الجواز الافغاني السيئة يمكن لصاحبه استخدامه على الاقل، وهو بذلك في وضع افضل من وضع مواطني دول اخرى لا يمكنهم استخدام جوازاتهم إلا في عدد قليل من دول العالم الاخرى.
هناك ايضا مواطنون في العالم يواجهون مشاكل في السفر بسبب حكوماتهم نفسها، مثل مواطني كوريا الشمالية. فجواز هذا البلد جاء في مرتبة اعلى من افغانستان بتسع نقاط في اللائحة، ونظريا يمكن لشخص يحمله ان يسافر الى عشرات الدول في العالم من دون الحاجة الى الحصول على تأشيرة دخول، ومن هذه الدول سنغافورة وماليزيا وقرغيزيا، لكن المشكلة هي ان حكومة كوريا الشمالية تشترط على الشخص الذي يريد السفر الحصول على فيزا خروج، وبالطبع ليس من المؤكد الحصول على موافقة.
