Site icon IMLebanon

الأمن ممسوك.. وتدعيم الإستقرار مطلوب!

أشارت الوكالة “المركزية” إلى أنّه لم يكن ينقص المسرح اللبناني الذي تتوالى على خشبته فصول الازمات، السياسية منها والدبلوماسية والحياتية من دون انقطاع، حيث أضيف الى الشغور الرئاسي الذي لا يعرف طريقاً الى الحل منذ نحو عامين، والى جبال النفايات المكدّسة في الشوارع، تأزّم علاقاته مع السعودية ودول الخليج قاطبة في سابقة تنبئ بالاسوأ.. إلا عودة الهمّ الامني الى واجهة الاحداث، لتكتمل عناصر التعقيد في المشهد المرتسم فوقه، في شكل قلّ نظيره.

فبعد نحو ثلاثة أشهر على الانفجار المزدوج الذي هزّ حي عين السكة في برج البراجنة في 12 تشرين الثاني 2015، وما تبعه من استنفار أمني وعسكري أفضى الى تفكيك شبكات ارهابية ضالعة في العمليات الامنية التي شهدها لبنان، وكانت تحضّر لاعتداءات جديدة، وفي حين تعدّ الاجهزة اللبنانية متفوقة في الحرب “الامنية” مع الارهاب وتمسك منذ سنوات بالوضع الامني في الداخل، عاد بين ليلة وضحاها شبح السيارات المفخخة الى مقدمة الاحداث، مع تداول معلومات عن انتقال احداها الى الضاحية الجنوبية أمس، وأخرى الى صور اليوم، فاتُخذت تدابير أمنية صارمة سريعا في المنطقتين تحسّبا، أشاعت الذعر في نفوس كل من مرّ فيهما.

واذا كان مسؤولون أمنيون سارعوا الى دحض هذه المعلومات واضعين اياها في خانة الشائعات غير المبنية على أيّ وقائع حسية دقيقة، الا انّ هذه الاجواء المشدودة على الارض تتقاطع مع مناخات غير مطمئنة محلياً وخارجياً تحذّر من الاسوأ، حيث نقل مسؤول لبناني لصحيفة “الأنباء” الكويتية عن ديبلوماسي أميركي أنّ لبنان “وضعه هش، أمنيا وسياسيا، ولسنا نبالغ إذا قلنا إن بلدكم ليس على حافة الهاوية، بل قطع نصف الطريق نحو السقوط فيها، ولكننا مازلنا نمسك به ولن نتركه يسقط”، معرباً عن قلقه “من أيّ حدث أمني كبير في لبنان، فإن انهار الوضع لا نخشى من أن يخرب لبنان بل نخشى أن يختفي بلدكم”.

وتكبر الخشية على الوضع اللبناني أيضاً مع دخول الهدنة السورية حيز التنفيذ، ففي حين قد يسمح وقف اطلاق النار اذا نجح بانطلاق العد العكسي لعودة النازحين السوريين وما يشكلونه من عبء سيما أمني، على لبنان، تزداد المخاوف من ارتداد بعض الجماعات المسلحة الارهابية وأهمها “داعش” و”النصرة” من الداخل السوري الى الحدود اللبنانية، فيحاولون خرق السلسلة الشرقية من خاصرة عرسال او سواها، للنفاذ الى الاراضي اللبنانية لتشكل مسرح عمليات جديداً لهم.

لكن مصادر أمنية تقلل عبر “المركزية” من وقع السيناريوهات “الدراماتيكية”، وتشير الى أنّها مضخّمة جدا لا بل في غير مكانها. فالجيش اللبناني سيّد الحدود الشرقية ويبسط سيطرته الكاملة على الوضع الميداني في المنطقة وهو في المرصاد لصد اي تحرك مشبوه للمسلحين. كما انّه يراقب مخيمات النازحين عن كثب ويضعها تحت مجهره، فيصعب ان تشكل منطلقاً لايّ أعمال تخريبية.

في الموازاة، تكثف الاجهزة الامنية نشاطها الاستخباراتي وسط تنسيق لافت في ما بينها، وهي قادرة، تماماً كما فعلت سابقاً، على احباط أيّ مخططات ارهابية لتعكير الامن. وتشير المصادر الى حرص غربي أعرب عنه أكثر من مسؤول أوروبي على ابقاء لبنان تحت المظلة وصون استقراره، لادراكهم انّ توتير الساحة اللبنانية ستطاول شظاياه بلدانهم، في ظل وجود ملايين النازحين على أراضيه. لكنّ المصادر تشدّد على ضرورة ان يواكب التأهب الامني والعسكري بتحصين للواقع السياسي الداخلي، وتقرّ بأنّ استمرار المناكفات والسجالات النارية بين الاطراف السياسية معطوفاً على الشغور الرئاسي والشلل المؤسساتي، عوامل تشكل كلها أرضاً خصبة للخروقات الامنية والمخططات الفتنوية.