قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة السياحة المصرية، إن قطاع السياحة خسر نحو 2.3 مليار دولار خلال أربعة أشهر، متوقعاً تزايد حدة الخسائر خلال الأشهر المقبلة، بسبب تراجع الحجوزات في أعقاب الحوادث الأمنية المتكررة التي تعرض لها سائحون خلال الفترة الماضية. وأوضح المسؤول، في تصريح لـ”العربي الجديد”، أن “الخسائر المسجلة تم رصدها منذ حادث سقوط طائرة الركاب الروسية نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى الآن، فقدنا مليوني ليلة سياحية”. وتبنت جماعة مسلحة في سيناء شمال شرق مصر، موالية لتنظيم الدولة الإسلامية، تفجير الطائرة الروسية بعد إقلاعها بدقائق من مطار شرم الشيخ جنوب سيناء، عبر زرع عبوة ناسفة على متنها، ما أدى إلى مقتل جميع ركابها، في ما تقول السلطات المصرية إن التحقيقات بشأن الحادث لا تزال جارية. وأصدرت موسكو ولندن قرارات بوقف الرحلات السياحية لمصر بداية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لحين الكشف عن ملابسات سقوط الطائرة الروسية. وجاءت السياحة الروسية في المركز الأول العام الماضي بنحو 2.38 مليون سائح، رغم تراجعها بنسبة 23.9% عن العام 2014. وتعوّل مصر على قطاع السياحة في توفير نحو 20% من العملة الصعبة سنوياً. وبحسب المسؤول المصري، انخفضت الإشغالات السياحية خلال فبراير/شباط الجاري في شرم الشيخ أكبر المنتجعات السياحية المصرية إلى نحو 15%.
وكان الدخل السياحي لمصر تراجع إلى 6.1 مليارات دولار خلال 2015، مقابل 7.3 مليارات خلال 2014، وفق بيانات وزارة السياحة. وتمثل السياحة الأوروبية 72% من إجمالي الوافدين سنويا، تمثل روسيا وبريطانيا 50% منهم.
وشهدت مصر حوادث متكررة ضد السياح الأجانب، آخرها مقتل الإيطالي جوليو ريجيني، ما ألقى بتداعيات سلبية على السياحة.
وقال محمد عبدالجبار، رئيس قطاع السياحة الدولية في هيئة التنشيط السياحي (حكومية): “فقدنا 90% من الحجوزات الإيطالية لشهري فبراير/شباط ومارس/آذار”.
وريجيني، هو باحث إيطالي كان مقيماً بالقاهرة ثم اختفى في 25 يناير/كانون الثاني الماضي، الذي يتوافق مع الذكرى الخامسة للثورة المصرية.
وقالت الشرطة المصرية إنها عثرت على جثته في وقت سابق من الشهر الجاري على طريق صحراوي يربط بين العاصمة القاهرة ومحافظة الإسكندرية شمال البلاد وعليها آثار تعذيب.
وتقول جماعات حقوقية، إن الشرطة في مصر تلقي القبض على مشتبه بهم من دون أدلة كافية، وتتعامل معهم بعنف. لكن السلطات المصرية نفت تورطها في قتل الباحث الإيطالي.
وأطلقت إدارة متحف “تورينو” في إيطاليا مؤخرا اسم ريجيني على قاعة الآثار المصرية بالمتحف، وهو ما اعتبره مسؤولون مصريون أكبر دعاية سلبية لسياحة مصر، لا سيما في ظل زيارة الملايين لهذا المتحف سنويا.
وقال محمد أيوب، رئيس غرفة الفنادق، إن “عودة الساحة الأوروبية أصبح قرارا سياسيا أكثر منه سياحيا، للأسف السياحة تدفع فاتورة عدم الاستقرار”.
وقال إلهامى الزيات، رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، إن 2016 يعد أسوأ عام فى تاريخ السياحة المصرية، حيث تم فقدان الموسم الشتوي بالكامل، والذي يعد الأعلى من حيث التدفق السياحي.