حذرت مصادر دبلوماسية رفيعة من تجاوز الوضع الأمني في لبنان الخطوط الحمر المرسومة له منذ بداية الأزمة السورية، وذلك على خلفية الانقسام الحاصل حول هوية لبنان العربية وموقعه على الخارطة الجيوسياسية الجديدة للمنطقة.
ولفتت المصادر لصحيفة “النهار” الكويتية الى ان آخر التقارير الأمنية تظهر تحركات غير اعتيادية لخلايا ارهابية نائمة، ما يثير القلق من امكان تنفيذ هذه الخلايا اعمال امنية متفرقة في لبنان، وتحديدا في المناطق الموالية شعبيا لحزب الله، وأشارت الى ان التهويل والتخويف من الوضع الأمني في الأيام الأخيرة امر مبالغ فيه، خصوصا ان اللبنانيين تعلموا من تجارب الماضي، ولم يعودوا على استعداد لتكرار تجربة الحرب الأهلية لعيون هذا الزعيم او ذاك.
في المقابل، اشارت المصادر نفسها الى ان حصول تفجيرات بسيارات مفخخة او افتعال اشكالات امنية في مناطق معينة امر غير مستبعد، لكن ذلك لا يعني بالضرورة ان الامن اللبناني برمته مهدد، منوهة بـاليقظة التي تتمتع بها المؤسسات الأمنية اللبنانية والتي تساعدها في مجال الأمن الوقائي في الآونة الأخيرة، ما يحد من خطورة التهديدات الواردة.
ورأت المصادر ان التهويل الأمني المبالغ فيه ليس بريئا من الأهداف السياسية، بل هو في صلب اللعبة السياسية، ولفتت الى ان ثمة في لبنان من لازال يعتقد بأنه لا يمكن حسم الأزمات الا من خلال شبح الأمن، وهذا العقل يفترض اليوم ان التهويل الأمني وافتعال مشكلات امنية قد يضغط على حزب الله للقبول برئيس يوافق عليه الجميع، وقد يكون سليمان فرنجية تحديدا، شارحة ان هذا السيناريو مطروح بقوة في اذهان البعض وفي مجالسهم، باعتباره قد يشكل اعتذارا عملانيا يقدمه الحزب لدول الخليج، السائرة بخطى واثقة نحو مقاطعة لبنان او فرض عقوبات فعلية عليه، على خلفية سياسته الخارجية التي يمارسها الوزير جبران باسيل.