أشار أحد الخبراء في القطاع العقاري بالشرق الأوسط أن التباطؤ الذي يشهده السوق في الوقت الحالي يجب النظر إليه بأنه فترة تصحيحية صغيرة شتّان ما بينها وبين انهيار السوق . وأكد ديفيد دودلي، المدير الدولي لدى ’جيه أل أل‘ الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن تأثير انخفاض أسعار البترول على الاقتصاد سيؤدي إلى تباطؤ الطلب لفترة قصيرة، هذا يتزامن مع انخفاض الامداد للحد الأدنى وبالتالي تهيئة ظروف سوقية مستقرة نسبيا.
وقال: ”شهد السوق نموا كبيرا بين العامين 2013 و2014، مدفوعا بمبيعات السوق السكنية، حيث ارتفعت أسعار الوحدات السكنية بنسبة 25% سنويا. هذا تسارع في النمو لم يكن قابلا للاستمرار. المرحلة الحالية تأتي لتهدئة السوق وتصحيحه، وليست انهيارا له – النقص في الامدادات في وقت يشهد ضعفا في الطلب يساهم في تفعيل عوامل أخرى كامنة تلعب دورا في الحفاظ على وتيرة النمو“.
وأوضح: ”بالرغم من انخفاض حجم السيولة، إلا أن تمويل المشاريع وإقراض الشركات لا يزال مطروحا – لكنه بات أكثر انتقائية. الجيد في هذا أن نمو الطلب يتواصل من مشاريع بدأت وقتما كانت أسعار النفط مرتفعة. مشاريع مثل توسعة المطار أو نمو الاتحاد للطيران له آثار اقتصادية عديدة، تضمن مواصلة النمو في الناتج المحلي الاجمالي، وإن كان بوتيرة أقل“.
ويرى دودلي، الذي يشارك في مؤتمر نظرة على سوق أبوظبي، الذي يقام على هامش اليوم الأول من معرض سيتي سكيب أبوظبي (12 ابريل)، أن حركة التصحيح الحالية مؤشر على نضج السوق العقاري وأن الفرص لا تزال مواتية لتطور القطاع العقاري والاستثمار الموجه للمستهلك النهائي.
ويحتفل سيتي سكيب أبوظبي، الذي يقام في الفترة ما بين 12-14 أبريل 2016 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، بالسنوية 10 على تأسيسه وسط نقلة نوعية يشهدها سوق العقارات العالمي. ويجمع المعرض العقاري الأكبر في العاصمة الإماراتية كبريات الشركات العقارية المحلية والعالمية ونخبة المتحدثين العالميين والإقليميين.
ويتوقع أن تستقطب الدورة العاشرة من سيتي سكيب أبوظبي اهتمام الكثيرين من المستثمرين والمطورين والهيئات الحكومية وصناع القرار من القطاعين العام والخاص المشرفين على تطوير المشاريع العقارية.
وفي هذا السياق، قال فاوتر مولمان، مدير مجموعة سيتي سكيب لدى إنفورما للمعارض، الجهة المنظمة لمعرض سيتي سكيب أبوظبي: ”حركة السوق الحالية ستدفع العارضين ورواد القطاع لمناقشة توجهات بديلة لاستراتيجيات الاستثمار المستقبلية“.
وتابع: ”حركة السوق قد تهدأ بعض الشيء، ومع ذلك يتوقع للاقتصاد النمو، لذا فنحن واثقون من أن رواد القطاع سيستغلون انعقاد المعرض لتطوير أساليب جديدة ومناقشة نماذج بدلية للاستثمار. نهضة الاقتصاد والتوقعات بالنمو المستقر للسوق العقاري تنعكس بالزيادة الطفيفة في حجم المعرض“.
وواصل حديثه قائلا: ”نحن سعداء بالطلب على مساحات العرض، ودورة هذا العام هي الأكبر في السنوات الخمسة الماضية وتغطي القاعات من 3-6 بالإضافة إلى الممر الفاصل من مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
وبالإضافة لكبار المطورين العقاريين والمؤسسات التمويلية، سيشهد سيتي سكيب أبوظبي مشاركات جديدة من كل من ياس الدولية للتطوير، أس إيه بي أس تي (المغرب)، غرانتي كوزا (تركيا) بالإضافة إلى عودة شركات كبيرة للمشاركة من أمثال الدار العقارية، إيغل هيلز بروبريتيز، شركة التطوير والاستثمار السياحي، بلوم العقارية، مصدر، منازل، إشراق، واحة الزاوية ومبادلة.
وعلى مدار سنوات انعقاده العشر، تمكن معرض سيتي سكيب أبوظبي من ترسيخ مكانته كأكبر وأكثر المعارض العقارية تأثيرا في العاصمة الإماراتية. ويعتبر المعرض منصة لاستعراض المئات من المشاريع العقارية من أبوظبي وأنحاء العالم ونقطة التقاء بالنسبة للمستثمرين والمطورين والمسؤولين الحكوميين وخبراء التطوير العقاري.