كانت الساعة التاسعة والنصف من مساء الاثنين 29 شباط، ضغط السير لا بأس به والحركة المرورية مقبولة. السيارات تسير بحسب السرعة الطبيعية اي ما بين الـ 80 والـ100 كلم/س.
ولكن فجأة نلاحظ شيئا غريبا يحصل على اوتوستراد انطلياس – الزلقا، باصا للركاب سرعته تفوق الـ 120 كم/س يقوم بمناورات جنونية بين السيارات وكأنه يتسابق مع احدهم، حاولت التأكد ان كان هناك باصا آخرا يزاحمه لاننا تعودنا على هذه المشاهد بين سائقي الباصات حيث يتسابقون بين بعضهم لسرقة راكب من هنا وهناك، الا انني لم الاحظ وجود اي باص آخر، فما الذي حصل مع هذا السائق؟
حاولت ان اسرع الى جانبه للتأكد وما ان وصلت، ارى شابا يدخن السيجارة وفي يده الاخرى عبوة كحول واضعا الموسيقى على صوت عال جدا وغير آبه لحياة من معه في الباص، وغير آبه لحياة الناس التي تقود على الطريق العام.
فالمخالفات التي ارتكبها هذا السائق متعددة، اولها شرب الكحول اثناء القيادة، ثانيا التدخين في باص للنقل العام، ثالثا القيادة المتهورة والقيام بمناورات بين السيارات، ورابعا تخطي السرعة القصوى. وانا متأكد لو استطعت التدقيق اكثر لوجدت مخالفات اكثر اذ انني اشكك في وضعه لحزام الامان او نيله رخصة قيادة عمومية وغيرها من الامور. ولكن فلنكتفي بتلك المخالفات فقط.
هذه المشاهد ليست بجديدة ابدا على طرقاتنا ونعاني من الفلتان المستشري في قطاع النقل العام في ظل غياب الدولة التي من واجباتها تنظيم هذا القطاع، الا ان مافيات الباصات “فاتحة على حسابها” ولا من حسيب او رقيب.
هذه المرة سلم المواطنون من مجزرة مرورية كادت ان تحصد ارواحا بريئة، ولكن الى متى سنبقى نعيش تحت رحمة هؤلاء المجانين الذين يفرطون بحياتهم وحياة المواطنين؟