IMLebanon

صفقة «الاعتماد اللبناني»: تمديد التفويض حتى 12 آذار

credit-libanais

إيفا الشوفي

حتى الساعة الثالثة من بعد ظهر أمس، لم يكن مصير صفقة بيع حصّة مجموعة «اي أف جي ــ هيرميس» من بنك الاعتماد اللبناني معروفاً، إذ انقضت المهلة النهائية (29 شباط) التي حددتها المجموعة لرئيس مجلس الادارة ــ المدير العام لبنك الاعتماد اللبناني جوزف طربيه، من أجل بيع كامل حصتها في البنك المذكور، البالغة 63.74%، في مقابل 480 مليون دولار.

بعد ساعات قليلة من نهاية مدّة التفويض الاصلية، تردّد أنّ المجموعة المصرية قررت تمديد تفويضها لطربيه حتى الساعة الخامسة من تاريخ 12 آذار المقبل، بعدما أبلغها طربيه أنّ المبلغ جاهز، إلا أن هناك مشاكل تقنية في التحويلات إلى حساب “إسكرو”، وهو حساب ضمان مجمد توضع فيه الأموال المخصصة للصفقة للتأكد من وجودها، بحسب مصادر”الأخبار”. هذه المصادر اشارت الى أن ممثلا عن المجموعة المصرية سيلتقي مع حاكم مصرف لبنان اليوم برفقة طربيه.
في تقرير سابق لـ”الأخبار”، توقعت مصادر متابعة أن يطلب طربيه من المجموعة المصرية تمديد مدّة التفويض من أجل جمع كامل المبلغ، مشيرة الى أن المبلغ الذي جمعه حتى 25 شباط الماضي كان لا يزال دون المبلغ المطلوب، وأن هناك بعض المساهمين قد لا يوافق عليهم حاكم مصرف لبنان. إلّا أنّ مصادر مشاركة في الصفقة أوضحت أمس أن تمديد التفويض سببه أنّ “بعض المساهمين الملتزمين مع طربيه تأخّروا في إرسال المبالغ المطلوبة منهم، لذلك لم تصل الأموال إلى الحساب في الوقت المطلوب، ما أدّى إلى تخوّف لدى المقرّبين من طربيه من إمكانية فشل الصفقة”، إذ يحق لمجموعة اي اف جي ــ هيرميس في هذه الحالة أن تُنجز الصفقة مع المتقدمين الآخرين، وهما مجموعة «سيدروس» أو مجموعة «سرادار». وتجزم هذه المصادر بأنّ “المبلغ تمّ جمعه بالكامل”، ما يعني أنّ العملية “ماشية”، لتستطرد أنّ “هذا لا يعني نجاح الصفقة، إذ من الممكن أن لا يوافق مصرف لبنان بعد انتهاء المهلة على بعض المساهمين المنخرطين في الصفقة”.
تقول مصادر مقرّبة من مجموعة “سيدروس” أنّها “لا تزال تتطلّع إلى الفوز بالصفقة”، وأن عرضها “لا يزال قائماً”، وهي “بانتظار ردّ المجموعة المصرية”. وترفض هذه المصادر تأكيد أو نفي نجاح طربيه في جمع المبلغ المطلوب من مساهمين آخرين، إلا أنها تعبّر عن اعتقادها بأن يكون الهدف هو “كسب الوقت فقط” في ظل ظروف ضاغطة يمكن أن تغيّر المعطيات والوقائع، وتساهم في إبقاء الوضع على حاله في ملكية البنك وإدارته. في الايام القليلة الماضية، تردّد أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اطّلع على ما أنجزه طربيه، إلا أنه تحفّظ على 5 أمور:
1ــ استبعاد مشاركة الذين يواجهون مشكلات قضائية في لبنان أو الخارج. وتعتقد المصادر أن المقصود بذلك عدد من المساهمين المحتملين، منهم ريمون وتادي رحمة، اللذان واجها مشكلات قضائية في العراق. وتشير المصادر الى مصادفة تمديد التفويض الممنوح لطربية مع تمديد صلاحية الاتفاق الموقّع مع بنك بيبلوس والأخوين رحمة، حتى 15 آذار، لدراسة حسابات بنك فرعون وشيحا، إذ ينوي “بيبلوس” شراء حصّة رحمة في البنك المذكور بمبلغ 91 مليون دولار، ولكن الخلاف يتعلّق بقيمة المبلغ الذي يجب تجميده من قيمة الصفقة لفترة معينة في حساب “اسكرو”، إذ يريد “بيبلوس” تجميد 20 مليون دولار في حين وافق رحمة على 7 ملايين دولار. لكنّ مصادر مشاركة في الصفقة أوضحت أن «لا مشكلة لدى سلامة في مساهمة الأخوين رحمة بعدما أصلحا أوضاعهما في المحاكم”، ولكن مصادر أخرى ربطت مساهمتهما في بنك الاعتماد اللبناني ببيع حصتهما في بنك “فرعون وشيحا».
2ــ عدم مساهمة أي مصرف في شراء أسهم المجموعة المصرية، إذ أكّدت المصادر المصرفية مشاركة كل من مصرفي FNB وSGBL في الصفقة، لتتقاطع المعلومات مع مصادر من داخل المصرفين تؤكد أنهما منخرطان في الصفقة كمساهمين بمبلغ 5 ملايين دولار لكل منهما، وكمسلّفين لبعض المساهمين المحتملين من زبائنهما.
3ــ السماح بدراسة حسابات البنك ووضعيته المالية والادارية.
4ــ عدم تقديم تسهيلات مصرفية من بنك الاعتماد اللبناني لشراء أسهم فيه، وهذا يطال تحديداً ما تردد عن منح تسهيلات مصرفية لمقربين من رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان لشراء أسهم في البنك.
5ــ أوضحت المصادر المشاركة في العملية أنّ “سلامة تمنّى بإلحاح على طربيه، عندما وافق على تسليمه العملية، عدم استبدال المستثمرين الأجانب بمستثمرين لبنانيين حفاظاً على رأس المال الخارجي في القطاع”.