رأى الخبير المالي والاقتصادي ايلي يشوعي ان التأثير الفعلي للازمة السياسية بين لبنان والسعودية اقل بكثير من التأثير النفسي والسلبي على التوقعات، لأن الودائع الخليجية في المصرف المركزي والمصارف التجارية تمثل 15 مليار دولار من اصل 153 مليار دولار من مجموع الودائع، ولأن الاحتياطي المالي ذا المصادر الخليجية في المصرف المركزي اقل من مليار دولار مقارنة مع احتياطي يصل الى 73 مليار دولار مصدره المصارف التجارية في لبنان.
اما من الناحية التجارية، فأكد يشوعي ان السعودية كانت ومازالت تتصدر قائمة الدول المستوردة من لبنان، بحيث يتجاوز مجموع استيرادها مع دول الخليج العربي من المنتوجات الزراعية والصناعية اللبنانية مليار دولار سنويا، اضافة الى التحويلات المالية الآتية من اللبنانيين العاملين في الخليج والتي تزيد على ملياري دولار سنويا من اصل 8 مليارات من كل اللبنانيين في العالم.
وعليه، يؤكد يشوعي في تصريح لصحيفة “الأنباء” الكويتية انه في حال قررت السعودية مقاطعة لبنان مصرفيا وتجاريا وصرف اللبنانيين من اسواق العمل لديها، فستكون خسارة كبيرة لا يستهان بنتائجها، خصوصا ان الدولة اللبنانية بحاجة ماسة الى كل التفاتة عربية حاضنة للوضع اللبناني، معتبرا بالتالي ان على ما يسمى بالحكومة اللبنانية ان تحسن التصرف مع الموقف السعودي، خصوصا انه ليس للبنان اي مصلحة بخروج سياسته الخارجية عن الاجماع العربي وتوريط اللبنانيين رغم انفهم في أزمة مع الدول العربية، فشئنا ام ابينا نحن ملتزمون بالسياسة العربية وبالاجماع العربي، لاسيما ان لبنان عضو مؤسس في جامعة الدول العربية.
واضاف يشوعي مؤكدا ان سياسة الانفتاح على دولة ما والانغلاق في المقابل على 21 دولة صديقة وشقيقة لا يتصل بالمنطق بمكان، خصوصا ان لبنان رائد في ممارسة الحرية والديموقراطية والانفتاح على العالم، فلا الماركسية ولا الديكتاتورية ولا الشمولية تستطيع تأمين مصالح لبنان واستمرارية اللبنانيين اينما وجدوا في بقاع الارض، مؤكدا بالتالي ان على المسؤولين اللبنانيين ان يصحوا ويعوا ان لبنان وعلى الرغم من ان مصلحته تقضي بأن يكون على مسافة متساوية مع الدول المتصارعة في المنطقة، الا انه ملزم بأن يكون مع الاجماع العربي وألا يتنكر لهويته العربية شاء من شاء وابى من ابى.
وردا على سؤال، أعرب يشوعي عن يقينه ان السعودية لا ترد على موقف لبنان في المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية، بقدر ما تخشى من انزلاق اكثر فأكثر باتجاه المحور الايراني، مؤكدا ان الضغوطات السعودية على لبنان مازالت في مرحلة لفت النظر وذلك في محاولة من القيادة السعودية والخليجية لرد لبنان عن حافة الهاوية وارجاعه الى حضن العائلة العربية.
وختم يشوعي مؤكدا أنه لا بديل للبنان عن الحضن العربي، ولا قيامة له خارج وحدته مع الدول العربية وانضمامه الى الاجماع العربي، بدليل انه مع دخول بعض اللبنانيين في الحرب السورية من خارج القرار اللبناني وانخراطهم في سياسة المحاور بدأ لبنان بخسارة الاستثمارات العربية بالدرجة الاولى والحضور العربي السياحي بالدرجة الثانية.