Site icon IMLebanon

نصرالله يتراجع داخلياً ويصعّد إقليمياً!

رأى الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أنّ الحملة السياسية والإعلامية الواسعة التي شُنت ضدّ “حزب الله” غداة إعلان المملكة العربية السعودية وقف هبتها للجيش اللبناني، أدخلت لبنان في مناخ من التوتر الشديد على مستويات عدة.

نصرالله، وفي كلمة متلفزة تزامنت مع إطلاق نار كثيف في الضاحية الجنوبية لبيروت، قال: لقد دخلنا مرحلة جديدة من الصراع السياسي والاعلامي في لبنان بسبب الحملة السعودية ضدنا، وتم توزيع بيانات مجهولة المصدر معلومة الخلفية لإشاعة التوتر والفتنة والمخاوف من “حزب الله”، لافتاً إلى أنّ السعودية تذرعت بإعتبارات أمنية لدعوة رعاياها إلى مغادرة لبنان، في وقت كانت حجتها سياسية في البداية.

وأشار إلى أنّه تم نشر أكاذيب على مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن حصول أحداث في مناطق لبنانية لم تجر أصلاً، مؤكداً حرص “حزب الله” على الاستقرار والامن والهدوء والسلم الامني في لبنان، وأضاف: ما يتردد عن 7 أيار جديد وقمصان سود غير صحيح أبداً، ولا يظنن أحد أنّ “حزب الله” ضعيف لأنّه يواجه ضغوطاً. بل نحن في أفضل وضع منذ 5 سنوات.

وشدّد نصرالله على أنّ لا مشكلة أمنية في لبنان، ولسنا على حافة حرب أهلية، وما يتردّد عن ذلك هو مجرد تهويل، معتبراً أنّه رغم كل ما تقوم به السعودية يجب أن يبقى لبنان بعيداً من كل توتر وتجنّب النزول إلى الشارع. وأشار إلى أنّ من يستطع أن يقلب الطاولة على “حزب الله” فليفعل، أما نحن فنريد أن نبقى حول الطاولة للحوار، مؤكداً أنّ بقاء الحكومة مصلحة وطنية ولا ننوي الاستقالة منها.

ولفت إلى أنّ هناك مصلحة وطنية في استمرار الحوار الثنائي مع “تيار المستقبل” والحوار الوطني، مضيفاً: لا نقبل أن يمّن علينا أحد بالحوار وهو حرّ في تركه، لكنّنا نرى فيه مصلحة وطنية، وهناك قوى سياسية في لبنان لا تريد إجراء انتخابات بلدية في موعدها المحدّد وتريد توتير الوضع الأمني.

وأشار نصرالله إلى أنّ ما يُبث على قنوات فضائية من أمور هزلية تتعلق بنا دليل ضعف، مشدّداً على أنّ لا علاقة لـ”حزب الله” بأيّ تحرك جرى في الشارع، وقال: ما جرى في الشارع ردّ عفوي على ما إعتُبر إهانة لنا والاختراقات غير مستبعدة. فمن غير المناسب قطع الطرقات، وردّ الفعل يجب أن يكون مناسباً ومدروساً، مؤكداً أنّ لا حاجة للنزول إلى الشارع، ومهما حصل يجب أن نفتش عن ردود حضارية تخدم أهدافنا.

وإعتبر أنّ مشروع السعودية في المنطقة هو الفتنة وكذلك إسرائيل، مشيراً إلى أنّ النظام السعودي قتل الشيخ نمر النمر من أجل الفتنة، ولو ذهبنا إلى تظاهرة كبرى أمام السفارة السعودية لكنّا حققنا ما يريده قتلة النمر.

وقال نصرالله: على مسؤولي “حزب الله” الاجتماع بمن نزل إلى الشارع لثنيه عن العودة إلى الشارع، لانّ المرحلة حساسة. نحن نرفض أيّ إساءة للرموز الاسلامية، وهذا ليس خطأ فحسب بل خطيئة، والإساءة للرموز الإسلامية أخطر باب للفتنة تعمل عليه جهات عدة تموّلها أميركا والسعودية وإسرائيل، معتبراً أنّ الكلام عن سيطرة “حزب الله” على الدولة “نكتة”، ودور بعض الأحزاب أكبر.

وأوضح أنّ الهبة السعودية للجيش اللبناني أوقفت منذ وفاة العاهل السعودي الملك عبد الله ولم تتوقف بسبب مواقف “حزب الله” من السعودية، لافتاً إلى أنّ هناك قوى لبنانية تأمل حصول “عاصفة حزم” في لبنان مماثلة لـ”عاصفة اليمن”.

وأبدى نصرالله إستغرابه لكيفية عودة الكلام عن الانتماء العروبي من قبل شخصيات نسيت العروبة، معتبراً أنّ “حزب الله” قادر وجدير ويملك كفاءة المواجهة وحده، ولا نطلب من أيّ حليف إحراج نفسه، وأضاف: كل ما يتردّد عن اجراءات ضد لبنان واللبنانيين في الخليج لا يستهدف إلا “حزب الله”، ونحن نتحمل مسؤولية مواقفنا ولو بقينا لوحدنا، مشيراً إلى أنّ المطلوب من الحكومة والقوى السياسية الضغط على “حزب الله” حتى يتراجع عن موقفه من السعودية.

وتابع: حرب السعودية علينا ليست جديدة، وهي تشنّ حملة علينا منذ العام 2005. وعبارة “يجب سحق “حزب الله” في حرب تموز 2006 ” هي عبارة لأمير سعودي، مشيراً إلى أنّ نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أكد بنفسه أنّ السعودية أنفقت مليارات الدولارات وآلاف الاطنان من الأسلحة لضرب النظام في سوريا.

وقال نصرالله إنّ السيارات المفخخة التي كانت تأتي من القلمون إلى لبنان كانت بإدارة سعودية، لافتاً إلى أنّ السعودية ترتكب المجازر اليومية في اليمن والعالم صامت، لكن لا يمكننا نحن أن نصمت عن هذه الجرائم طويلاً، وأضاف: إنّ أعظم ما فعلته في حياتي هو خطابي في ثاني يوم من الحرب السعودية على اليمن، مشدّداً على أنّه لا توجد مظلومية على وجه الكرة الأرضية توازي مظلومية الشعب اليمني نتيجة الحرب السعودية.

وأكد أنّ لا مصلحة وطنية لأيّ بلد بأن يأذن للسعودية في شنّ حرب على بلد آخر، مشيراً إلى أنّه عندما يسكت العالم العربي عن حرب السعودية على اليمن، فهذا يعطيها شرعية لشنّ هجوم على بلد آخر.

وشدّد نصرالله على أنّ اللبنانيين المتهمين بعلاقتهم مع “حزب الله” تم طردهم من الخليج وبعضهم ظُلم، سائلاً: هل يحق للسعودية أن تعاقب لبنان ودولته وجيشه، لانّ هناك حزباً رفع صوته؟ وأضاف: إذا كان لدى السعودية مشكلة مع “حزب الله” فلتواجهها معه وحده ولا ذنب للآخرين، وخلافكم أيّها السعوديون معنا وليس مع حلفائنا.