كتب بسّام أبو زيد
كانت انطلاقة الحوار بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري نوعا من تنفيسة من أجل الحد من احتقان الشارع بين السنة والشيعة وتتالت جولات الحوار هذا ولكن من دون أي نتيجة لا في تخفيف الاحتقان ولا في بلورة الاستحقاقات الداخلية وفي مقدمها استحقاق رئاسة الجمهورية.
إن هذا الفشل الذريع في هذا الحوار لم يكن متوقّعا بل كان محتوما لأن ما بني على باطل لن يحقق ابدا نتائج إيجابية مهما طال أمد الكلام بين الجانبين باعتبار أن ما يتحدثون عنه لا يملكون هم سلطة القرار فيه وبالتالي تبقى تأثيراتهم في تخفيف الاحتقان واتخاذ الخطوات السياسية الإيجابية مكبّلة بالإرادة الخارجية.
إن الاحتقان بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” وبالتالي بين السنة والشيعة ناجم بداية عن تداعيات 7 أيار 2008 وهي تداعيات لم تمح لأن ما لحق بها محليا وإقليميا رسخها وعززها وقد أتى في طليعة ذلك الحرب في سوريا وانخراط “حزب الله” فيها إلى جانب النظام ووقوف تيار “المستقبل” بشكل أو بآخر إلى جانب المعارضة ضد النظام. وازداد الاحتقان مع تفاقم الصراع السعودي الإيراني وامتداده إلى اليمن وغيرها من دول وقد حمل الحزب لواء الدفاع عن إيران وتيار “المستقبل” لواء الدفاع عن السعودية ولم تكن لغة التخاطب الإعلامي بينهما لغة مسالمة بل حملت في طيّاتها كل عوامل الاحتقان المتصاعد.
ما انسحب على هذين العاملين ينسحب أيضا على رئاسة الجمهورية حيث القرار لا في يد “حزب الله” ولا في يد “المستقبل” وبالتالي فإن كل التخاطب بين الجانبين في هذا المجال هو فرصة لزيادة الاحتقان لا مناسبة لتخفيفه.
بين “حزب الله” وتيار “المستقبل” حواران واحد بشأن الطاولة وهو حوار للحوار أما الحوار الآخر فهو عبر المنابر والإعلام وهو المعبّر بحقيقته عن واقع الحال وعن واقع الاحتقان وهو المؤشّر على مسار سياسي في البلد ينحو اليوم نحو مزيد من التصعيد.