يبدو أنّ التآمر في لبنان على المواطنين وصل الى حدّ فرض الخوات في معظم المناطق للسماح لهم بركن سياراتهم!
في عطلة الأسبوع الأخيرة من شباط 2016، أراد احد المواطنين ان يمضي بعض الوقت في احد مقاهي انطلياس برفقة الاصدقاء. ما كان منه إلا ان ركن سيارته أمام احد المحلات التجارية التي تقفل أبوابها في الليل في أوّل شارع المقاهي، وذلك بعدما رأى سيارة تغادر المكان عينه.
ولكن، ما إن ركن المواطن سيارته وهمّ بالنزول منها، حتى وصل الى جانبه أحد شبان “الفاليه باركينغ” طالبًا منه مبلغ 5000 ليرة! فاستغرب المواطن وسأله: “لماذا عليّ أن أدفع وأن أركن سيارتي أمام محل تجاري مقفل ليلاً؟ وكيف يحق لك أن تطلب منّي دفع المال”؟ فردّ عليه الموظف: “أستاذ هون الصفّة بـ5000 ليرة أو بدك تصفّ غير مطرح”.
رضخ المواطن للأمر الواقع خوفًا من تعرض سيارته لأي ضرر في حال لم يدفع المبلغ المذكور، خصوصًا وان التجارب المماثلة كثيرة في هذا السياق.
والأغرب هو انه ولدى اطلاع اصدقائه عمّا جرى معه، قال له أحدهم: “لو لم تدفع المبلغ لكنتَ ستجد عند العودة ضبط بلدية على سيارتك بقيمة 100 ألف ليرة… واسأل مجرّب وما تسأل حكيم”.
وهنا لا بدّ من السؤال: هل ثمة شراكة بين البلديات وشركات “الفاليه باركينغ” حول هذه “الخوّة”؟ وكيف يحق لشركات “الفاليه باركينغ” أن تصادر الأماكن العامة وجوانب الطرقات لمصلحتها وبالتواطؤ مع البلديات ورجال قوى الأمن في الكثير من الأحيان؟ وهل سيبقى المواطن اللبناني عرضة للابتزاز الدائم والمنظّم و”على عينك يا تاجر”… أو “على عينك يا دولة”!