إعتبر الرئيس سعد الحريري أنّ “ما حصل في الأيام الماضية من أعمال شغب وقطع طرق وحرق دواليب في بعض شوارع العاصمة بيروت، إنّما يندرج في إطار محاولات لإثارة الفوضى والفتنة، وعلينا ألا ننجر إلى أيّ محاولة من هذا النوع”، لافتاً إلى أنّ “أهل بيروت حريصون على أمنها واستقرارها وعدم إفساح المجال أمام العابثين بالأمن والاستقرار لتحقيق غاياتهم”.
الحريري، وخلال إستقباله في “بيت الوسط”، وفداً موسعاً من اتحاد جمعيات العائلات البيروتية، أشار إلى “البيان الذي صدر عن اجتماعه برئيس مجلس النواب نبيه بري”، مؤكداً “أهمية ما تضمنه من توجهات تشدد على درء الفتنة ومواجهة المخلين بالنظام العام”، وداعياً إلى “الاتعاظ مما يعانيه الجوار ووجوب التزام حدود المصلحة الوطنية في مقاربة كل المشاكل القائمة”.
وقال: “إنّ التحديات التي نواجهها منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقبلها، هي تحديات حقيقية وجدية، وكل الشهداء الذين سقطوا خلال تلك الفترة، كانوا يدافعون عن مشروع الدولة لإيمانهم بأن لبنان هو لكل اللبنانيين”، لافتاً إلى أنّ “الدولة ما زالت قائمة، رغم كل محاولات إضعافها المتواصلة طوال المرحلة الماضية”.
وأضاف الحريري: “هناك قرارات سياسية نتخذها من أجل مصلحة البلد، وهي قرارات قد لا تعجب البعض كالخيار الذي اتخذناه في موضوع رئاسة الجمهورية، لكنّنا نضع أمامنا مصلحة لبنان، وكل القرارات التي نتخذها هي لإخراجه من حال الفراغ والاهتراء من جراء تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية ولإعادة انتظام الحياة السياسية وتفعيل الدورة الاقتصادية وإعطاء الأمل إلى اللبنانيين بغد أفضل”.
وتابع: “نحن نمر بمرحلة صعبة وخطيرة، وعلينا أن نصبر ونتصرف بعقلانية، والتبصر بما يحصل من حولنا في العراق، وإلى أين وصلت الأوضاع السائدة فيه حالياً، رغم كل محاولات الدول لإنقاذه، وكذلك في سوريا التي تعاني من صراعات كثيرة نتيجة سياسة الاستبداد التي يمارسها النظام السوري، ونحن رغم كل ما يحصل، على يقين بأنّ نظام الأسد سيسقط في النهاية، وأنّ الشعب السوري هو الذي سينتصر”.
وأردف: “علينا مسؤولية حماية لبنان، ومن أجل ذلك سأبذل المستحيل لحمايته، فهناك مواقف نتخذها بالوقت المناسب، ونواجه بالوسائل السياسية والديموقراطية لأننا مع الحفاظ على البلد ونتصرف بحكمة وعدم تهور”.
وإعتبر الحريري أنّ “تدخل “حزب الله” بالحرب السورية وضد أبناء الشعب السوري جريمة بحق الحزب نفسه وبحق الشعب السوري وبحق لبنان، فالتاريخ لن يرحم. وفي النهاية، سيسجل عقلانيتنا، وكيف انّنا نعمل على إنقاذ لبنان، فيما يذهب سوانا للقتال في سوريا والعراق واليمن ويهدد أمن دول الخليج العربي”.
وتطرق إلى “بعض القضايا الداخلية، لا سيما مشكلة النفايات”، مؤكداً أنّه يتعاون مع “رئيس الحكومة تمام سلام في هذا الشأن لإيجاد الحلول التي باتت حاجة ملحة لكل المناطق اللبنانية”.
وجدد الحريري موقفه من الانتخابات البلدية، مؤكداً “دعم “تيار المستقبل” لحصول هذه الانتخابات والتمسك بمعادلة المناصفة في بيروت بين المسلمين والمسيحيين”.