رأى رئيس كتلة “المستقبل” النائب فؤاد السنيورة أن “المشكلة بين لبنان والسعودية بدأت عندما انفرد وزير الخارجية جبران باسيل بسياسة النأي بالنفس في موضوع اساسي وعندما عارض موضوع الاجماع العربي”، مشيرا الى أن هذا الامر اظهر لبنان وكأنه قد تنكّر للموقف التاريخي والتقليدي المستقر الذي كان ينبغي عليه ان يستمرّ في الالتزام به.
السنيورة، وفي حديث الى قناة “الاخبارية السعودية”، رأى أنه “ينبغي على كلِّ مخلصٍ للبنان ولمصلحة لبنان في المقام الاول ولمصلحة العرب اجمعين ان يُصار الى المبادرة الى القيام بأمرٍ ما يستطيع ان يلملم هذا الوضع المتفلت، مشددا على أن “لبنان بلدٌ عربيّ الهوية والانتماء”.
وأكد السنيورة أن “من ينطق بإسم الحكومة اللبنانية ويعبّر عن سياسيتها هو رئيس مجلس الوزراء”، داعيا رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الى التعبير عن مصلحة لبنان الحقيقية ومحاولة منع امتداد المزيد من اللهيب إلى لبنان بسبب هذه الاعمال التي يقوم بها البعض.
ورأى أن “البيان الذي صدر عن الحكومة لم يكن موفّقاً ولم يعبّر بالشكل السليم عن مصلحة لبنان، وعلى سلام أن يوضح هذه المواقف التي ربما سهى عن بعض الوزراء، رؤية الامور في دقتها وصوابية امر اتخاذها”، كاشفا “أننا لا نريد اي تصادم مع حزب الله ولكن ايضاً لا نريد أن نخسر لبنان الذي هو عنصر فاعل واساسي في المجموعة العربية، وبالتالي علينا ان نستعيد عروبة لبنان بالتوضيح لما هو مذكور في الدستور وفي الميثاق الوطني وفي اتفاق الطائف وفي كل البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة”.
وشدد السنيورة على “أننا كجهات سياسية رفضنا الموقف الذي أدى الى تدخل حزب الله في الحرب الدائرة بين النظام في سوريا والشعب السوري ونحن ضد هذا التدخل، لكن اليوم نضع هذا الامر جانبا ونعود الى كيفية تحديد لبنان سياسته الخارجية وان نلفت انتباه جميع الاشقاء العرب للصدمات التي يتعرض لبنان”.
واعتبر أن “حزب الله ومن يقف وراءه يريدون عملياً ان يبقى الجيش كما هو وبدون تزويده بالإمكانات المادية والتقنية. يريدون ان لا تأتي هذه المساعدات لكي يستطيعوا ان يبرروا “استمرار حزب الله بحمله للسلاح في لبنان بمعزل عن الدولة وسلطتها الكاملة على كل الأراضي اللبنانية.
وأضاف: “ونحن دائماً نقول ان الدولة اللبنانية لا تستطيع ان تصبح دولة، اذا لم تبسط سلطتها الكاملة على كل الاراضي اللبنانية”، مشيرا الى أن “الحكومة اليوم شبه مشلولة الا في الامور التي يسمح بها حزب الله بها بين فترة وأخرى حيث يسمحون بنقطة حياة يعطونها لهذه الحكومة لكي تعقد هذه الجلسة او تمتنع عن حضور جلسة اخرى”.