لفت كبير الخبراء في قطاع النفط والغاز رودي بارودي الرئيس التنفيذي لـ”شركة الطاقة والبيئة” القابضة ومقرّها قطر، إلى أن “قبرص تسعى إلى تحقيق مكاسب تاريخية تتخطى أبعاد اقتصادها وحتى حدودها الجغرافية”، مشيراً إلى أنها “مركز الطاقة في المنطقة، أي أن كل خطوة تتّخذها نحو تحقيق هذا الطموح، تحسّن أيضاً من فرص جيرانها في بناء قطاعات النفط والغاز فيها”.
كلام بارودي جاء في كلمة ألقاها في “مؤتمر الطاقة” الذي عُقد على مدى يومين في نيقوسيا، حيث أشاد بتقديم قبرص نماذج إيجابية للدول الأخرى في المنطقة، وقال: ما يثلج الصدر “التقدم القبرصي المزدوج” على صعيد عملية السلام، وقطاع النفط والغاز، وإطلاع الموظفين الحكوميين أبناء وطنهم على كل مراحل التقدم بشفافية كاملة وواضحة.
وحث السلطات اللبنانية على “العمل بجدية لحماية مصالح بلدهم الخاصة، بدءاً من استكمال المتطلبات التشريعية لقطاع النفط والغاز، واستئناف الجهود لتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة”. وحذّر من أن “تكون هذه العملية معقّدة للتأكد من أن لبنان لن يفوّت نصيبه العادل من الثروة النفطية، خصوصاً أن إسرائيل هي واحدة من ثلاث دول في المنطقة إضافة إلى سوريا وتركيا، التي لم توقّع ولم تصادق على اتفاقية الأمم المتحدة التي ترعى قانون البحار”. وشدد على “ضرورة إعادة إحياء المحادثات مع قبرص لتعيين الحدود البحرية، وينبغي في هذا الإطار أن يطلب الجانبان من الولايات المتّحدة تفعيل مساعيها الحميدة للمساعدة في تحديد النقطة الحدودية الثلاثية جنوبي لبنان حيث تتقاطع المناطق الاقتصادية الخالصة مع إسرائيل”.
وأضاف: إن اتّفاقية توحيد الإنتاج بين منطقتي امتياز نفطي المتاخمتين بين لبنان وقبرص واستئناف العمل التشريعي اللبناني، سيساهمان بشكل كبير في تحسين الاستقرار الاقتصادي وتوفير المزيد من الاستقرار السياسي. وفي حال احتاجت بيروت إلى نيقوسيا فستجد شريكاً مستعدّا للمساعدة على مختلف المستويات.
فقد أثبتت قبرص بوضوح التزامها بالتعاون كوسيلة لصناعة الطاقة الإقليمية المتناغمة التي من شأنها أن تضفي فوائد اقتصادية واجتماعية وحتى أمنية هائلة لجميع الدول المشاركة وسكانها.
وقال: في الواقع نحن جميعاً مدينون لقبرص، ويحتاج القادة في لبنان إلى إظهار المبادرة عينها والاهتمام ذاته بمصالح الأجيال القادمة.
والجدير ذكره، أن “المنتدى المتوسطي السابع للنفط والغاز” كان فرصة للتأكيد مرة جديدة، أن صناعة الطاقة النامية تقدّم “وعوداً بمنح حافز إضافي هائل” للقادة القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك في البلاد لمواصلة “العمل بزخم على إعادة توحيد الجزيرة”.