إفتتح وزير الاتصالات بطرس حرب ممثلا رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، مؤتمر “2016 Beirut Arabnet” بدعوة من Arabnet وبالتعاون مع مصرف لبنان، في قاعة الامارات في فندق هيلتون بيروت- الحبتور- غراند أوتيل.
بداية، كانت كلمة للمدير التنفيذي لشركة “عرب نت” عمر كريستيدس تحدث فيها عن التطور السريع الذي يشهده عالم التقنية الرقمية، وقال: “خلال السنوات السبع الأخيرة شهد القطاع الرقمي تطورا سريعا وملحوظا ولم يعد محصورا بأقسام تكنولوجيا المعلومات في الشركات والمؤسسات بل تخطاها ليشمل جميع الأقسام والقطاعات”.
وأوضح أنه “من أجل مواكبة هذا التطور السريع في عالم التقنية الرقمية، يقدم عرب نت بيروت خبرات وتجربة أكثر من 80 متحدثا من مختلف انحاء العالم وورشات عمل وجلسات حوارية تلقي الضوء على أبرز ما توصل إليه عالم التقنية الرقمية”.
عنداري
ثم تحدث النائب الثاني لحاكم مصرف لبنان الدكتور سعد عنداري ممثلا حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي أشار إلى الإمكانيات والقدرات الموجودة في لبنان “التي تمكنه من لعب دور مركزي في عالم التقنيات الرقمية في المنطقة”. ولفت إلى التطور الذي يشهده هذا القطاع في لبنان “والذي نجح في جذب أبرز الفاعلين الرقميين والشركات من مختلف أنحاء العالم”.
حكيم
وكانت كلمة لوزير الاقتصاد والتجارة الدكتور آلان حكيم قال فيها: “إذا ما انطلقنا من تابع الإنتاج كوب – دوغلاس (Cobb Douglas) وهو بحسب تعريفه تابع رياضي اقتصادي يفسر السلوك الإنتاجي وعلاقته بعوامل الإنتاج، نلحظ أن مستوى الإنتاج (Y) يعتمد على مكونين رئيسيين ألا وهما: رأس المال (K) والعمل أو اليد العاملة (L).
وهذه العلاقة إنما كانت تمثل المعادلة التي كانت سائدة قبل أن تبرز المعادلة الجديدة في عصرنا الحديث التي أصبحت تشمل التكنولوجيا كعنصر أساسي وخاصة في الاقتصادات المتطورة التي باتت تواكب التطورات التكنولوجية لتنويع انتاجها والارتقاء به. إذ بدأ دور التكنولوجيا يتسع اليوم شيئا فشيئا ليدخل في كافة المجالات من القطاع المصرفي إلى الصناعة والزراعة والخدمات والطب والهندسة وغيرها لتصبح جزءا أساسيا لا يتجزأ من الحياة الاقتصادية.
في الواقع، أصبحت التكنولوجيا تعد الوسيلة الأكثر أهمية لنقل المجتمعات النامية إلى مجتمعات أكثر تطورا من خلال مساعدتها على تخطي المراحل التقليدية للتنمية والانتقال إلى مسار معرفي يستند إلى النمو ويتمتع بقيمة مضافة اكبر”.
أضاف: “يعتبر صندوق النقد الدولي أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم تعد من أهم العناصر المساهمة في نقل التكنولوجيا من الاقتصادات المتطورة إلى الاقتصادات في طور النمو. وعليه، لقد عمد الصندوق إلى إدخال هذه المؤسسات ضمن استراتيجيته للتنمية الاقتصادية لتبرز كعنصر أساسي يؤثر في تطور الاقتصادات العالمية.
فإذا ما نظرنا إلى دول أوروبا والولايات المتحدة، نجد في إطار المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، أن قطاع التكنولوجيا يتميز باعتباره العنصر المحرك لخلق الوظائف الجديدة ومحاربة الفقر وتنشيط الاقتصاد خاصة أن اقتصادات هذه الدول توفر ما يلزم للاستفادة من منافع ثورة المعلومات وخصوصا فيما يتعلق بالتجارة الإلكترونية والتوجه نحو الاقتصادات الرقمية.
أما في عالمنا العربي، نرى انه على الرغم من أن كافة العوامل اللازمة لخلق نقلة نوعية في الاقتصادات العربية موجودة، إلا أن أبرز هذه العوامل المتمثلة بالطاقات الشبابية المتعلمة والمثقفة والمتمتعة بمهارات عالية وكافية في مجال التكنولوجيا تبحث عن مستقبلها في الخارج.
لو أخذنا لبنان على سبيل المثال، فإنه يعاني من هجرة شبابه وأدمغته علما أن ما يميز لبنان هو غناه برأس المال البشري الكفوء والمفعم بالمبادرة والابتكار والقادر على التطوير والتغيير”.
ولفت حكيم الى أن “لريادة الأعمال اليوم وقع وتأثير قوي على اقتصادات دول العالم إذ باتت تستخدم كأداة يكون من شأنها تطوير أسواق العمل وخلق بيئة استثمارية سليمة ومستقطبة من خلال ارتكاز المشروعات الصغيرة والناشئة على الابداع وخلق الأفكار الجديدة والتغيير والتجربة”. وقال: “يعتمد نجاح هذه المشاريع وترجمة الأفكار الخلاقة إلى واقع عملي حقيقي على وجود عنصر مال بشري يتمتع بالمهارات اللازمة والكافية وعلى مواكبة التطورات التكنولوجية لتعزيز القدرة على ترجمة هذه الأفكار”.
وإذ أشار الى أهمية المؤتمر “للتشديد على أن ريادة الأعمال هي الحل الأمثل لتلبية طموحات الشباب والحد من هجرتهم وحثهم على خلق المشاريع الجديدة والمبتكرة والقادرة على تعزيز التنمية الاقتصادية في بلادهم”، قال: “عليه، فإننا نؤكد على ضرورة تطوير ونشر الوعي حول اقتصاد المعرفة في إطار ريادة الأعمال”.
حرب
وألقى حرب كلمة قال فيها: “يشكل هذا المؤتمر محطة رائدة في عالم الإتصالات وعالم المعلومات للتطوير والتقدم نحو المستقبل.أما بالنسبة لي كوزير للإتصالات فهي ليست المرة الأولى التي أحضر فيها هذا المؤتمر، وكنا في كل مرة نحاول البحث في كيفية تطوير مجتمعنا، وبالأمس عدت من مؤتمر برشلونة ومهما فعلنا، فالحاجات تكبر والتطور سريع جدا، وإذا لم نستطع مواكبة هذه المتطلبات بما يجب على صعيد البنية التحتية في لبنان نكون عجزنا ويكون القطار سبقنا كما سبقنا منذ فترة طويلة ولا نزال نحاول اللحاق به”.
أضاف: “يوم تسلمت مهام وزارة الإتصالات منذ سنتين ونيف، وكنت أعتقد أن المهمة لن تدوم أكثر من ثلاثة أشهر، دخلت عالما جديدا كنت أجهله وتعرفت عليه وبدأت اكتشافاتي. كنت أسمع أن وزارة الإتصالات وقطاع الخليوي بترول لبنان، وهذه الوزارة هي التي تضخ الأموال للخزينة. إلا أن المفهوم العالمي تغير ولم يعد ممكنا النظر إلى وزارة الإتصالات كبترول أو كمصدر غنى للبنان. بل تحولت الوزارة إلى مسؤولة عن قطاع بإمكانه تطوير كل القطاعات في لبنان ومردودها الإقتصادي لم يعد يحسب بما يدخل على الخزينة مباشرة من مداخيل الإتصالات إنما بما ينعكس على تطور إقتصاد البلد بكامله وانعكاس القطاع على نمو الإقتصاد ونمو الدولة في لبنان وعلى حل مشكلة البطالة في لبنان. وفي الخلاصة تبين لي أن العالم يركب قطار التطور فيما نحن نتخبط في أزماتنا ومشاكلنا فتخلفنا عن مواكبة هذا التطور لأنه سريع، ومن أجل أن يسترد لبنان دوره الذي خسره كان لا بد أن تكون لنا رؤية استراتيجية لقطاع الإتصالات، لأنه إن لم نعد إلى بناء بنية تحتية عصرية فعبثا نشتغل. من هنا كانت رؤية لبنان 2020 لإطلاق الجيل الرابع في لبنان وإطلاق الألياف الضوئية في كل لبنان، وتكاليف هذه الخطة ستكون زهيدة بالمقارنة مع المردود المنتظر، لدرجة تؤهل لبنان للتحول إلى Hub جدي للإتصالات وتبادل المعلومات في العالم”.
وتابع: “لقد بذلنا جهودا كبيرة، وإذا درسنا البيانات الصادرة عن المنظمات الدولية للإتصالات لاكتشفنا أن لبنان تطور بشكل لافت خلال السنتين الأخيرتين. إلا أن طموحنا الذهاب إلى أبعد من ذلك وإعادة لبنان إلى المرتبة الأولة في العالم العربي، وأن يبقى مستقبلا يتصدر العالم العربي في هذا الميدان.
أود تطمين الحاضرين أن خطة 2020 في طريق التنفيذ وهي ستجعل لبنان الأول في العالم العربي والشرق. ففي ما يتعلق بالهاتف الخليوي كنا بحسب خطتنا على موعد لتعميم الجيل الرابع في كل لبنان، ولا أخفيكم سرا إنني بنتيجة الجهد والإلحاح على المنفذين، أتوقع أن خطة 2020 ستنتهي في أيلول المقبل وساعتئذ يكون الجيل الرابع قد عم كل الأراضي اللبنانية. أما الألياف الضوئية فمشروعها في طور التنفيذ، وإذا كان المشروع يحتاج لخمس سنوات للتنفيذ إلا أن النتائج بدأت تظهر وستتابع بالظهور تباعا خطوة خطوة بدءا بالمؤسسات الكبرى مرورا بالمدن الكبرى وصولا إلى أبعد القرى في لبنان. وإن شاء الله يتابع الخطة في السنوات المقبلة الوزير الذي سيأتي، لأني آمل أن يصار إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتجاوز حالة الفراغ الذي يشل البلد. وآمل أن يكون المشاركون من البلدان العربية في السنة المقبلة أكثر ممن شاركوا هذا العام. أعرف أن الظروف السياسية هي التي حالت دون هذه المشاركة الكثيفة، من هنا عدم رغبتنا في التنازل عن دور لبنان الريادي في كل الميادين العلمية والفكرية والإقتصادية”.
وختم حرب: “بوجود مؤتمرات من مستوى مؤتمر “عرب نت” يستطيع لبنان النهوض، وأتمنى أن يكون هذا المؤتمر في كل سنة قيمة مضافة لوجودنا على صعيد عالم الإتصالات، ونحن ندعم جهودكم الإيجابية ونقف إلى جانبكم”.
الى ذلك، تم خلال المؤتمر إطلاق مبادرة “Smart ESA” للمعهد العالي للأعمال ESA وهي مبادرة جديدة من قبل السفارة الفرنسية في لبنان بالتعاون مع الوزارة الفرنسية للشؤون الخارجية، وتهدف إلى دعم الشركات الناشئة في المنطقة والبدء من لبنان.