Site icon IMLebanon

مساعٍ أميركية – فرنسية لإقناع السعودية بالتمييز في إجراءاتها بين لبنان و”حزب الله”

 

تقول أوساط واسعة الاطلاع لصحيفة “الراي” الكويتية ان الايام السابقة شهدت تريّثاً من جانب السعودية، والدول الخليجية، في المضي في الخطوات التصعيدية بحق لبنان، في ما يبدو رصداً لما يمكن الحكومة والوسط السياسي اللبناني ان يفعلاه وليس أكثر من ذلك. واذا كان هذا التريث لا يعني انتفاء احتمال استنئاف الاجراءات الصارمة في اي وقت، فان “الأمر صار يشكل هاجساً مقلقاً للغاية للحكومة والكثير من القوى السياسية. ولكن المأزق الكبير يتمثل في عجز الجميع عن القيام بأي خطوة جديدة قبل معرفة حقيقة ما يطلبه السعوديون عملياً، باعتبار ان موقف الرياض يرقى في اطار ما جرى التعبير عنه رسمياً واعلامياً الى مستوى قلب الواقع السياسي رأساً على عقب في مواجهة حزب الله، وهو أمرٌ بغاية الصعوبة ان لم نقل الاستحالة”.

وتشير الأوساط الى ان الأزمة تتكشف عن عمقٍ كبير لن يكون معه الخروج سهلاً من تداعياتها، حتى ان الاوساط نفسها لا تذهب بعيداً في الاتكاء على ما أطلقه مسؤولون أميركيون امام الوفد النيابي اللبناني الذي زار واشنطن الاسبوع الماضي، من ان الادارة الأميركية ستتدخل مع السعودية لحملها على إعادة الهبة العسكرية للجيش اللبناني وتخفيف اجراءاتها وتحييد لبنان عن عقوباتها على “حزب الله” أسوة بما تفعله اميركا.

ومع ان الاوساط تؤكد ان واشنطن ليست مقتنعة باتباع سياسة العقوبات الإجمالية بحق لبنان، فإنها تلفت الى ان ثمة اقتناعاً أعمق لدى الاميركيين بأن على الحكومة والوسط السياسي اللبناني القيام بمبادرات جريئة ضد سياسات “حزب الله”، وهو أمر يتحدث عنه ايضاً الفرنسيون الذين يبذلون جهوداً كثيفة لدى السعودية وسيستقبلون غداً ولي العهد السعودي الامير محمد بن نايف وسيكون الملف اللبناني ضمن أولويات البحث الفرنسي – السعودي. ولكن ما تؤكده الاوساط ان الخشية على الاستقرار الداخلي في لبنان، باتت تشكل قاسماً مشتركاً للجهود الاميركية والفرنسية والدولية قاطبةً، خصوصاً في ظل التقارير التي رفعتها السفارات الغربية عن التوتّر المذهبي الواسع الذي شهدته بيروت ومناطق أخرى جراء بثّ شريط تلفزيوني تهكمي على الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله.

ولفتت الاوساط نفسها الى ان النداء المشترك الذي أصدره رئيس البرلمان نبيه بري والرئيس سعد الحريري عقب لقائهما ليل الاثنين، شكل عاملاً بارزاً من عوامل احتواء الخطر الذي بات اكبر من تقديرات الكثيرين، علماً ان الاوساط عيْنها كشفت ان “حزب الله” قام بإجراءات عاجلة من جهته لوقف التجمعات لأنصاره ومنع تصاعد التوتر، بعدما ظهرت معالم خطيرة في الشعارات الاستفزازية التي شهدتها التجمعات والتي أثارت الخشية من اشتعال الفتنة.