اشارت مصادر أمنية عراقية لصحيفة “عكاظ” الى إن إيران حاولت منذ اليوم الأول لعودة السفير السعودي إلى بغداد رفع درجة التوتر بين السعودية والعراق والعمل على ضرب هذه العلاقات وإلحاق الأذى بالسفارة السعودية ببغداد، لكنها لم تفلح في هذا الأمر واتجهت إلى خطة “خبيثة” تبقى العلاقات السعودية العراقية على حالة دائمة من التوتر، إذ اتجهت إيران إلى تنظيم جديد من الميليشيات ووقع الاختيار على تشكيل “لواء نمر”.
وذكرت “عكاظ” أنه في تاريخ 5 تشرين الأول هاجمت الميليشيات العراقية السفارة السعودية التي افتتحت أخيرا في بغداد، وكان ذلك الهجوم بالتنسيق مع سفارة النظام الإيراني في بغداد. وعقب ذلك الأمر تم تشكيل مجموعة ميليشياوية جديدة باسم “لواء نمر” بدعم وتخطيط من فيلق القدس وقادة الميليشيات العراقية. وتم اتخاذ قرار لتشكيل لواء النمر في أواسط كانون الثاني الماضي في اجتماع ببغداد، بحضور دانائي فر سفير النظام الإيراني، وأكرم الكعبي، وقيس الخزعلي وعلي الياسري قائد ميليشيات سرايا الخراساني، وقادة آخرين تابعين لفيلق القدس.
وأكد دانائي فر في الاجتماع أن لواء النمر يجب أن يدافع عن مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية والميليشيات في جميع دول المنطقة العربية. وقرر في الاجتماع أن يجند جزءا من الميليشيات التابعة لفيلق القدس من لبنان وسائر الدول العربية في المنطقة.
وقالت المصادر: في أواسط كانون الاول قامت السفارة الإيرانية في بغداد بإرسال قائد ميليشيات النجباء أكرم الكعبي، وقائد ميليشيات العصائب قيس الخزعلي إلى طهران لكي يلتقيا ويناقشا قادة فيلق القدس بخصوص تفاصيل وأفراد يريدون أن يشكلوا منهم لواء النمر. وبعد عودة قيس الخزعلي وأكرم الكعبي من طهران إلى العراق بدأ تنفيذ أوليات لتجنيد الميليشيات لتكوين لواء النمر، وبعد إكمال التمهيدات الأولية لتشكيل تلك المجموعة الجديدة قامت سفارة النظام الإيراني بالتنسيقات اللازمة مع “حزب الله” اللبناني للقاء بين قيس الخزعلي وحسن نصر الله وتوجه أواخر كانون الثاني قيس الخزعلي للقاء حسن نصر الله في لبنان. وفي ذلك اللقاء تعهد حسن نصر الله بتأمين جزء من العناصر للواء النمر في المستقبل. بعد ذلك قامت الميليشيات التابعة لفيلق القدس في العراق بتشكيل هيئة مشتركة للتنسيقات اللازمة لتكوين لواء النمر لكي يقرروا حول السلم القيادي وكيفية تجنيد هذه المجموعة الجديدة. ويقع مقر الهيئة المشتركة للميليشيات في منطقة بسماية ببغداد.
وتكونت أغلبية أفراد لواء النمر من عناصر الحشد الشعبي. وكان هؤلاء العناصر جزءا ممن تركوا الجبهات بعد عمليات بيجي بسبب مشاكل مالية وعادوا إلى بيوتهم. ويدعى أحد القادة الكبار في لواء النمر “زير علي” وأن السلم القيادي للواء قيد التكوين، أما المهمة الرئيسية لعناصر لواء النمر فهي أعمال القتل واغتيال الشخصيات السياسية والحكومية التي تحدد من قبل فيلق القدس وهيئة الميليشيات المشتركة باعتبارها أهدافا عملياتية.