ترجّح أوساط دبلوماسية غربية للوكالة “المركزية”، أن تكون الاجراءات التصاعدية التي اتخذتها السعودية في حق لبنان ـ الدولة، وتدرجت من وقفها هبتي المليارات الاربعة الى الجيش والقوى الامنية، اعتراضاً على ما أسمته “سيطرة حزب الله على قرارها”، مروراً باعتبار بيان الحكومة اللبنانية التوضيحي غير كاف، وصولا الى تصنيف دول مجلس التعاون الخليجي “حزب الله” منظمة إرهابية، بلغت سقفها الاعلى وأن تتوقف تاليا عند هذا الحد، ذلك أن أي ضغط اضافي سيعكس وفق الاوساط، قرارا سعوديا أخطر، لا يكتفي بتضييق الخناق على “حزب الله” بل يذهب نحو تخلي الرياض نهائيا عن لبنان وسحب المظلة التي كانت تبسطها فوقه، وبالتالي تسليمه الى ايران.
وتعتبر الاوساط عبر “المركزية” أنّ المواجهة المفتوحة التي أعلنتها المملكة مع “حزب الله” هي في الواقع، جزء من الصراع الكبير الدائر في الاقليم بين السعودية وايران والمتجسد في ميادين كثيرة أبرزها سوريا واليمن والعراق، موضحة في المقابل، أن أي تسوية في المنطقة ستتطلب في نهاية المطاف حوارا سعودياً ـ ايرانياً، وبالتالي لا يجوز ان تحرق الرياض، حسب المصادر، كل مراكب العودة لانها ستحتاجها حين تدق ساعة الحلول الكبرى. وعليه، تقول ان السعودية لن تذهب أبعد في المعركة مع “حزب الله” لان الاجراءات التي اتخذتها كافية، مضيفة “أما التشدد مع الدولة اللبنانية فطاولت شظاياه حلفاء المملكة في لبنان قبل سواهم وأحرجت موقفهم، والمسؤولون السعوديون يدركون جيداً انّ “حزب الله” ذراع ايرانية خارج عن سيطرة لبنان الرسمي”.
إلى ذلك، أشارت معلومات لـ”المركزية”، إلى أنّ مساعد وزير الخارجية الاميركية للشؤون السياسية توماس شانون سيزور بيروت في منتصف الجاري لعقد لقاءات مع المسؤولين واستطلاع الاجواء، علماً انّ شانون من الدبلوماسيين الذين يتمتعون بموقع مهم في الخارجية ويتولى ملفات اساسية مع سائر الدول.
وفي محاولة لتبريد الاحتقان الاقليمي، كشفت المصادر لـ”المركزية”، عن مسعى تضطلع به الكويت لترتيب لقاء يضم وزيري خارجية السعودية وايران عادل الجبير ومحمد جواد ظريف على هامش القمة الاسلامية التي تعقد في 6 و7 من الشهر الجاري في جاكرتا. وقد انطلقت الكويت في مبادرتها التوفيقية من نتائج الانتخابات الايرانية التي اعتبرتها مشجعة لجهة تقدّم نهج الاصلاحيين الذين يميلون الى تصدير العلم والتكنولوجيا الى محيط الجمهورية الاسلامية بدلا من تصدير الثورة والحروب وهو خيار المتشدّدين.