أطلقت بعد ظهر اليوم، الخطة الاستراتيجية للتنمية المحلية لاتحاد بلديات بعلبك 2015-2030، خلال حفل في فندق “موفنبيك”، في حضور وزيري الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر والصناعة حسين الحاج حسن، المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، القائم بأعمال السفارة الفرنسية أرنو بيشو ممثلا السفير ايمانويل بون، النواب: الوليد سكرية، اميل رحمة، كامل الرفاعي، نوار الساحلي، علي المقداد، مروان فارس وعاصم قانصوه، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، رئيس اتحاد بلديات بعلبك حسين عواضة، رئيس بلدية الغبيري محمد سعيد الخنسا، رؤساء بلديات من فرنسا وبعلبك ومناطق لبنانية مختلفة وممثلين عن الجهات المانحة.
بداية النشيدان اللبناني والفرنسي، فكلمة عريف الحفل بشير عضيمي أشار فيها الى “التعاون بين اتحادي بلديات بعلبك والهيرو في فرنسا عام 2011″، لافتا الى “تخطي اتحاد بلديات بعلبك حاجز الحرمان رغم الصعاب وقلة الموارد”.
وحيا “الخارجية الفرنسية والسفارة والمعهد الفرنسي لدعمهم هذه الخطة الانمائية 2015-2030”.
عواضة
من جهته، أوضح عواضة أن “اتحاد بلديات بعلبك يمتد على مساحة تقدر ب 370 كلم2 ويقطنها حوالي 220 الف نسمة، ويستضيف اكثر من 100 ألف نازح سوري و6 آلاف لاجىء فلسطيني”. وقال: “ان منطقتنا زراعية وسياحية، لذا سيكون التركيز على هذين القطاعين مستقبلا”.
أضاف: “ان السبب في اطلاق هذه الخطة من بيروت وليس من بعلبك هو مراعاة لظروف المؤسسات الدبلوماسية، رغم تأكيدي على استتباب الامن في منطقة بعلبك وان ما يشاع عن حصول حوادث فيها انما بصده التشويش. وقد زار رئيس اتحاد بلديات الهيرو في فرنسا بعلبك بإصرار منا رغم رفض السفارة الفرنسية بداية، وتأكد بنفسه من الهدوء والامن فيها”.
ولفت الى “الاستعانة بخبراء من خارج بعلبك لانها مدينة لكل الناس”، مشيرا الى “التعاون الذي ابداه نواب ووزراء منطقة بعلبك الهرمل في هذا المجال”.
وقال: “من أهم المشاريع التي حققناها، تعيين محافظ للمنطقة والمخطط التوجيهي المدعوم من وزير الاشغال غازي زعيتر. كما تنافسنا مع 11 اتحاد بلديات وفزنا بمشروع سحب مياه الابار بواسطة الطاقة الشمسية الممول من البنك الدولي”.
أضاف: “نحن نطلق خطتنا للخمسة عشر عاما المقبلة رغم كل ما يقال عن ان لبنان يعيش الازمات”.
وتحدث عن انعكاس مشكلة النزوح السوري على كل الوطن.
وقال: “وضعنا خطتنا كي نعمل على تنفيذها وبمساعدتكم يمكن اختصار الزمن”.
فيلارييه
أما رئيس اتحاد بلديات الهيرو لويس فيلارييه فأكد “أهمية هذه الخطة لا سيما ان تاريخا طويلا يربط فرنسا بلبنان ويحترم ارادة الطرفين”، مشيرا الى أن “الخطة مثالية تقوم على شراكة حقيقية للمنطقة، وتم رصد احتياجاتها”.
وقال: “لانني مؤرخ، فأنا احب بعلبك وحساس تجاه هذا الموقع الذي لا بد من ادارته، كما أنني مدرك للقدرات الهائلة المطلوبة لتحسينه، فالقلعة عالمية وهي منجم ذهب لبعلبك وللبنان برمته، وعلى اتحاد بلديات بعلبك لعب دوره في هذا المجال”.
أضاف: “بفضل تمويل الدولة الفرنسية حصلنا على دعم الخطة، وتمكنا بفضل التمويل الذي حصلنا عليه من وزارة الخارجية الفرنسية إكمال موازنتنا. ان عملنا يعكس قيم فرنسا، واحترام آراء بعضنا البعض والحفاظ على الثقافات والسلم والامن والخدمات الصحية والمساواة بين الرجال والنساء، وأطلقنا مشروع تعاون مع مؤسسات لبنانية منها الجامعة اللبنانية”.
وتابع: “لقد اجتمع الخبراء مرارا وتوصلنا الى نتائج لهذه الخطة الاستراتيجية، وهي خطة اتحاد بلديات بعلبك ومملوكة حصرا له. نحن اكتفينا بمواكبة هذه العملية، وبتمويل بعض الانشطة. ان الخطة تقوم بتشخيص على الارض ورصدنا نقاط القوة والضعف فوجدنا أنها تحتاج الى عمل جماعي. ونحن نشجع الحفاظ على متابعة التنفيذ، وننصح بالمحافظة على مجموعات العمل التي شكلها اتحاد بلديات بعلبك”.
ونوه بعمل الفريق الذي واكب التحضير للخطة، آملا ان “يكون التعاون مع اتحاد بلديات بعلبك مفيدا للبنان ولفرنسا ايضا”، معلنا انه “سيتم اللقاء في العام المقبل في مثل هذا اليوم وهذا التوقيت لتقييم العمل”.
بيشو
وقال بيشو: “هناك ثلاث نواحي في التنمية المستدامة هي: التعاون المركزي الذي سمح بتحديد الخدمات التي ينتظرها السكان، وأعني بها الجامعات وكلية الزراعة في الجامعة اللبنانية ومونبيلييه في فرنسا، أي أنه تعاون بين بلدين. أما التحدي الثاني فهو التراث، اذ ان لبنان بلد ملفت، وبعلبك تتشابه مع منطقة الهيرو في فرنسا، لذا عليهما الحفاظ على التراث فيهما”.
وأثنى على الخطة الاستراتجية لانها “تعمل على صهر المواطنين ورفض الشرذمة”، متمنيا على “تعزيز التعاون بين اتحادي البلديتين”.
كاغ
والقت كاغ كلمة اشارت فيها الى ان “بعلبك تشكل اب الانسانية وان نكران ثقافة هذه المدينة تجاوز النطاق”، وقالت: “لا يمكن للمستقبل ان يكون كاملا اذا تنكرنا لماضينا”، مشددة على “اقتصاد المعرفة والرفاه الاجتماعي”، وركزت على “دور البلديات في هذا المجال وعلى توفير التماسك الاجتماعي للمواطنين وهذه حاجة ملحة للبنان”، واشارت الى “الصعوبات الحالية في لبنان”، فقالت: “عندما نتطلع الى القضايا الكبيرة يمكننا تجاوز مشاكلنا الصغيرة”. ودعت الى “توزيع الثروة على المناطق الصغيرة”.
واوضحت ان “لبنان ما يزال الى حد ما مقبولا كبلد اخضر مما يساعد في توفير وتوزيع منتجاته كواحدة من المخرجات الاجتماعية”، وكشفت انها اتية من “هولندا وهي بلد زراعي لكنني هنا امثل الامم المتحدة، لذا انا اركز على ضرورة الاستفادة من القطاع الزراعي في لبنان”، ونوهت “بدور لبنان والبقاع بتوفير الكرامة للنازحين السوريين وهذا ينم عن شعور بالكرامة البشرية”، مشيرة الى “اننا لا نريد غض الطرف عن حاجيات اللبنانيين لذلك نعمل على اقامة التوازن”.
وشددت على “ضرورة مساعدة لبنان كي يخطو خطوات نحو مستقبل افضل”.
الحاج حسن
والقى وزير الصناعة حسين الحاج حسن كلمة شكر في بدايتها “الدولة الفرنسية ووزارة الخارجية الفرنسية ومنطقة الهيرو في فرنسا ولكل الشركاء في هذه الخطة، وايضا كل الحضور وكل شركاء التنمية في لبنان وبعلبك من مؤسسات مانحة ودولية ومؤسسات شريكة لللبنان في العمل التنموي، لان الشكر ليس واجبا انسانيا بل اخلاقي وتواصل انساني بين الواهب والموهوب”.
واكد على “التشجيع لمثل هذا العمل التنموي بأبعاده المتكاملة ورؤيته الواضحة، ومعرفة الوسائل وطريقة تقييمها”.
وقال: “في الاطار التنموي لدينا حرص شديد على الوحدة الوطنية وعلى التعايش والمساواة والعدالة مع الحقوق والواجبات واستدامة المشاريع المحلية وشمولها النساء والرجال”، معربا عن اسفه “لافتقاد هذه الخطط في لبنان”.
ولفت الى ان “هذا المشروع بدأ من خلال بروتوكول تعاون العام 2012 وبلغ ذروته العام 2015 وها نحن نطلقه اليوم”، متسائلا: “هل تذكرون ان ذلك حصل عندما كانت بعلبك ومحيطها تتعرض لقصف الارهابيين، ومن عندهم تأتي السيارات المفخخة”، وقال: “نحن في حزب الله وامل والبعث والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب التضامن وخاصة في حزب الله في الوقت الذي كان رجالنا يواجهون الارهابيين واطفالنا يقتلون على ايديهم، وكما كنا في طليعة المحافظين على السلم الاهلي وعلى رغم السهام التي توجه الينا، فاننا سنبقى في طليعة المخططين للتنمية وفي طليعة العاملين لاجل مصلحة لبنان واللبنانيين، وها هم كوادرنا في المؤسسات الحكومية والبلديات والمؤسسات الخاصة ومؤسساتنا كحزب الله فأنتم ايها الاصدقاء وممثلي السفراء والسفارات فانكم تعرفون مصداقيتهم وبرامجهم وسيبقون كذلك من موقعنا الانساني والاخلاقي والمسؤولين”.
ووجه الحاج حسن دعوة الى “كل ممثلي الامم المتحدة وسفراء الدول والقادرين والمؤسسات المانحة الى اوسع عملية تمويل للتنمية في لبنان، وخاصة في بعلبك الهرمل حيث افضل انتاجية وتدبير من المواطنين”.
وعن الاقتصاد والتنمية قال: “انهما معا، ونحن في لبنان مع ازماتنا السياسية والامنية وحرص البعض على مفاقمتها من خلال الاخوة والعروبة فان وضعنا الاقتصادي لم ينشأ بسبب الازمة في سوريا، وانما هو قديم نتيجة خلل بنيوي ومن تجلياته عجز بلغ 15 مليار دولار في الموازنة، وهذا له علاقة بما وقعناه من اتفاقيات تجارية ولم يفعل المسؤولون سوى الفوضى، ووجود 35% من اللبنانيين في حالة البطالة وهذا ليس مسؤولية النازحين السوريين وانما ضرب قطاعي التجارة والصناعة مطلع التسعينيات”، داعيا الى “تكافؤ في العلاقات التجارية مع الدول”.
وشدد على “اننا نريد الصداقة مع العرب رغم ما حصل مؤخرا”، موجها التحية “لكل الشعوب العربية التي تضامنت معنا بالامس”.
وكرر قوله “اننا نريد الصداقة مع العرب والاوروبيين وتكافؤا في التجارة”.
وتطرق الى قضية اللاجئين السوريين وقال:” نحن حزب الله حلفاء للنظام في سوريا ولكن استقبلنا، ككل اللبنانيين، اللاجئين السوريين/ ونحن في حزب الله لم نسأل هؤلاء عن هويتهم وميولهم”.
وسأل الذين يدافعون عن اللاجئين السوريين “ما الذي دفعوه لهؤلاء؟”، لافتا الى “تقرير البنك الدولي القائل بأن خسارة لبنان بسبب ازمة سوريا 11 مليار دولار”.
وقال: “حتى اليوم لم تصل قيمة المساعدات الى 7 مليارات دولار من كل الدول المانحة”، ساخرا من “مبلغ ال 700 مليون دولار التي دفعتها لتحمل اعباء النازحين في حين ان احدا لا يجرؤ على ذكر قيمة السلاح الذي دفع وتم ارساله الى سوريا ومثله المبالغ المدفوعة الى الاعلام”.
وقال: “الذي يرسل السلاح الى سوريا عليه ان يقسم المال مناصفة بين الدولة اللبنانية والنازحين”، وكشف ان “بعض المال كان يأتي الى النازحين من وراء ظهر الدولة اي لم يحترموا سيادة الوطن”، واكد انه “لا تنمية بلا اقتصاد ولا اقتصاد بلا حل لمسألة اللاجئين السوريين في لبنان”، واعلن ان “لبنان الى الان لم تعرف حصته من مؤتمر لندن لدعم اللاجئين السوريين على ارضه”.
ثم عمل مصباح رجب المكلف بصياغة الخطة والاستاذ في الجامعة اللبنانية، وحسين عواضة وبول مينيون من اتحاد بلديات الهيرو على شرح الخطة.
==========