أظهر مؤشر الأعمال في لبنان (BLOM Lebanon PMI) تراجع النشاط التجاري بأسرع وتيرة له في 3 أشهر الشهر الماضي، مع لحظه تراجع الإنتاج والطلبيات الجديدة بمعدلات أسرع، وتراجع أسعار المنتجات بأسرع وتيرة لها منذ تشرين الأول، مع استقرار معدلات التوظيف وتقليل الشركات لمستويات الشراء.
المؤشر المعدل موسميا هبط إلى 47,4 نقطة في شهر شباط، بعد أن سجل 49,1 نقطة في كانون الثاني، مشيرا إلى تزايد سرعة تدهور الظروف التجارية في اقتصاد القطاع الخاص. وكانت تلك هي أدنى قراءة له منذ تشرين الثاني، والشهر الثاني والثلاثين على التوالي الذي يسجل فيه المؤشر أقل من المستوى المحايد 50 نقطة.
رئيس مديرية الأبحاث في مصرف «بلوم إنفست«، مروان مخايل، قال «لم يستمر تباطؤ الانكماش في كانون الثاني طويلا، اذ عاد المؤشر ليسجل أدنى مستوى له في 3 أشهر. ويبدو أن الطلب المحلي كان السبب الرئيسي لتراجع النشاط التجاري خصوصا أن طلبيات التصدير لم تشهد سوى هبوط ضئيل«.
واعتبر أنه «يمكن الربط بين تراجع الطلبيات الجديدة وبين تلاشي الآمال حول امكانية التوصل الى انفراج في الوضع السياسي المتأزم في البلاد لا سيما بعد الأداء المتفائل في الشهر السابق. أما في ما يتعلق بالنظرة المستقبلية، فإن تباطؤ النمو الاقتصادي في دول الخليج بسبب التراجع الحاد في أسعار النفط، بالإضافة إلى الجمود السياسي على الصعيد المحلي سوف يواصلان الالقاء بثقلهما على كاهل النشاط الاقتصادي للقطاع الخاص اللبناني«.
وجاءت النتائج الرئيسية لاستبيان شباط كما يلي:
ـ تبعا للتراجع البسيط المحقق خلال كانون الثاني، سجل النشاط التجاري انكماشا أقوى وأسرع خلال شباط، حيث تسارع معدل تراجع الأعمال الجديدة إلى أسرع مستوى له في 3 أشهر مقابل هبوط متواضع لأعمال التصدير الجديدة وبوتيرة أبطأ، ما يشير إلى أن ضعف الطلب المحلي هو المسبب لتدهور النشاط التجاري.
ـ على الرغم من تدهور النشاط التجاري والطلبيات الجديدة، حافظت شركات القطاع الخاص على أعداد موظفيها دون تغير خلال شهر شباط، وذلك للشهر الثاني على التوالي.
ـ شهد شباط تراجع النشاط الشرائي بين الشركات، حيث هبطت مستويات الشراء بأسرع وتيرة لها منذ آب 2014. واستقر مخزون المشتريات بشكل عام، لينهي بذلك تراكما استمر لثلاثة أشهر.
ـ انخفض حجم الأعمال المتراكمة للشهر الثامن على التوالي، الأمر الذي يعكس نقصا في الأعمال الجديدة الواردة. علاوة على ذلك، كان التراجع في شباط هو الأقوى لمدة عامين، وواحدا من أسرع المعدلات المسجلة على الإطلاق في تاريخ الدراسة التي بدأت في أيار 2013.
ـ أظهرت بيانات شهر شباط انخفاضا أسرع في متوسط أسعار السلع والخدمات، وهو المستوى الأكثر حدة منذ تشرين الأول. وفقا للاستطلاع، كانت الضغوط التنافسية احدى العوامل المسببة للتراجع الأخير في أسعار المنتجات، الّا أن انخفاض متوسط التكاليف قد لعب دورا كذلك. كما هبطت كل من أسعار المشتريات ومتوسط الأجور بشكل طفيف خلال الشهر.
ـ لم تسجل الشركات أي تغير في مواعيد تسليم الموردين مقارنة بالشهر السابق. وجاء ذلك بعد تحسنات متعاقبة في كانون الأول وكانون الثاني.
يشار إلى أن هذا التقرير يتضمن نتائج المسح الشهري التاسع والعشرين حول النشاط الاقتصادي لشركات القطاع الخاص اللبناني. وقد بدأ إجراء هذا المسح الذي تقوم به شركة ماركيت Markit برعاية Blominvest Bank منذ أيار 2013 ليعطي مؤشرا مبكرا عن الظروف التشغيلية في لبنان. ويعرف المؤشر الرئيسي المستمد من الاستبيان بمؤشر BLOM PMI.
مؤشر BLOM PMI هو مؤشر مركب، يحتسب على أساس متوسط خمسة مكونات أساسية في نشاط الشركات هي: الطلبيات الجديدة لديها (30 في المئة من المؤشر)، ومستوى الانتاج (25 في المئة)، ومستوى التوظيف (20 في المئة)، ومواعيد تسليم الموردين (15 في المئة)، ومخزون المشتريات (10 في المئة). وتشير القراءة الأعلى من 50 نقطة للمؤشر إلى وجود تحسن في النشاط الاقتصادي للشركات عما كان عليه في الشهر السابق، في حين تشير القراءة الأدنى من 50 نقطة إلى وجود تراجع.