كتب زياد عيتاني في صحيفة “عكاظ”:
إيضاح الواضحات من الفاضحات، فوزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق وهو يوضح ما أوضحه في موقفه بمؤتمر وزراء الداخلية العرب وقع في الفاضح من التعبير، فبعد جهد لغوي كبير أقدم الوزير المشنوق على تفسير الماء بالماء فلا هو أدرك مايريد ولاعرف من قرأ التوضيح مايريد الوزير، فجاء التوضيح وكأنه بحاجة الى التوضيح.
… هي سياسة النعامة يلجأ اليها وزراء الحكومة اللبنانية الذين هم على تضاد مع “حزب الله” كما صرحوا أو أوحوا في مواقف سابقة لهم، فتورط “حزب الله” بقتل السوريين لا لبس فيه وتورط هذا الحزب بقتل العراقيين على الهوية لاخلاف حوله، وتدخل الحزب لضرب استقرار اليمن والبحرين ومصر والكويت لا جدال حوله، لا بل للوزير المشنوق مواقف جريئة في ذلك ليس وحده بل وكثير من زملائه الوزراء.
أما في لبنان فالسؤال يطرح: كيف تُتهم فئة من هذا الحزب بقتل الرئيس رفيق الحريري! ونذهب لمقاضاتها أمام المحاكم الدولية! ثم نرفض أن نسمي هذا الحزب تنظيماً إرهابياً؟ فهل قُتل الرئيس الحريري في خلاف على أحقية المرور أم أنه قتل بانفجار قارورة غاز منزلي أم أن نوبة قلبية داهمته وهو يقود السيارة؟.
في مؤتمر وزراء الداخلية العرب وفي ما كتب بمحضر الاجتماع عن موقف لبنان كان اغتيالا جديدا للرئيس رفيق الحريري، قتلوا رفيق الحريري نعم المرة الأولى كانت في 14 شباط 2005 عندما فجروا موكبه بما يزيد على طن من المواد المتفجرة، والمرة الثانية كانت في الثاني من آذار 2016 عندما رفضت الحكومة اللبنانية عبر وزير داخليتها نهاد المشنوق أن تصف قتلة الحريري بأنهم إرهابيون.
… تقول السيدة فيروز في أغنيتها: “ياعاقد الحاجبين على الجبين اللجين إن كنت تقصد قتلي قتلتني مرتين..”.
قد يحلو لرفيق الحريري أن يهديها للحكومة ووزيرها بعد مرور سبعة عشرة يوماً على الذكرى الحادية عشرة لاستشهاده، فالرسالة إليه حيث هو قد وصلت: “أيها الرفيق من قتلك ليس إرهابياً”.