إستقبل الرئيس سعد الحريري مساء الخميس 3 آذار في منزله في وادي أبو جميل رئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية جبران باسيل، في حضور مدير مكتب الاول، نادر الحريري.
اللقاء أتى بعد تكهّنات سرت أخيراً عن نية الحريري إعادة فتح الحوار مع العماد ميشال عون بعد جلسة الثاني من آذار، لكن أوساط المستقبل وضعته في سياق التواصل مع كل الأطراف، وقالت لـ”الأخبار”: “إن اللقاء ركّز في جانبه الأكبر على تصنيف “حزب الله” كتنظيم إرهابي وما سيكون له من تداعيات على مستوى علاقة المكونات اللبنانية الأخرى به”، لافتة إلى أن الحريري أكد أنه مستمر في دعم الوزير سليمان فرنجية للرئاسة.
وأضافت: “إن الحريري، في ظل القرار السعودي بعدم الالتفات إلى وضع لبنان وحساسيته، قرّر التهدئة على اكثر من صعيد. وبرزت هذه التهدئة في خطابه الأربعاء 2 آذار، وفي قراره استمرار الحوار مع “حزب الله”. فهو عاد إلى لبنان في سياق خيار تهدئة، افتتحه بتبني ترشيح فرنجية. وبما أنه قرر عدم قطع العلاقة الحوارية مع الحزب، فإنه لم يعد يجد حرجاً في فتح خط للتواصل المباشر مع “التيار الوطني الحر”، وتحديداً مع باسيل لأن الخيار الآخر هو التصعيد على طريقة أشرف ريفي، وهو ما يراه الحريري متهوراً ولا يؤدي إلى أي نتيجة إيجابية، وخاصة ان مشروعه المرحلي هو العودة إلى رئاسة الحكومة من بوابة التسوية مع “حزب الله”، بعدما أيقن استحالة نزع سلاح الحزب وخروجه من الحرب السورية.
في المقابل، تساءلت مصادر رفيعة المستوى في فريق 8 آذار عن “مغزى توقيت اللقاء، وقرار الحريري الكشف عنه علناً رغم الغضب السعودي على باسيل. فرئيس تيار “المستقبل” هو من حدّد الموعد، بعد جلسة الثاني من آذار”. ووضعت المصادر اللقاء في سياق ضيق الخيارات المتوافرة أمام الحريري. صحيح ان الأخير تمكّن من حشد نحو 72 نائباً في مجلس النواب تنتخب غالبيتهم مرشحه إلى الرئاسة، إلا أن هذا المشهد لا يؤثر في موازين القوى الحقيقية، ولا يمكن الحريري التعويل على تكراره. وحتى لو تكرر، فلن ينتج عنه بالتأكيد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، من دون التوافق مع “حزب الله” الذي يتمسك بترشيح عون”.
ولفتت المصادر إلى ان الحريري مهتم بفتح صفحة جديدة مع “التيار الوطني الحر”، وخاصة انه يرى فريقه السياسي ولبنان متضرران من الهجوم السعودي الاخير الذي وضع تيار “المستقبل” في موقع العاجز عن اللحاق بالأحداث في وقت تبدو السعودية غير مهتمة بتأثيرات قراراتها عليه وعلى لبنان.
واشارت مصادر اللقاء الذي جَمع الحريري وباسيل في بيت الوسط لصحيفة “الجمهورية” الى ان “الأخير طلب عَقده منذ أيام، وذلك في اتّصال أجراه مع نادر الحريري وفّرَه أحد المقرّبين من الرَجلين، وعبّر باسيل عن رغبته في الزيارة بعدما أكد الحريري أنه لن يزور أيّاً من المرشّحين الرئاسيين”. وتخلّل اللقاء قراءة مفصّلة للتطورات من مختلف جوانبها، ولا سيّما ما يتصل بالانتخابات الرئاسية والوضع الناجم عن السياسية الخارجية للبنان خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب ومؤتمر منظّمة الدول الإسلامية.
واكتفَت مصادر مطّلعة بالقول لـ”الجمهورية” إنّ اللقاء لم يقدّم ولم يؤخّر في المواقف المعلنة لدى الطرفين اللذين عبّرا عن مواقف متناقضة.
وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة “اللواء” أن زيارة باسيل للحريري تأتي في إطار التواصل بين تيّار “المستقبل” و”التيار الوطني الحر”، حيث تحتل انتخابات الرئاسة مكاناً دائماً بين الطرفين، في ظل رهان الرابية على تبدّل في ما خصّ ترشيح النائب ميشال عون.