Site icon IMLebanon

مؤشر للقاء يجمع الحريري بعون؟

كتبت ألين فرح في صحيفة “النهار”:

على رغم الزخم الذي شكّله حضور الرئيس سعد الحريري الجلسة الـ 36 لانتخاب رئيس للجمهورية، وتأكيده لمرشحه النائب سليمان فرنجية أنه سينزل من أجله الى مجلس النواب، إلا أن أحوال “الرئاسة” وترشيحاتها بقيت على حالها، مع أمل بخرق ما أو حلحلة تملأ فراغ قصر بعبدا. والى ان يقضي الله امراً كان مفعولا، انعقد لقاء بين الحريري ورئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل في “بيت الوسط” عدّ لافتاً في توقيته.

بصرف النظر عما اذا كان اللقاء مثمراً أم لا، الا أنه شكّل حدثاً. فهي المرة الأولى التي يعيد الحريري التواصل في شكل علني مع “التيار الوطني الحر” عبر رئيسه، وذلك بعد تبنّي الاول ترشيح فرنجية والإصرار على هذا الترشيح. وتكمن أهمية علانية اللقاء في أنه جاء في ظل الصراع الحاد في المنطقة وانعكاسه على لبنان تحديداً بعد الأزمة الخليجية – اللبنانية والانقسام العمودي بين معسكرين وحملة حلفاء المملكة العربية السعودية على باسيل من جراء الموقف الذي اتخذه في كل من القاهرة وجدّة.

إثر عودته الى لبنان ومع هبوب عاصفة الاجراءات السعودية، اعتمد الحريري سياسة جديدة في تعاطيه مع مختلف الأفرقاء في الداخل أساسها التهدئة، وتحديداً “حزب الله”، الذي أكد استمرار الحوار معه، على رغم انتقاده تدخله في حروب المنطقة، وحملة دول الخليج على الحزب وتصنيفها إياه منظمة ارهابية. اذاً، لمَ لا تسري أيضاً سياسة التواصل والانفتاح على “التيار الوطني الحر”؟

في مقلب “التيار”، يعتبر هذا اللقاء إعادة تواصل عملاً بسياسة الانفتاح التي ينتهجها العماد ميشال عون حيال كل الأطراف. اذاً كان لا بد من إعادة التواصل مع الحريري بعد انقطاع تمهيداً لاستخلاص النتائج في الملف الرئاسي.

الحريري الذي عاد الى لبنان وقال إنه باق هذه المرة، يحمل ضمن برنامج العودة ملف الاستحقاق الرئاسي. لكن على رغم الزخم الذي أراده بحشده 72 نائباً، الا أنه يعرف أنه من دون الاتفاق مع “حزب الله” (مرشحه العماد عون ومتمسّك به) لن يكون هناك رئيس. وبالتالي، وفق متابعين، فإن الاستحقاق الرئاسي بعد الجلسة الـ 36 من دون تحقيق أي نتيجة، أصبح بعلم الغيب، خصوصاً بعد الأزمة اللبنانية – الخليجية. لذا تحت عنوان الواقعية السياسية التي ينادي بها الرئيس الحريري، لا بد من أنه يجري إعادة قراءة لما يحصل. وتؤكد مصادر في “التيار الوطني” انه إذا كان الرئيس الحريري عائداً وحاملاً معه برنامجاً متكاملاً لعودته الى السلطة وتسلم رئاسة الحكومة بوجود رئيس جمهورية يمثل الحيثية الأقوى في بيئته، ولبناء الدولة الحقيقية، فلا بد من أن يجتمع برئيس “التيار الوطني الحر” الوزير باسيل بعد انقطاع ، علماً انه فور عودته أعلن الحريري أنه لن يزور أياً من المرشحين للرئاسة، فهل يكون لقاؤه وباسيل مؤشراً للقاء لاحق مع العماد عون؟

اذا كانت الواقعية من الطرفين تفرض التلاقي والتواصل، فإن المصادر عينها ترى في اللقاء مؤشراً لوعي مفترض لدى الحريري بأن الواقعية السياسية تقتضي ، اذا ما رغب حقاً في لبننة الاستحقاق وإخراجه من دائرة التجاذبات العربية بعدما بلغت حدّها، العودة الى قراءة نتائج الجلسة الأخيرة معطوفة على معطيات ما يحصل في الداخل والجوار، بدليل ما حصل في مؤتمر وزراء الداخلية العرب في تونس، حيث اتخذ رجل الحريري الأول، الوزير نهاد المشنوق، موقفاً من المصلحة الوطنية العليا، التي لا بد أنها تُفرض على لبنان وعلى أي وزير، والذي على أساس هذه المصلحة العليا اتخذ باسيل الموقف عينه.

في الحصيلة، كان الاجتماع بمضمونه واعداً على صعيد استمرار التواصل، “علّ الواقعية السياسية تتحكّم فننقذ معاً الاستحقاق الرئاسي ولبنان”، تختم المصادر.