ذكرت صحيفة “النهار” أن المناخ السياسي لا يبدو على وضوح كاف للجزم بامكانات استقالة الحكومة بما يرجح حصول تطورات في الساعة الاخيرة تحول دون الانزلاق الى آخر مربعات الفراغ في المؤسسات الدستورية بما لا يحتمله لبنان.
واذا كانت الاوساط السياسية الداخلية ترصد باهتمام نتائج المحادثات التي اجراها ولي العهد السعودي الامير محمد بن نايف بن عبد العزيز مع كبار المسؤولين الفرنسيين في شأن الملف اللبناني والتي لا تشير المعطيات المتوافرة عنها الى ايجابيات ملحوظة في شأن التدخل الفرنسي لاعادة الهبة السعودية للجيش اللبناني فان معلومات أوردتها “وكالة الانباء المركزية ” امس أفادت ان مساعد وزير الخارجية الاميركي للشؤون السياسية توماس شانون سيصل الى بيروت منتصف آذار الجاري لعقد لقاءات مع المسؤولين واستطلاع الأجواء وان زيارة اخرى ستليها للامين العام للامم المتحدة بان – كي مون يرافقه فيها رئيس البنك الدولي جيم يانغ كيم في اطار سعي الامم المتحدة الى ايجاد آليات مالية لانعاش الاقتصاد اللبناني.
على خط مواز، زار القائم بأعمال السفارة الأميركية السفير ريتشارد جونز، كلّاً من رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحكومة تمّام سلام، والرئيس سعد الحريري، وعرضَ معهم للتطوّرات الراهنة.
وقالت مصادر واسعة الاطّلاع لصحيفة ”الجمهورية” إنّ جونز جالَ على القيادات السياسية والحزبية في إطار تقويم جلسة 2 آذار الانتخابية، مستقصياً الظروفَ التي رافقَتها وتلك المتوقّعة بعدها، خصوصاً بعدما سجّلت مشاركة أكبرِ عددٍ من النواب، وهو ما عدّته بلادُه مؤشّراً إيجابياً.
وأوضَحت المصادر أنّ جونز يسعى إلى تشجيع اللبنانيين على ولوج الاستحقاق في أفضل الظروف، وإنضاج طبخة داخلية تُترجم التوافقَ الداخلي على وصول رئيس للجمهورية لإعادة تنظيم العلاقات بين المؤسسات الدستورية.
وعبَّر جونز في جولته عن ارتياحه للوضع القائم على الحدود الجنوبية، وتقديره لدور الأمم المتحدة عقبَ الجولة الميدانية التي قام بها برفقة قائد “اليونيفيل” على الخط الأزرق، مرحّباً بحجم التنسيق القائم بين الجيش و”اليونيفيل”، مطمئنّاً من قيادة القوات الدولية إلى حجم الاستقرار الذي تعيشه المنطقة في ظلّ التزام مختلف الأطراف قواعد الاشتباك ومقتضيات القرار 1701 والقرارات ذات الصلة بالوضع في الجنوب.
وذكرت صحيفة “اللواء” ان حركة جونز تأتي قبل سفره إلى واشنطن لوضع المسؤولين في أجواء التطورات اللبنانية، وهو كان أبلغ المسؤولين اللبنانيين بأن مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية توماس شانون سيصل إلى بيروت في منتصف الشهر الحالي لعقد لقاءات مع المسؤولين لاستطلاع الأوضاع، علماً ان شانون من الديبلوماسيين الأميركيين الذين يتمتعون بموقع مهم في الخارجية ويتولى ملفات أساسية مع سائر الدول.
إلى ذلك، أوضح مصدر سياسي وديبلوماسي بارز لصحيفة “اللواء” ان القوى اللبنانية المعنية وضعت في أجواء الاتصالات الأميركية – الروسية التي تشارك فيها باريس لانضاج طبخة الرئاسة الأولى، بالتشاور مع كل من المملكة العربية السعودية وإيران، وانها تبلغت أن دوائر القرار لا تضع “فيتو” على أحد من المرشحين الاثنين ميشال عون أو سليمان فرنجية، وانها تعاطت بإيجابية مع موقف وزير الداخلية نهاد المشنوق في تونس والذي رفض تصنيف حزب الله بالمنظمة الإرهابية، مشيرة الی أن هذا الموقف أعطى انطباعاً بأن الشراكة الوطنية في لبنان بخير، وإن هناك مساعي جدية لإعادة تفعيل عمل رئاسة الجمهورية والحكومة ومجلس النواب تحت سقف الحفاظ على الاستقرار والسلم الأهلي.