كتبت صحيفة “النهار”: من جديد، مَثل اليمني سليم عبد الكريم صالح الملقب “ابو تراب”، وبلال خضر ابرهيم الملقب “ابو عبيدة” أمام المحكمة العسكرية الدائمة، برئاسة العميد الركن الطيار خليل ابرهيم، وحضور ممثل النيابة العامة العسكرية القاضي فادي عقيقي، ليحاكما مع المخلى خالد يوسف الملقب”ابو الوليد” بتهمة ادخال مادة الكاربور الى السجن، تحضيرا للقيام بأعمال ارهابية داخل سجن رومية والهروب قبل السيطرة على الوضع في المبنى “ب”.
“ابو تراب” و”ابو عبيدة” اللذان نقلا الى مقر الريحانية بعد”تحرير” المبنى”ب” من سيطرة “الموقوفين الاسلاميين” احضرا الى المحكمة بلباس السجن الكحلي والمزنر بالأحمر على الخصر واليدين. وطوال الجلسة لم يرتدع “ابو تراب” عن الكلام، ولم تهدأ يداه المتمسكتان بعصبية بقضبان القفص، وهو يصر على نفي طلبه مع “ابو عبيدة” من القبطان البحري الموقوف شربل شليطا بتهمة القتل مع آخرين، وتحت طائلة التهديد والضرب لإحضار الكاربور من المدعى عليه باتريك الحداد، وهي ضبطت موضوعة بالسندويش، وعدّ الأمر “تركيبة”. وبفصل هذين الموقوفين الى مقر الريحانية بات الموقوفون يتحدثون بارتياح أكبر أمام المحكمة. فشليطا أفاد ان احد الموقوفين في المبنى”ب” رآه يصلح سماعات الأذن فأخبر “ابو عبيدة”، الموقوف منذ عشرة اعوام. فما كان من الاخير الا ان استدعاه عبر الميكروفون الذي يستخدمه المساجين. فهبط من زنزانته الى غرفة كبيرة سفلية مقسمة بفاصل قماشي. وبدخوله كان الثلاثة خلفه مع الموقوف محمد مرعي الذي لم يتكلم معه وفي غياب الموقوف “أبو براء” المحكوم بالإعدام في ملف احداث مخيم نهر البارد والموجود في سجن رومية. وأخضعه “أبو عبيدة” للتحقيق بحجة وجود سماعات للأذن لديه وسبل حصوله عليها، ممثلا كيف امتدت يدا “ابو عبيدة” لكما” نحو ظهره طالبا الكاربور. وقال شليطا ان حكما اصدره”ابو عبيده” بحقه بدفع المال وتسليم هاتف خليوي لعلة وجود السماعات معه. وفي المرة الثانية كان “ابو تراب” و”ابو عبيدة” في تلك الغرفة وحدهما. وتدخل الحداد قائلا انه وافق تحت وطأة تهديد شليطا الذي نفى هذه الواقعة متحدثا عن مبلغ مئة دولار لقاء احضارها.
وثارت ثائرة “ابو تراب” من داخل القفص وخارجه واصفا كلام شليطا بأنه “غير صحيح”. وقال” كان بامكاني حينذاك ان ادخل حقيبة إلى السجن تحتوي على هواتف خليوية بالجملة وسماعات من دون ان يفتشها احد، وحتى ادخال متفجرات لو شئت، فكيف لي ان اطلب من شربل الكاربور؟ كان ضباط وعقداء يدخلون حقائب مخدرات”. فقاطعه رئيس المحكمة “”هؤلاء حوكموا. وفي كل عرس لك قرص” في اشارة الى ملفين آخرين عالقين بحق”ابو تراب” ورفاقه احدهما يتعلق بمقتل السجين غسان قندقلي. اما “ابو عبيدة” فلاقى رفيقه السجين في كلامه. وقال” كان في وسعنا ادخال هواتف خليوية. فهل سأسأل شربل عن سماعات مقطوعة؟ ولو شئت ادخال هذه المادة لكنت استعنت بعناصر الامن وليس بهذا الموقوف”. واعتبر كلامه محض افتراء. وعلى كلامه رد العميد ابرهيم “أردت مصدرا يدخل لشليطا المادة لإبعاد الشبهة “.
اما خالد يوسف فقال ان “ادارة السجن تخلت عن دورها فاضطررنا إلى أن نحل محلها”، مصنفا كلام شليطا بأنه محض افتراء. واضاف: “ذكر اننا نريد استعمال الكاربور في التفجير للهرب من السجن ومفعول هذه المادة غير ملائم لأن السجن ثكنة عسكرية”. وأرجئت الجلسة الى الثالث من حزيران المقبل.