كتبت ثريا شاهين في صحيفة “المستقبل”:
لا تستبعد مصادر ديبلوماسية في عاصمة عربية كبرى، أن تطرح دول مجلس التعاون الخليجي على أعمال الدورة 145 العادية للجامعة العربية، التي ستنعقد من 8 إلى 10 آذار الجاري على مستوى وزراء الخارجية، وعلى أعمال القمة العربية المرتقبة، ادراج “حزب الله” على لائحة الإرهاب.
مع أنّ مصادر ديبلوماسية أخرى، تشير الى ان الدول الخليجية تبقى في حاجة إلى كل منبر آخر، غير مجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي، للتشديد على هذا الموضوع، وثمة احتمال أن يعمل مجلس التعاون لإمكان اللجوء إلى مجلس الأمن والطلب إليه تبنّي هذا الأمر، مع أنه لا يمكن الإسقاط من الحسبان الموقف الروسي الذي لن يقبل بتمرير أي شيء في مجلس الأمن يمسّ النظام ومَن يدعمه. اليمن لم يقدم شكوى حتى الآن حول اثباتاته بتورّط الحزب في تدريب يمنيين، وأي طلب يمني في هذا الاطار، سيكون منسّقاً مع الخليج. وعلى الرغم من ذلك، ليس ما يمنع دول الخليج من السعي، وفقاً للمصادر، في هذا الاطار.
على جدول أعمال الدورة 145، البنود العادية المتعلقة بالوضع العربي عموماً، ووضع كل دولة، وهي المواضيع التقليدية المعروفة. إنّما أهميتها تكمن، بحسب المصادر نفسها في العاصمة العربية، في انها تأتي عادة للتحضير للقمة العربية التي كانت تنعقد عادة نهاية آذار من كل سنة، ووضع جدول أعمالها، لكن هذه السنة لا يزال مصير القمة مجهولاً، والسبب يعود إلى الأوضاع العربية السائدة، والمواقف من كل ملف في المنطقة، الأمر الذي جعل ملك المغرب يقول إنّ العرب ليسوا قادرين على الخروج بقرارات، ما جعله رافضاً لاستضافة القمة في بلاده، ورُحِّلت إلى موريتانيا. وتدور حالياً اتصالات ومشاورات عربية في شأن العمل لتحديد مصيرها، وإيجاد المخرج اللازم لانعقادها، ومكان ذلك وتوقيته، وما الترتيبات المطلوبة، وهناك طرح يفيد بضرورة أن يقوم المغرب بتنظيمها، وتبذل جهود لإقناع ملك المغرب بذلك. وأبرز هذه الجهود من ملوك ورؤساء دول ومن الأمانة العامة للجامعة العربية. موريتانيا أبلغت أنّها قد لا تستطيع استضافتها بسبب امكاناتها، وهناك أفكار مطروحة أيضاً أن تنعقد القمة في المقر، أي في الجامعة العربية.
حتى الساعة ليس من شيء واضح، وإذا لم يتم تحديد مكان القمة، فلا يمكن تحديد موعدها. مع الإشارة إلى انّ انعقاد القمة مهم جداً، نظراً للتحديات التي يواجهها العرب، من إرهاب، وحروب مذهبية وطائفية، وصراع عربي إسرائيلي لا يزال مستمراً منذ عقود، فضلاً عن التدخلات الإيرانية في العديد من الدول العربية، وانعكاسات توقيع الاتفاق النووي بين الغرب وإيران على الوضع العربي.
ولا تتوقع المصادر صدور قرارات كبيرة عن الدورة 145، إلا في حال طرح الخليج ادراج الحزب على لائحة الإرهاب. مؤتمر وزراء الداخلية العرب، كان أول اجتماع عربي بعد موقف مجلس التعاون حول الحزب وتبنّي موقف المجلس. وليس مستبعداً ان تتوالى مواقف عربية جامعة هذا التوجه. والأنظار مسلّطة إلى موقف لبنان الذي سيتخذه في الجامعة، وأول استحقاق أمام لبنان كان من خلال موقفه في مؤتمر وزراء الداخلية العرب، حيث حاول التضامن مع المقررات العربية قدر الإمكان، لكن في موضوع الحزب، لم يتمكن من السير بما كان مطروحاً لأسباب داخلية. ورجحت المصادر أن ينسحب هذا الموقف على موقفه في الجامعة.
فضلاً عن ذلك يوجد اقتراح انتخاب الأمين العام الجديد للجامعة العربية خلفاً للأمين العام الحالي نبيل العربي الذي تنتهي ولايته في حزيران المقبل، والاسم المطروح وزير الخارجية المصري السابق أحمد أبو الغيط. لكن هناك ممانعة خليجية هدفها عدم استئثار مصر بهذا المنصب، ولضرورة جعله مداورة بين مختلف الدول العربية. وإذا لم يتم انتخاب الأمين العام في الدورة، فهناك احتمالان: إما التمديد له ستة أشهر جديدة، أو أن يصبح أميناً عاماً بالوكالة.
وفي اعتقاد المصادر، ان احتمال التدخل الخليجي العسكري في سوريا ليس مطروحاً على الجامعة في الوقت الحاضر، ولا مبادرات حول ذلك. ولا يمكن التدخل عبر الجامعة إلا إذا تم تشكيل قوة عربية مشتركة وبالإجماع. حتى الآن ليس من إجماع حول الأمر. الدخول عبر الجامعة غير مؤكد بالنظر إلى المعاناة الليبية والعراقية واليمنية وحتى اللبنانية. إلا أن ذلك قد يتم وفق غطاء من مجلس التعاون الخليجي، ومنظمة التعاون الإسلامي، إنما الموضوع يحتاج إلى تنسيق مع “الناتو” وروسيا، وتركيا، فضلاً عن الولايات المتحدة. وعلى جدول أعمال الجامعة فقرة متصلة بالتضامن مع الجمهورية اللبنانية وهي تقليدية يطرح خلالها لبنان دعم الجامعة لمشروع قرار يعنى بتوفير الاستقرار وحصول انتخابات رئاسية وتنفيذ القرار 1701، وكافة القرارات الدولية. والتنسيق قائم بين رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل لاتخاذ لبنان الموقف اللازم من أي طرح خارج جدول الأعمال. على ان موقف لبنان من موضوع ادراج الحزب على لائحة الإرهاب بات واضحاً. لبنان عالق بين المطرقة والسندان، فمن جهة إن تصميم الخليج على مواجهة الحزب معروف، ومن جهة ثانية إن سطوة سلاح الحزب معروفة. وفي أدنى توقع يمكن ان تشير الجامعة إلى قرار مجلس وزراء الداخلية العرب حول الموضوع.
وعلى جدول الأعمال، النزاع العربي الإسرائيلي، والأوضاع في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا، والجولان السوري المحتل، والعلاقات بين الجامعة وكافة المنظمات الدولية.