أجهزة الروبوت قادمة لا محالة، فكيف نحافظ على تقدمنا لنسبق بخطوة هذه الثورة التكنولوجية القادمة في مجال الوظائف.
لقد قرأنا قصصا عديدة وسمعنا كذلك الأخبار التي تفيد بأن أجهزة الروبوت في طريقها لتحل محلنا في أماكن العمل.
لكن إلى أي مدى قد اقترب ذلك الوقت؟ وهل بات هناك تهديد حقيقي لبعض الوظائف دون غيرها؟
تناول العديد من المستخدمين المؤثرين على موقع التواصل المهني “لينكد-إن” في الفترة الأخيرة هذا الموضوع، ونحن نعرض هنا رأي اثنين منهم فيما يتعلق بالوظائف المهددة بالفعل، بالإضافة إلى المسار الزمني لثورة تلك الأجهزة، وما يمكن لك أن تفعله لكي تستعد لتلك التغيرات التي لا مفر منها.
هيثر هايلز، المديرة التنفيذية ومؤسسة شركة “باث-برايت”
أجرت جامعة أوكسفورد دراسة موسعة لتبحث من خلالها مدى تأثر الوظائف المختلفة جراء إدخال أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الآلية إليها لتحل محل البشر.
وتوصلت تلك الدراسة إلى أن نحو 47 في المئة من الوظائف في الولايات المتحدة الأمريكية “صنفت على أنها تواجه نسبة تهديد عالية بسبب إدخال الأجهزة الآلية أو أجهزة الكمبيوتر.”
وتوصلت الدراسة أيضا إلى أن “نحو 19 في المئة من الوظائف تواجه تهديدا متوسطا”، كما كتبت هايلز على حسابها على موقع “لينكد-إن” في مشاركة لها بعنوان “هل يمكن لجهاز روبوت أن يقوم بعملك؟”.
وأضافت هايلز: “إن أماكن العمل في المستقبل غير البعيد ستكون مختلفة تماما عما هي عليه في الوقت الراهن.”
لكن سواء كانت وظيفتك ستتأثر جزئيا أو كليا من وصول أجهزة الروبوت أو أجهزة الكمبيوتر إلى مكان عملك، هناك تحول كبير بالفعل في جميع المجالات المهنية، وفي الغالب ستتأثر كل الأدوار في جميع المجالات بشكل أو بآخر.
وتقدم هايلز خمس طرق للصمود المهني أمام (تحديات) المستقبل، أو أمام أجهزة الروبوت، ومن بين هذه الطرق الخمس ما يلي:
“تعلم وأنت في عملك. هناك العديد مما يمكن أن تكتسبه من خبرات في المدارس، وفرص التعلم التجريبي الذي يظهر أمامك خلال العمل، وهو ما سيعود عليك بفائدة مباشرة لمجموعة الخبرات المهنية لديك”.
“كن مستعدا، فالتركيز الكامل على هدف محدد يعد أمرا مفيدا جدا في العديد من المواقف، لكن لا تعزل نفسك بعيدا عن زملاء العمل، وإلا قد تفوتك فرص محتملة لتنمية مهاراتك المختلفة،” كما كتبت هايلز.
وأضافت: “كن على استعداد للمشاركة في العديد من المشروعات، وحينها قد تجد فرصة لتتعلم شيئا جديدا.” “انهض من كبوتك وانطلق إلى الأمام. كلنا سمعنا عن النهوض من الكبوة، لكننا لا ينبغي أن نركز فقط على التعافي من الفشل، لينتهي بنا الحال إلى حيث كنا من قبل”.
وأضافت هايلز: “فنحن بحاجة أيضا إلى أن ننهض من كبوتنا وننطلق تجاه طموحاتنا المهنية، ولنتعلم من فشلنا، ولنكن أكثر عزما وإصرارا على مواجهة العقبات والأخطاء الفادحة”.
برنارد مار، المدير التنفيذي لمعهد “أدفانسيد بيرفورمانس انستتيوت”
“إن تعليم الآلات يعد جزءا فرعيا من الذكاء الصناعي، إذ تستخدم (تلك الآلات) لوغاريتمات الكمبيوتر لتتعلم بشكل مستقل من خلال البيانات والمعلومات المتوفرة،” كما كتب “مار” في مشاركته على موقع لينكد-إن بعنوان “تعلم الآلات: ما هي المعالم الرئيسية التي يجب على الجميع معرفتها”.
وأضاف: “ولذا، فأجهزة الكمبيوتر لا تحتاج إلى أن تكون مبرمجة بالكامل وبشكل مباشر، لكن يمكنها أن تغير من تلك البرمجة وتطور تلك اللوغاريتمات بنفسها”.
وأضاف مار أن تعلم الآلات (بهذه الطريقة) سوف يؤثر بشدة على أغلب المجالات، والوظائف التي بداخلها. وهو ما يوجب على كل مدير أن يكون لديه على الأقل بعض الفهم حول طبيعة هذه التقنيات، وكيف تتطور.
وتساءل مار: “وإذا كان بمقدور جهاز الكمبيوتر أن يفكر، فهل سنصل إلى مرحلة تقوم فيها هذه الأجهزة بوظائفنا بنفس القدر من الكفاءة التي تميزنا بما لدينا من عقول بشرية”.
وأضاف: “إن قدرة أجهزة الكمبيوتر على الرؤية، والفهم، والتفاعل مع العالم من حولها تحقق نموا بوتيرة رائعة”.
وتابع: “لقد تطورت حقائق العلم إلى درجة بدأت معها تنسجم مع الخيال العلمي.
صحيح أنه ليس لدينا بشر آليون مستقلون بأنفسهم، ويناضلون من أجل أزمات وجودية – حتى الآن- ولكننا نقترب جدا، أكثر من أي وقت مضى، مما يميل الناس إلى تسميته بالذكاء الصناعي”.