عقد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس مؤتمرا صحافيا في مكتبه في طرابلس تناول فيه فوز لين حايك بافضل صوت عربي وواقع مرفا طرابلس ومسالة انشاء مرأب التل.
استهل المؤتمر بالقول: “اردت ان استهل اول يوم عمل لي هذا الاسبوع معكم بهذا اللقاء من مكتبي في طرابلس والتي تتعرض لكثير من الظلم والعرقلة، ولكن برأيي ان خير بداية ان اقول ان الكثير من الكتبة والمفكرين والسياسيين ومنذ مدة يتحدثون عن تاريخ المدينة وعن ظلم ألصق تهمة الارهاب بها، او تهمة التزمت، ولكن بصوت واحد أمكن صوت فتاة واحدة ان تكون افعل واكثر تأثيرا من كل العمل والكلام مدى أعوام. وأنا اريد ان اوجه التحية من ميناء طرابلس الى لين حايك التي أثبتت لكل اللبنانيين ان هذه المدينة هي مدينة الفن والابداع. ويكفي ان اقول ان هذا الصوت الفتي الجميل جمع اللبنانيين كلهم حوله في لحظة ضعف وفي لحظة يأس ودب الفرح عبر هذا الصوت، فتحية لها ولعائلتها وللميناء التي انجبتها”.
وأضاف: “لقد سبق مؤتمري الصحافي هذا اعتصام رفضا للاهمال المتعمد لأهم مرفق في طرابلس وهو المرفأ، لأنه عندما لا تخصص الجمارك الا موظفا واحدا كشافا ويكون سبب عدم ملء الشواغر روتينيا وسخيفا، لأن أي سبب يعطل مصالح الناس هو سبب سخيف، ونسمع من البعض وشوشات تقول: يجب ان يقفل مرفأ طرابلس لانه صار مرفأ تهريب نقول لهم لا قطعا، فان مرفأ طرابلس وجد لكي يعمل لا لكي يقفل اما التهريب فربما هو موجود في كل مكان الا في طرابلس لان هناك قوى امن وجيش واجهزة مختلفة تقوم بكل واجباتها ويبقى امر واحد ان نقوم في الدولة بواجباتنا ونملأ المراكز الشاغرة لكي نسهل مصالح الناس وخصوصا أن المرفأ صار جاهزا لاستقبال اكبر البواخر وهو يستقطب الشركات الاجنبية وربما صار المرفأ قادرا على تمويل اقامة بعض البنى التحتية فيه من ماله الخاص، ولكن تبقى العرقلة من بعض الدوائر .
واذا كان المرفأ سيمول من ماله الخاص اعمال البنى التحتية وقبل ذلك هناك التجربة الناجحة للمرفأ وهو يسدد الديون التي حصل عليها من البنك الدولي للتوسيع والتأهيل، أسأل: لماذا لا نترك المرفأ يعمل؟”.
وتابع: “ان مرفأ طرابلس حاضر اليوم ليكون اهم قاعدة لاعمار سوريا في الوقت القريب فلنعده لذلك، فلنلزم سكة الحديد فلنمش قدما في المنطقة الاقتصادية الخاصة.
انني من هنا من مدينة طرابلس اتعهد ان ارفع صوت المدينة في مجلس الوزراء وفي كل مكان لان هذه المدينة خرجت من الحالة الامنية الصعبة الى حالة البناء وبالتالي امام عرقلة للبناء نرى انفسنا مضطرين الى الوقوف في وجهها.
وفي المناسبة، أتوقف معكم عند ما حصل أمس من عجقة افتعلت ولا اعرف من يقف وراءها واننا نجد مثلا ان المدينة تبقى هادئة ولا يحدث ان يبنى فيها حجر فلا نسمع صوتا فيها واذا اردت ان تبني حجرين فوق بعضهما البعض يخرج من يعترض عليك بشكل غير مبرر ولماذا الاعتراض اليوم على مضمون مشروع وضعته بلدية طرابلس ضمن مخطط لكل منطقة التل عنيت مشروع المرأب، ان هذا المشروع سيعيد منطقة التل الى رونقها ويجعلها آية من الآيات، اذا فكيف ستتصف طرابلس بالمدينة اذا لم يكن فيها مرأب، هناك تحت ابرز ساحات جنيف هناك مرأب وتحت الشانزيليزيه هناك مرأب، اذا ما هي القصة تماما؟”.
وقال: “اننا نسمع كل يوم كلاما معيبا ولا يناسب الاسماع سواء لجهة القول بتحول المرأب الى مرحاض او مكان للافعال المشينة. اريد أن اقول من يريد الاعتراض على هذا المشروع فليراجع القضاء، واذا كان هناك من يرى فسادا فليراجع القضاء واذا رأى احدهم ان هناك صفقات فليراجع القضاء ايضا. والا فمن اعطى الصفة للمعترضين على هذا المشروع لكي يرفضوه وهم غير منتخبين فكيف قرروا انهم المجتمع المدني الممثل اساسا بنقاباته وجمعياته وبهيئاته.
لقد اجريت اتصالا قبل بدء هذا المؤتمر الصحافي بسعادة محافظ لبنان الشمالي وقال لي ان هذا المشروع سيمضي قدما. واتصلت ايضا برئيس بلدية طرابلس وبالفاعليات الاقتصادية والنقابية هؤلاء هم المجتمع المدني، وفي رأيي، فليعقد هذا المجتمع المدني مؤتمرا صحافيا في منطقة التل لانني سبق ان استقبلت تجار التل وهم يرون في المرأب مشروعا حيويا للتل ولعملهم”.
وأضاف: “انا اعتقد ان هذه المرحلة هي مرحلة عمل مدينة طرابلس وان اقول بكل صراحة ولا مواربة او مجاملة في هذه الامور، كل من يعرقل مشاريع طرابلس هو معاد للمدينة، هؤلاء ينفذون اجندة اخرى، ونحن على استعداد لمناقشة غير المقتنعين، وانا اريد ان الفت الى ان هذا المرأب لم يصبح حقيقة الا بعد اجتماع كبير في نقابة المهندسين، وجرى عرض تفصيلي وفني ثم بعد ذلك قام بعد رئيس البلدية بعقد اجتماع كبير تمثلت فيه النقابات والمجتمع المدني وكل السياسيين وقام الدكتور شوقي فتفت بعرض المشروع الكامل لتاهيل منطقة التل ومن ضمنها المرآب. واليوم من يريد مدينة طرابلس مدينة متخلفة هو عدو لطرابلس وستحاسبه طرابلس”.
حوار
وعن الاعتراض السياسي على المرأب، قال: “لا احد يقدر ان يفسر لي سبب اعتراض اي جهة سياسية، فتلعلن اي جهة سياسية موقفها، اما الجهة التي تتوسل الوسائل غير المباشرة وتدفع الناس ليتحدثوا بشكل غير علمي عندها تكون جهات غير سياسية هي جهات جبانة تختبئ خلف الاخرين، ولا اظن ان هناك جهات سياسيية تعترض على انماء المدينة ابدا، والمرأب جزء من انماء المدينة، وسبق لي ان تواصلت مع كل الناس: مع النواب والرؤساء السابقين، مع الرئيس ميقاتي والاستاذين فيصل كرامي وسمير الجسر. وأريد ان اقول قبل ذلك ان مشروع المرأب ليس مشروعي، وعملي كوزير في الحكومة انني استحصلت على اموال لمشاريع موجودة في بنك المشاريع الموجودة في مجلس الانماء والاعمار بطلب من بلدية طرابلس ليس اكثر من ذلك. مع هذا، اقول من يريد ان يقول كلاما سياسيا فليقله وربما نقتنع بكلامه. الا انني لا اعتقد ان اي سياسي حصيف يلجأ الى التكسير واعمال الشغب. فمن نفذوا اعمال الشغب سيلاحقون”.
وعن نجاحات طرابلسية متعددة لكورال الفيحاء ومدرسة الايمان وروضة الفيحاء، قال: “بصراحة استغللت الفرصة اليوم لان الصبية لين حققت ما حققته لكنني وبالنسبة لاي انجاز يتحقق في طرابلس ارى انها مدعاة لاعتزاز ونرى مثلا ان كورال الفيحاء يبذل جهودا كبرى ويدخل على اعظم الالحان ويعيد انتاجها وهذا الكورال يحصل على جوائز كبرى في العالم. على كل حال، في طرابلس امكانات كبيرة وهناك الواجهة البحرية وهذا الارخبيل من الجزر النادر الوجود وقد قدر لنا ان نحصل من الاتحاد الاوروبي على دراسات مفصلة حول تأهيل الواجهة البحرية، في هذه المرحلة الآن وفي ظل زيارة موفدين دوليين مهمين نعمل معهم، وقد ادرجنا مشروع تأهيل الواجهة البحرية في مؤتمر لندن بكلفة 30 مليون اورو، وهذا ينقل طرابلس من حال الى حال. ان الانتماء الى المدينة ليس انتماء خطابيا وليس شعرا. ان محبتها بالعمل والعمل بتوفير فرص العمل. وفي هذه المرحلة فلتتحد كل القوى ولتأتلف كل الزنود والاكف للنهوض بالمدينة وهي عانت اربعة عقود الظلم البين والحروب المجانية وشوهت وجهها آن لها ان تنطلق. وهذه لحظة الانطلاق”.
وعن قوله الاستهانة والاستكانة، قال: “لقد استهانوا فينا وسكتنا. الآن خرجنا من الاستهانة وعلينا ان نستكين للمشاريع لا ان نقف في وجهها. وبلا شك لقد كانت طرابلس اما مهملة عن قصد او مهملة من دون قصد، انما النتيجة نفسها وهي الاهمال. وعلينا ان نحرك، مثلا المنطقة الاقتصادية الخاصة التي نردم في المنطقة البحرية مساحة خاصة بها تبلغ 550 الف متر مربع ترجمة العمل لها نوفر عبر فرصة تشبه جبل علي. نحن ينبغي لنا ان نحسن. ولنخرج من ترك مدينتنا مدينة للتخلف، وقد كانت طرابلس في القرون السابقة درة ولم تكن فيها الا ثانوية واحدة، والآن نحن مع 16 جامعة لا نشكل مدينة، والمدينة لا تستعيد صفتها الا في وسطها التجاري”.
وعن عمل الحكومة والتوجه نحو الاعتكاف، قال: “لم أشأ ان اشوش على موضوع هذا المؤتمر، ولكن المعادلة بسيطة اما “منشيل الزبالة واما الزبالة بتشيلنا”، ونأمل ان نكون الاقوى”.