كتب بسام أبو زيد
يبدو التهديد باستقالة الحكومة أو باعتكاف رئيسها تمام سلام وكأنه تهديد في الهواء لن يقدم ولن يؤخر في مسار تطورات الأوضاع في لبنان المرتبطة بشكل كلي بالتطورات الإقليمية ولكن المحزن انه حتى الأمور البديهية التي لها علاقة بحياة المواطنين يضعها الفرقاء السياسيون في الثلاجة أيضا بانتظار ما سيسفر عنه الحل السياسي كي تكون حصصهم من المغانم أكبر رغم أنهم يتركون هامشا صغيرًا للتحرك كي لا ينهار الهيكل الذي يستفيدون منه.
هذا الواقع لن يتغير إن استقالت الحكومة أو اعتكف رئيسها فهي عمليا شبه مستقيلة ولا تمارس دورها وصلاحيات رئيس الجمهورية سوى بالحد الأدنى للإنتاج والحد الأقصى للتعطيل، كما أن رئيسها شبه معتكف في القضايا الكبرى المحلية والإقليمية. ففي موضوع النفايات مثلا يحاول الرئيس سلام أن يبعد هذه الكأس عنه فيبحث عن إجماع للحل وهو شبه مستحيل ولا يذهب إلى الحسم في وجه مشكلة تصيب كل المواطنين في الضرر ويذهب إلى التلويح بالاستقالة والاعتكاف وكأن بهاتين الخطوتين تزال النفايات من الشارع.
إن استقالة الحكومة إن حصلت هي خطوة استعراضية وقد يكون هدفها الضجة الإعلامية علها تأتي بنتيجة كما يعتقد البعض ولكن لعب الرئيس سلام على حافة الاستقالة والاعتكاف أصبح بالنسبة لبعض الفرقاء السياسيين في داخل الحكومة كورقة فقدت وهجها الفعال إذ أنه لو أقدم على ذلك بالفعل فلن يغير في واقع الحال قيد أنملة لأنّ مصالح هذه الفرقاء أصبحت أبعد من بقاء تمام سلام أو رحيله والدليل على ذلك مواقف “حزب الله” تجاه المملكة العربية السعودية وهي مواقف تأخر رئيس الحكومة في التعاطي معها كما يرغب السعوديون وهو محسوب عليهم.
يدرك الرئيس سلام أنّ خطوة الاستقالة من الناحية الدستورية دونها محاذير إن أردنا احترام الدستور ولذلك ورغم كل الضجيج لن يقدم عليها لأنّه مازال من أكثر المسؤولين احتراما لهذا الكتاب.