IMLebanon

هل تكون الـ48 ساعة الأخيرة؟

tamam-salam-government

 

 

يتجّه رئيس الحكومة تمام سلام الى الاستقالة وليس الاعتكاف، اذا لم يتم ايجادُ حلّ لازمة النفايات هذا الاسبوع، واذا لم تتعاون القوى السياسية في تحمّل المسؤولية.

وبحسب تأكيد مصدر مقرب من رئيس الحكومة لـ”الشرق الأوسط”، فإن سلام ماضٍ في اتصالاته، لإيجاد الحلول خلال ساعات أو أيام قليلة جدًا، لكن إذا وصل إلى طريق مسدود، تصبح الاستقالة الخيار الأفضل.

ولم يكن أدل على جدية اتجاه سلام الى الاستقالة من ايفاد النائب وليد جنبلاط ليل الاحد الماضي وعقب التظاهرة الكبيرة التي حصلت في اقليم الخروب رفضا لاقامة مطمر في المنطقة، الوزيرين أكرم شهيب ووائل ابو فاعور في مهمة عاجلة لاقناع رئيس الوزراء بالتريث افساحا لمزيد من الجهود، خصوصا ان معلومات توافرت عن اتجاه سلام في حال تجنبه اعلان استقالة الحكومة الى الامتناع عن توقيع المعاملات عبر اعتكاف طويل.

كما ان العودة السريعة للرئيس سعد الحريري من الرياض الى بيروت ليل الاحد ساهمت في احياء دورة جديدة من المساعي الناشطة اذ كرّس الحريري معظم اتصالاته امس لهذه المشكلة والتقى لهذه الغاية وزير المال علي حسن خليل وتناول البحث، جوانب تتعلق بالمعالجات والحوافز التي ترافق حل المطامر.

وزير المال أوضح لـ”السفير” أن هناك حلولا تطرح للبحث، في ما خص مطمري الكوستابرافا وبرج حمود، وهما جزء من سلة يجري البحث فيها، لكن على اساس قواعد وشروط معينة تتعلق بمدة العمل في المطمر والحوافز التي ستقدم للبلديات وايجاد حلول لمشكلة جبل النفايات القديم، معلناً أن هناك مسودة يجري العمل عليها.

وأكد أنه من غير المطروح اقامة مطمر في اقليم الخروب، كما قال النائب وليد جنبلاط في تغريدة له عبر “تويتر”، لكنه شدد على ضرورة ايجاد حل لنفايات المنطقة والبحث عن مطمر لها. كما انه يجب البحث عن حلول اخرى في اماكن اخرى ولا بد من التوصل الى حلول قريبا قبل جلسة الحوار المقررة غدا.

ثم اجتمع الحريري مساء بالوزراء شهيب وأبو فاعور ونهاد المشنوق في حضور السيد نادر الحريري وتركز جانب أساسي من البحث على معالجة عقبات حل المطامر. وافادت معلومات لـ”النهار” بأن ملامح ايجابية برزت في الساعات الاخيرة حيال معالجة العقبات التي تعترض الحل في بعض المناطق وان الساعات الـ48 المقبلة قد تحمل تطوراً ايجابياً.

في غضون ذلك، نشرت حملة “طلعت ريحتكم” على صفحتها على “فايسبوك” شريطاً مصوراً من الجو يظهر النفايات مكدسة في بيروت وجبل لبنان، بين الأشجار والبيوت وعلى الطرقات والشواطئ. الفيديو الذي يحمل عنوان “الإنذار الأخير” يدعو إلى اعتصام بعد ظهر السبت المقبل في 12 آذار، ينطلق من ساحة ساسين وصولاً إلى ساحة رياض الصلح، تنديدا بتلكؤ السلطة السياسية في حل أزمة النفايات.

وكان النائب وليد جنبلاط غرّد عبر حسابه الخاص على تويتر، قائلاً: “على سبيل اخذ العلم والأخبار، ليس هناك اي مشروع لمطمر نفايات في إقليم الخروب، فكفى تقاذف اتهامات وشعارات”.

وأبلغ الوزير أكرم شهيب لـ”النهار” ان هناك عدداً من رؤساء البلديات يتصرف كأن الانتخابات البلدية غداً وعددأ آخر لا يمانع في ان تبقى النفايات في الشوارع. واسف لتظاهر ثلاثة آلاف شخص ضد المطامر “فيما هم موافقون على المكبات العشوائية.

وشدد على ان القضية لا تقتصر على استخدام المطامر بل يقوم الحل على معالجة النفايات وطمر ما تبقى منها وهذا ما نطرحه بالاتفاق مع القيادات السياسية والبلديات وخدمة للاخيرة. ولفت الى ان العملية متكاملة، فاذا لم نوجد البديل من موقع الاقليم ماذا نفعل؟ لم نترك وسيلة إلاّ وجربناها”.

إلى ذلك، أكد مصدر وزاري لصحيفة “اللواء” أن الأمور ما تزال مقفلة بالنسبة للاتصالات الجارية بشأن ملف النفايات، مشدداً على انه في حال لم يُصرّ إلى حل في غضون 48 ساعة المقبلة فإن مصير الحكومة على المحك، خصوصاً وأن الرئيس تمام سلام الغاضب من وصول الحال إلى ما وصلت إليه جاد في اتخاذ القرار في وقت قريب.

وسأل المصدر: ما الذي يمنع الدولة من تنفيذ قرار المطامر سيما وأن هناك اراض مشاع تملكها الدولة في مختلف المناطق، معرباً عن خشيته من ان يكون وراء الملف “قطبة مخفية من شأنها إدخال البلاد في أتون الفراغ على كافة المستويات”.

تجدر الإشارة إلى ان الرئيس سلام لم يوجه أمس أي دعوة للحكومة أو اللجنة الوزارية المكلفة دراسة الملف، مما يعني ان لا ايجابيات ظهرت حتى الآن، وأن الوقت بات يداهم رئيس الحكومة الذي أعطى لنفسه اياماً معدودة.