تسعى الصين إلى السيطرة على أسواق الهواتف بـ3 أساليب: تعزيز التعاون بين المؤسسات المملوكة للدولة والمؤسسات الخاصة، وإبطاء عمليات توريد الرقائق الأجنبية إلى السوق الصينية، والتصنيع الذاتي لتلك الرقاقات في الهواتف الذكية.
لقد تعلمت الصين درساً مهماً من استراتيجية اليابان الإلكترونية عام 1980. وبالاستفادة من تلك التجربة لديها اليوم 3 استراتيجيات رئيسة، تنوي من خلالها الهيمنة على قطاع الهواتف الذكية.وتتمثل أولى خططها ضمن هذا المسعى، إنشاء شركة خاصة تنفق أموالاً طائلة على التعاون بين المؤسسات المملوكة للدولة والمؤسسات الخاصة، لتطوير الرقائق المستخدمة في صناعة الهواتف الذكية. ومثال ذلك: التعاون بين الشركة الصينية لتصميم الرقائق (Leadcore Technology Ltd) التابعة للشركة الحكومية (Datang Telecom) والشركة المملوكة للقطاع الخاص (Beijing Pinecone Electronics) لتصميم الرقائق بنماذج مختلفة من الجيل الـ4.
أما الثانية فتتمثل بإبطاء عمليات توريد الرقائق الأجنبية إلى السوق الصينية. فقد أجرت لجنة التنمية والاصلاح الوطنية الصينية (NDRC) قبل عامين، تحقيقاً موسعاً في ممارسات ( Qualcomm) التجارية، وانتهى بالتوصل إلى تسوية فرضت على الشركة غرامات بنحو 1 مليار دولار، بالإضافة إلى مليارات الدولارات من العائدات التي جمعت من المصنعين الصينيين.والأخيرة تتعلق بشركات صينية تستخدم تلك الرقاقات في هواتفها الذكية. ووفقاً لتقرير نشرته (Shanghaidaily) يوم السبت، أن (XIAOMI) ستستخدم في النصف الثاني من هذا العام، رقائقها الخاصة في هاتفها الذكي (RedMi Note) المتميز بسعره المنافس. إن قرار الشركة لاستخدام هذه الرقائق هو وسيلة جيدة لتعزيز قدرتها التنافسية، وتحسين هامش الأرباح العائد عن مبيعات الهواتف الذكية ذات السعر المنخفض في الأسواق. وفي المقابل، هذا خبر سيء لشركة ( Qualcomm) المزودة لشركة ( XIAOMI) بهذه الرقائق، إذ تعاني الآن من تقلص هوامش أرباحها التشغيلية وانخفاض الإيرادات. وهذا يقودنا إلى طرح السؤال الآتي: هل سيتعلم الآخرون من الشركات الصينية هذا الدرس؟