ذكرت صحيفة “لوفيغارو” أن جهاز المخابرات الفرنسية تمكّن من التعرّف على مشتبه بهما في اعتداءات 13 تشرين الثاني في باريس، وهما باكستاني وجزائري تم توقيفهما في النمسا.
وأوضحت “لوفيغارو” أنّ الرجلين كانا وصلا يوم 3 تشرين الأول إلى جزيرة ليروس اليونانية، متسلّلان من ضمن مجموعة مهاجرين ضمت أيضاً الإنتحاريين العراقيين الذين فجّرا نفسيهما في ملعب “ستاد دو فرانس” ليلة الهجمات.
وجرى توقيف المشتبه بهما، وهما طالبا لجوء، يوم 10 كانون الأول الماضي في مركز لإيواء المهاجرين في مدينة سالزبورغ في النمسا، بتهمة حيازة جوازات سفر سورية مزورة. يومها، أشارت النيابة العامة إلى “رابط محتمل” بينهما وبين اعتداءات 13 تشرين الثاني الإرهابية. أمّا اليوم 9 آذار، فقد ذكرت صحيفة “لوموند” أنّ محققي جهاز المخابرات الفرنسية تمكّنوا من التعرّف على هويتيهما الحقيقية، على الرغم من الأكاذيب التي أطلقاها خلال عملية الإستجواب.
“لوفيغارو” قالت: “إنّ عوامل عدة سمحت بربط المشتبه بهما بمنفذي اعتداءات باريس. فقد أجرى أحدهما اتصالاً برقم هاتف تركي شبيه بالذي وُجد على قطعة ورق في جيب أحد انتحاريي “ستاد دو فرانس”.
الأول، محمد و. باكستاني (22 عاماً)، وقد أفادت معلومات استخباراتية أجنبية عنه أنّه مصنّع قنابل يعمل لصالح مجموعتين متطرّفتين قريبتين من تنظيم “القاعدة”. أمّا الثاني، عادل ه. فهو جزائري (28 عاماً) كان انضم في شباط 2015 إلى تنظيم “داعش”.
وجرى تفتيش اللاجئين المزعومين يوم 3 تشرين الاول في جزيرة ليروس اليونانية، فيما كانا في نفس مجموعة المهاجرين التي ضمت الإنتحاريين العراقيين الذين هاجما “ستاد دو فرانس”. ولكن على عكس الأخيرين، فقد تمّ حجزهما لمدة 25 يوماً في اليونان بتهمة حيازتهما هويات مزورة. وبحسب مقال لصحيفة “لوباريزيان” في كانون الاول، فإن البلجيكي عبد الحميد أبا عوض، العقل المدبر المفترض لاعتداءات باريس كان متواجداً على الجزيرة في الوقت نفسه.
مصدر في الشرطة الفرنسية اعتبر أن نظريات عدة تطرح نفسها، أو أنه كان من المفترض أن يشارك هذان اللاجئان المزيفان في الإعتداءات المتوقعة يوم 13 تشرين الثاني في الدائرة الثامنة عشرة في العاصمة الفرنسية والتي تبنى مسؤوليتها “داعش”، ولم يتمكّنا من ذلك بسبب احتجازهما في ليروس، أو كانا يشكلان خلية مدعوة للتحرك في وقت لاحق في بلد أخر من الإتحاد الأوروبي مثل ألمانيا.
وفي الأثناء، ينتظر القضاة تحديد مهمة المشتبه بهما قبل مباشرة التحقيق الرسمي. في الوقت نفسه، فإن الرجلين قيد الإحتجاز في النمسا حيث تم افتتاح ملف قضائي بحقهما، وهما ما زالا ينفيان وجود أي نية لديهما لمهاجمة أهداف، حسبما أوضحت منتصف شباط النيابة العامة النمسوية.