رأت اوساط واسعة الاطلاع في بيروت لصحيفة “الراي” الكويتية ان المحاولات الحثيثة لتحريك ملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية لن تفضي الى اي اختراق قريب ما دامت المواجهة على اشدها في المنطقة بين محورين، واحد تقوده ايران وآخر تتقدمه السعودية، ما يجعل لبنان واحدة من حلبات “صراع الفيلة”، وتالياً فان ما يشاع عن ان الهدنة في سورية قد تمتدّ على شكل “انفراج رئاسي” في لبنان، أمرٌ غير واقعي مهما حاولت اطراف الداخل حشد أصوات لهذا المرشح او ذاك او لجأت الى الصراخ بـ “مكبرات الصوت”.
ولم يعد الواقع الداخلي في لبنان المحكوم بحد أدنى من “شبكات الأمن” للحؤول دون تمدد حرائق المنطقة اليه، أكثر تعقيداً مما يواجه لبنان الرسمي من ضغوط متعاظمة بسبب تمادي “حزب الله” في أدواره العسكرية والأمنية وحملاته السياسية ضدّ دول الخليج، وخصوصاً المملكة العربية السعودية.
وتشخص “عيون بيروت” اليوم الى القاهرة لرصد الموقف الذي سيتخذه وزير الخارجية جبران باسيل خلال اجتماع الوزاري العربي واذا كان سيصوّب سلوكه في اجتماع هذا المجلس السابق واجتماع المؤتمر الاسلامي (انعقد في جدة) حيث خرج عن الإجماع العربي في إدانة الاعتداء على السفارة السعودية في طهران، وهو الموقف الذي فجّر “غضبة” المملكة على لبنان “المصادَرة إرادة دولته من حزب الله” واستتبع وقف المساعدات العسكرية للجيش والقوى الامنية ومنع السفر الى بيروت.
وترصد الدوائر السياسية اذا كان باسيل سيلتزم نفس السقف الذي اعتمده وزير الداخلية نهاد المشنوق في اجتماع وزراء الداخلية العرب حين أيّد التنديد بالهجوم على السفارة السعودية في ايران وإدانة تدخلات “حزب الله” وطهران في الشؤون العربية ونأى بنفسه عن وصف الحزب بـ “المنظمة الارهابية”. علماً ان تقارير نقلت عن مصادر “الخارجية اللبنانية” ان الاستراتيجية التي يعتمدها باسيل تقوم على قاعدة “تمغيط” حبل الديبلوماسية اللبنانية ومرونتها حتى حدود المصلحة اللبنانية التي لا يمكن القبول بالمساومة عليها او المجازفة بها، مشيرة الى ان هناك اجماعاً لبنانياً على رفض تصنيف “حزب الله” بانه إرهابي، وهذا أمر لا يحتمل الاجتهاد والنقاش.