زارت بعثة منظمة التجارة العالمية اليوم، برئاسة رئيس فريق العمل لإنضمام لبنان إلى المنظمة السفير جان بول توييه، غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان، حيث عقدت اجتماعا مع قيادات القطاع الخاص اللبناني برئاسة رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير، في حضور وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم وممثلي الوزارات المعنية بملف الانضمام. وتم خلال الاجتماع التركيز على اقتراح خارطة طريق لاستكمال مفاوضات انضمام لبنان الى المنظمة.
بداية، قال شقير: “يسعدني استقبال اليوم وفد منظمة التجارة العالمية، والتعبير عن موقف القطاع الخاص حول الانضمام الى المنظمة”. أضاف: “كان لبنان ولا يزال بلد الحريات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية. وتشكل تلك الحريات أثمن شيء في الحياة، ووجدت منظمة التجارة العالمية لصون الحريات الاقتصادية التي تشكل ركيزة سائر الحريات”، متسائلا: “كيف يبقى لبنان خارج المنظمة؟”، مؤكدا “ضرورة البحث بالعمق في الشروط التي لم يتمكن لبنان من تطبيقها من أجل الانضمام، وكذلك المطالب التي لم يحصل عليها لبنان من المنظمة”.
وقال: “ترتكز المصلحة الاقتصادية، وعلى المدى المنظور، على أمرين أساسيين: الحد من البطالة وتعادل ميزان التبادل في السلع والخدمات. ويسعى البنك الدولي منذ سنوات عديدة الى اقناع الدول بالعمل على تجنب العجز كما الفائض في الميزان الجاري. اذ يسبب الأول تفاقم البطالة، والثاني اندلاع التضخم في البلاد، وكلاهما مسيء للاقتصاد”.
وأكد شقير أنه “لا يوجد سبب لتأخير الانضمام الى منظمة التجارة، خصوصا أن هذا الأمر يفتح الأسواق العالمية على مصراعيها أمام منتجاته وخدماته”، مشيرا الى أن “الانضمام الى منظمة التجارة العالمية لا يعني بتاتا الانفتاح الاقتصادي بين الدول الأعضاء فقط بل إن العمل ضمنها يركز على أهمية المنافسة الاقتصادية والتجارية على أساس الشفافية في التعاطي وتقديم خدمات عامة أخرى”.
بدوره، اعتبر الوزير حكيم أن “الزيارة أكثر من مهمة بالنسبة للبنان لاعادة الزخم لمسار المفاوضات للانضمام الى المنظمة”. واذ أشار الى “وجود ايجابيات وسلبيات للانضمام”، قال: “للانضمام ايجابيات كثيرة لعل أبرزها تأكيد وجود لبنان على الخارطة الدولية، وتعزيز مكانة لبنان في العالم، وافساح المجال في استقطاب استثمارات خارجية وخلق فرص عمل وتنشيط التجارة العالمية، وايجاد أسواق جديدة للمنتجات اللبنانية”.
وقال: “ان الموضوع لا يتم بين ليلة وضحاها انما يتم تدريجيا بفعل ارادة اللبنانيين”، موضحا أن “الانضمام لا يعني انعدام التعرفة وعدم حماية الصناعة الوطنية وحماية الانتاج”.
ولفت حكيم الى “وجود 162 دولة في المنظمة وهي تمثل ما نسبته 98 في المئة من التجارة الدولية”.
من جهته، قال توييه: “يصنف لبنان بأنه الى جانب البلدان المؤسسة لهذه المنظمة، لذلك لا بد من أن يأخذ مكانه ضمنها، ونحن هنا للاستماع الى كل الاسئلة التى بحاجة الى توضيح من قبل المنظمة”، مشيرا الى أن “فريق العمل سيأخذ بعين الاعتبار تساؤلات السلطة السياسية ولا سيما لجهة بعض القلق الموجود بهذا الخصوص”.
ولفت الى أن “مهمتنا تتمحور حول تحضير الاسس والقواعد الضرورية والمفاوضات للانضمام الى المنظمة”، آملا أن “يتم الاستفادة من الأجواء السائدة لدخول لبنان الى المنظمة قبل نهاية العام”.
وشدد توييه على “ضرورة تحضير ملف لبنان بشكل جيد من أجل تقديمه لرئاسة المنظمة”، مؤكدا أن “لبنان بلد عالمي وحضاري قبل العولمة، وعلى الرغم من صغره جغرافيا، إلا أنه يلعب دورا بارزا على كل المستويات نظرا لما يتمتع به من مقومات إنسانية وإدارية”.
ثم دار نقاش مطول بين الوفد وممثلي القطاع الخاص عن شروط الانضمام الى منظمة التجارة العالمية.