لفتت الوكالة “المركزية” إلى أنّ قوى الرابع عشر من آذار تُطفئ الاثنين المقبل شمعتها الحادية عشرة لانطلاقتها على وقع افتراق مكوّناتها رئاسياً، حيث ذهب اثنان منها الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الى تبنّي ترشيح “خصمين” من فريق الثامن من آذار لرئاسة الجمهورية، رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون ورئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية.
هذا التحالف العابر للطوائف والاحزاب، الذي مرّ بمطبّات عدّة استطاع تجاوزها في رحلة “العبور الى الدولة”، سيخضع بعد ايام لاختبار “الوحدة والتضامن”، بعدما نجح “صورياً” في احتفال “البيال” في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط في تثبيت المشهدية الجامعة التي ضمّت ابرز قياداته.
لائحة اسئلة طويلة بدأت تُطرح حول شكل الاحتفال وبرنامجه، على رغم ان مصادر في “14 آذار” اشارت عبر “المركزية” الى انّ “قادة هذه القوى سيحتفلون بذكرى انطلاقة ثورة الارز في اجتماع قيادي موسّع في “بيت الوسط” مساء الاثنين 14 الجاري سيصدر بعده بيان يُشدد على وحدة “14 آذار” رغم التباينات الرئاسية، ويُذكّر بمبادئها وثوابتها التي اطلقت شراراتها”، واكدت اننا “حريصون على ابراز “الصورة الجامعة” لـ “14 آذار” رغم ما يحصل”.
علاقات لبنان الخارجية، خصوصاً مع الدول العربية وقضية “الاجماع العربي” من الثوابت التي قامت على اساسها فكرة “14 آذار”، لذلك ذكّرت المصادر “بالاجتماع الذي عُقد في “بيت الوسط” مباشرة بعد اعلان السعودية توقيف هبة الـ4 مليارات دولار للجيش اللبناني على خلفية نأي الخارجية اللبنانية بنفسها عن الاجماع العربي في الجامعة العربي والمؤتمر الاسلامي، اذ شدد البيان الذي صدر على عروبة لبنان ووقوفه مع الاجماع العربي وادانة التدخل الايراني في شؤون الدول العربية”.
انطلاقاً من ذلك، شدّدت المصادر على “ضرورة تماسك “14 آذار” لمواجهة مخطط “حزب الله” إلحاق لبنان بايران وبتغريبه عن عروبته”، وتوقّفت عند دعوة الرئيس الحريري في 14 شباط الامانة العامة لقوى “14 آذار” بشخص منسقها العام النائب السابق فارس سعيد الى البدء بورشة النقد الذاتي لمكوّنات “14 آذار”، فاشارت الى ان “المرحلة التي نمرّ بها لا تحتمل “جلد الذات”، انما مواجهة “حزب الله” الذي يُسيطر على مفاصل الدولة وسياستها الخارجية ما يُعرّض لبنان الكيان والدولة الى خطر الزوال”.
وفي هذا السياق، قال عضو الامانة العامة لقوى “14 آذار” ايلي محفوض لـ”المركزية”: “عندما إئتمنونا على قضية “14 آذار” انما فعلوا ذلك لأن لا بديل عن فكرة لبنان، والتخلي عن دورنا يعني استقالة من الوطن وهذا ما لن نسمح به”، لافتاً الى ان “الأفق مسدود في التعاطي مع “حزب الله”، وجرّبنا كل المحاولات والوسائل، لكن يبدو ان الحزب “لا يشبع” هيمنة ولا يشبع تسلّطاً ولا يشبع قتالاً خارج الحدود، كما انه لا يشبع تخريب علاقات لبنان مع الخارج”، سائلاً “ما المطلوب بعد كل ذلك؟ ان نسلّم ونستسلم؟ طبعا لا”.
واشار محفوض الى ان “فكرة رفع درجة ووتيرة المواجهة مع “حزب الله” بهدف إنقاذ الجمهورية وما تبقى من سمعة لبنان ومصالحه باتت قناعة لدينا في “14 آذار”، مضيفاً “امام الخطر الوجودي والكياني تصبح الملفات الأخرى على اهميتها اقل اهمية وتوضع على الرّف، من هنا التشديد على استعادة “14 آذار” لثقافة قضيتها الأم واستعادة زمام المبادرة من خلال توحيد الرؤى السيادية ورفع سقف المواجهة، وإلا فالوحش الكاسر المُدمّر للجمهورية سيطيح كل معالم الدولة”.
وتوجّه محفوض الى قادة “14 آذار” بالقول “لا تخافوا من المواجهة فـ “حزب الله” يبتزّ اللبنانيين ودوركم عدم السماح له بالتمادي في هذه اللعبة”.