Site icon IMLebanon

انتخابات “الرابطة المارونية”.. “بروفا” البلدية؟

كتبت كلير شكر في صحيفة “السفير”:

حين يسبق موعد انتخابات “الرابطة المارونية”، موعد الاستحقاق البلدي الموعود بـ “توأمة” المسار بين “المتفاهمين الجدد”، أي “التيار الوطني الحر” و “القوات”، لتكون الأولى بمثابة “بروفا” للثانية، يصبح لصندوقة الموارنة طعم آخر.

صار ثابتاً أنّ العونيين والقواتيين سيترافقون في مشوار الانتخابات البلدية، فيما لو تمّت، ليحاولوا جعل المجالس البلدية والاختيارية موقع التقاء بينهم بعدما كانت حلبات صراع أسوة بالمربعات النيابية التي جعلت الفريقين في خندقين خصمين. اليوم، تحمّي قواعد الفريقين الماكينات لتكون منسجمة في ما بينها فتنقل “اعلان النوايا” الى الجمهور المشترك ليثبت أنّه “الأقوى مسيحياً”.

هكذا، سلّطت الأضواء على انتخابات “الرابطة المارونية” لتصير حدثاً بحد ذاته، يُسأل عن تفاصيله وحيثياته، ولتكون نتائج فرز أصوات معركته مدار نقاش معمق، وتتحول الى دليل حسيّ على متانة التفاهم العوني ـ القواتي.

كل ذلك لسبب بسيط هو أنّ هناك من يريد من هذا الاستحقاق أن يكون اختباراً للتفاهم المستجد بين خصوم الأمس، ولتقديم اثبات جديد أنّ ما جرى توقيعه على الورق، سينتقل الى الترجمة الفعلية في الميدان، وأنّ التوافق بين الرؤوس سيتعمم على القواعد.

على هذا الأساس، حاك النقيب السابق انطوان قليموس لائحته “التوافقية” والتي تجمع معظم شرائح الهيئة العامة في الرابطة كما يقول رئيس اللائحة، والتي سيُعلن اليوم عن برنامجها الانتخابي بعد أن يكون باب الترشّح قد أقفل (ليل أمس) تمهيداً لفتح الصندوقة الاقتراعية أمام أكثر من 900 منتسب يحق لهم الانتخاب، وذلك صبيحة 23 الجاري.

سياسياً، يتبيّن أن اللائحة تحظى بغطاء “التيار الوطني الحر” و “القوات” بشكل أساسي ليكونا أبرز داعميها من القماشة السياسية، فيما يغيب عنها ممثلون عن “الكتائب” و “المردة”، حيث يعتبر قليموس أنّ ترشيحه يرضي حزب “الكتائب” أو يمثله، فيما زغرتا ممثلة بنائب الرئيس (توفيق معوض).

لا ينفي قليموس أن التوافق لا يعني أبداً التزكية، خصوصاً في ضوء وجود مرشحين من خارج اللائحة، وأبرزهم العميد المتقاعد ابراهيم جبور المدعوم من “المردة” حيث يردد بعض المطلعين على موقف “المرديين” شكواهم من اخراجهم من معركة “الرابطة المارونية” لاعتبارات سياسية، مع أنّ بكركي أبدت حرصها على تعميم التفاهم ليشمل كل القوى المسيحية، خصوصاً وأنّ القطب الزغرتاوي سمّى بالاسم جبور ليكون ممثله في اللائحة وأبلغ “المرديون” الرسالة الى كل المعنيين بتركيب اللائحة، الأمر الذي لم يتحقق.

بالنسبة للمطلعين فإنّ هذا الاستبعاد لا يعود الى اعتبارات انتخابية فقط، وانما لدوافع سياسية لها معانيها التي يراد منها اظهار سليمان فرنجية من دون “ورقة توت” مارونية، وعلى واحدة من حلبات طائفته، الأساسية. ولهذا تقدم جبور بترشيحه رسمياً قبل ساعات من اقفال باب الترشح، بانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من تطورات.