أطلقت وزارة الصناعة “الدليل التوجيهي حول ممارسات التصنيع الجيد في المصانع الغذائية اللبنانية” الذي يشمل قطاعات انتاج الدجاج واللحم النيء والمطبوخ ومحضراتهما ومنتجاتهما والخبز والحلويات والمأكولات الجاهزة.
أقيم الاحتفال برعاية وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن ومشاركة نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني، وممثل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) كريستيانو باسيني، والمدير العام للوزارة داني جدعون، ورئيس نقابة أصحاب الصناعات الغذائية أحمد حطيط، وصناعيين في مجال الغذاء والدواء، وممثلين عن وزارتي الزراعة والصناعة ومؤسسة المقاييس والمواصفات( ليبنور ) ومعهد البحوث الصناعية.
بداية، قدم جدعون شرحا عن أهمية الدليل الذي هو ثمرة تعاون بين وزارة الصناعة وبرنامج الامم المتحدة الانمائي في لبنان في إطار “برنامج نقل مهارات وخبرات المغتربين اللبنانيين والاستفادة منها في وطنهم الأم TOKTEN”. ولقد تولى البروفسور اللبناني الأصل من جامعة كانساس الأميركية فادي عرموني تحضير الدليل بالتعاون مع فريق عمل وزارة الصناعة من خلال القيام بزيارات ميدانية شملت مصانع عديدة وأخذ العينات منها واجراء الفحوص المخبرية عليها في مختبرات معهد البحوث الصناعية. وسيشكل الدليل مرجعا للصناعيين كما للمفتشين في الادارات المعنية على سلامة الغذاء.
إشارة إلى أن زيارة عرموني الحالية الى لبنان تأتي في إطار المرحلة الثانية من التعاون عبر البرنامج المذكور لأخذ عينات وتحضير دليل توجيهي ثان لصناعات أخرى كالكبيس والمكسرات والتغليف.
ثم تحدث عرموني ، معطيا شهادة بالمستوى العلمي والتقني العالي جدا في مصانع الغذاء اللبنانية. أشار إلى أنه سبق له أن عمل كمستشار في سلامة الغذاء في الولايات المتحدة وكندا والصين ودول أخرى، وبمقارنته بين قطاع الغذاء في هذه الدول وفي لبنان، يمكنه التأكيد أن معظم المصانع اللبنانية تتمتع بمستويات عالية جدا من النظافة والجودة والسلامة الصحية والغذائية، كما أنها حاصلة على شهادات عالمية بالمواصفات. وهذا الأمر مدعاة فخر للبنان واللبنانيين”.
وقال: “أدعو في هذه المناسبة الى عدم التشكيك على الاطلاق بقطاع الصناعات الغذائية المهم جداً للاقتصاد والصناعة اللبنانية. هناك بعض المخالفات صحيح، ولكن معالجتها ليست بالأمر الصعب، وهي تحدث في كل مصانع الغذاء في العالم”.
وأعرب لازاريني عن شكره لتنظيم الاحتفال في وزارة الصناعة. وتحدث عن مشروع TOKTEN الذي هو برنامج مشترك بين برنامج الامم المتحدة الانمائي والحكومة اللبنانية عبر وزارة الصناعة والانتشار اللبناني، بهدف دمج خبرات ومهارات العلماء والخبراء اللبنانيين المغتربين لتلبية حاجات الاقتصاد اللبناني.
وقال: “إننا نحاول في هذا المشروع نقل الخبرات اللبنانية في الخارج والاستفادة منها في المؤسسات اللبنانية. ونعتبره مشروعا تكامليا لأنه يجمع الأشخاص الذين يتكلمون اللغة ذاتها ونشأوا على العادات ذاتها وتربوا على الثقافة نفسها. ولقد سبق لنا أن عممنا هذا البرنامج على قطاعات أخرى تشمل الصحة والتكنولوجيا والزراعة، واليوم الصناعة”.
ثم ألقى الوزير الحاج حسن كلمة أثنى فيها على “التعاون القائم والمثمر بين وزارة الصناعة ومنظمات الأمم المتحدة لا سيما مع يونيدو وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي”.
وقال: “إن اطلاق الدليل التوجيهي هو نمط من النشاط الايجابي والبناء الذي يجمع بين جميع الشركاء المعنيين في قطاع التصنيع الغذائي. ويهمنا ان نحافظ على ازدهار هذا القطاع وتطويره لأنه يمثل جزءا كبيرا من الصناعة اللبنانية ويؤمن فرص العمل ويشكل 20 الى 25% من الصادرات اللبنانية، اضافة إلى أنه يؤمن منتجات غذائية استهلاكية للمجتمع اللبناني. نحن نتشجع ونفتخر بما نسمعه من شهادات صادرة عن خبراء عالميين تفقدوا المصانع اللبنانية وأبدوا اعجابهم بمستوى الانتاج ومطابقته المواصفات العالمية. ونحن تخطينا الأبعاد السلبية التي مرّت في الفترة الماضية. المشاكل موجودة في هذا القطاع حول العالم، ونسمع الكثير من الأخبار عن سحب شركات عالمية معروفة منتجاتها من الأسواق لسبب من الأسباب، مع العلم أن نسبة المرتجعات اللبنانية من الأسواق العالمية لا تتعدى الحالات العشرين خلال السنوات السبع الماضية، في حين كان لبنان ولا يزال يرفض شهريا ادخال عشرات الارساليات من دول عديدة”.
وأضاف: “إن إنشاء منظمات عالمية تابعة للأمم المتحدة وغير حكومية لضمان سلامة الغذاء لم يكن من أجل لبنان، بل بسبب اعتبار احتمال الخطأ والغش والحادث احتمال دائم وقائم في كل العالم مما يستلزم الرقابة والعمل المستدام. إن مستوى الرقابة على سلامة الغذاء في لبنان هو بين الأعلى عالميا. المطلوب إذا أن نستمر في العمل الايجابي وتطبيق القوانين وتطوير المواصفات والقواعد الفنية والالتزام بها واجراء الفحوص المخبرية والتفاعل بين رقابة الأجهزة الحكومية والرقابة الذاتية. ويصب التزام الصناعيين بخريطة الطريق هذه في إطار العمل المستدام في مصلحتهم بالدرجة الأولى”.
وكان الوزير الحاج حسن استضاف في حضور جدعون ورشة عمل بين مجموعة من الصناعيين ووفد من الجمعية اللبنانية لتقدم العلوم برئاسة الدكتور نعيم عويني وتسعة طلاب دكتوراه شرحوا مواضيع الأطروحات التي يحضرونها والتي لها علاقة بكيفية تطوير وتحسين الاداء داخل المؤسسات والمصانع، فضلا عن الاسهام في ابتكار منتجات جديدة ذات قيمة مضافة وجودة عالية وبأقل كلفة. وكان هؤلاء الطلاب خضعوا لدورة تدريبية في معهد الكتوراه في جامعة الروح القدس – الكسليك، تحت اشراف رئيس قسم ريادة الأعمال في جامعة لورين الفرنسية البروفسور كريستوف شميت. ويأتي هذا النشاط تطبيقا للتوصيات التي صدرت عن المؤتمر الذي نظمته الجمعية ووزارتا الصناعة والتربية والتعليم العالي بعنوان ” العلاقة بين الشركات والمؤسسات الجامعية”.