IMLebanon

«أولا كابس» تتحدى خدمة «أوبر» الأمريكية في الهند

olacabs-india
جيمس كرابتري

بافيش أجروال عادة ما يكون مسترخيا ومبتهجا، لكنه ينزعج بسرعة من فكرة أن أولا كابس، شركته الناشئة لتطبيق استدعاء سيارات الأجرة، هي تقليد لخدمة أوبر في الهند. يقول، وهو يجلس على طاولة مؤتمرات خشبية كبيرة في المقر الرئيسي للمجموعة في بنجالور: “تطورنا كان مستقلا جدا عن أوبر وهو يرتكز للغاية على الهند”.

بدلا من ذلك، يرسم خريطة نمو أولا من أيامها الأولى باعتبارها “نوعا من وكالة سفر على الإنترنت” إلى موقعها الحالي كواحدة من شركات الإنترنت البارزة في الهند، تتميز بكل من قيمتها البالغة خمسة مليارات دولار، ومعركتها الشرسة مع شركة أوبر للسيطرة على سوق تطبيق سيارات الأجرة التي تنمو بسرعة في البلاد.

في الواقع، يقول أجروال إن إلهامه لإنشاء أولا جاء بينما كان واقفا خارج الملعب خلال دورة ألعاب الكومنولث في نيودلهي في عام 2010. وكان قد قاد أكثر من ألف ميل من بنجالور لتسليم منشورات لترويج مشروعه الأول، الذي يبيع العطلات على الإنترنت.

يتذكر مع ابتسامة: “نحن لم نبع رحلة واحدة، ولا واحدة، لكن كان الزبائن يقولون لي: ’سأحصل على فندق وسأقوم بتنظيم رحلتي بنفسي، لكن هل يمكنك أن تجلب لي سيارة أجرة للوصول إلى هناك؟‘”

النمو كان تدريجيا بالنسبة لأجروال والمؤسس المشارك أنكيت بهاتي، كبير الإداريين للتكنولوجيا الآن. حيث يقول، بعد أن جمع التمويل المبكر من مجموعة من المستثمرين في المراحل الأولى القائمين في مومباي: “عندما جاءت شركة أوبر إلى الهند [في أواخر عام 2013] كنا شركة صغيرة جدا. كنا نقوم بألفي رحلة يوميا فقط. ولم يكن لدينا سوى 300 ألف دولار في البنك”.

من هناك تسارع توسعها واستمرت بوتيرة متسارعة عندما فتحت شركة أولا فروعا في أكثر من 100 مدينة هندية، إلى نحو أربعة أضعاف شركة أوبر. واستمرت الشركة بجمع نحو 1.3 مليار دولار من المستثمرين العالميين من الدرجة الأولى مثل سوفت بانك، مجموعة الاتصالات اليابانية، فضلا عن مجموعة تطبيق سيارات الأجرة الصينية ديدي كويدي، التي عقدت معها شركة أولا تحالفا لمنافسة شركة أوبر العام الماضي.

التنافس بين شركتي أولا وأوبر، وبالتالي بين أجروال والمؤسس المشارك لشركة أوبر، ترافيس كالانيك، هو الآن واحد من الدراما المركزية في مشهد الشركات الناشئة المزدهر في الهند، حيث تقوم أولا بأداء جيد إلى حد معقول، مع معظم التقديرات من قبل المحللين تظهر أنها تكسب أكثر من نصف السوق، التي تقاس بحسب عدد الرحلات، على الرغم من أن شركة أوبر تنفق بتباه مليار دولار منذ منتصف عام 2015.

ويقول أجروال إن شركة أولا سجلت 350 ألف سائق سيارة أجرة، وعربات سيارات وسيارات الأجرة التقليدية.

الفرق بين كالانيك المتهور والصريح وبين أجروال المتواضع يعتبر مفيدا بطرق أخرى. شخصيا، مؤسس شركة أولا يتحدث بهدوء وسخرية، مع أهداب كثيفة من الشعر الأسود الخفيف ومظهر صبياني ليتطابق مع عمره البالغ 30 عاما.

في حين أن كالانيك يبدو متحمسا للدعاية، إلا أن منافسه الهندي يبقى بعيدا عن وسائل الإعلام، حيث نادرا ما يجري المقابلات مع الصحافة.

يقول أجروال إنه كان يملك ميولا في ريادة الأعمال عندما كان ينشأ في ولاية بنجاب شمالي الهند. والده كان طبيبا، وظيفة أخذت العائلة لتعيش لفترة وجيزة في شمال إنجلترا، قبل العودة إلى الهند في مطلع شبابه.

وتابع لنيل مكان في المعهد الهندي للتكنولوجيا رفيع المستوى في مومباي، ومن ثم حصل على وظيفة في مختبر الأبحاث التابع لشركة مايكروسوفت في مدينة بنجالور الشمالية، عاصمة الهند التكنولوجية.

ويضيف: “حتى قبل المعهد الهندي للتكنولوجيا، دائما ما كان لدي ميل للقيام بشيء ما، حتى عندما كنت في المدرسة. في المعهد الهندي للتكنولوجيا، حاولت إطلاق بضعة أفكار صغيرة، التي لم تحقق أي تقدم، لكنني دائما ما كنت منغمسا بالأمر… و كنت متحمسا جدا للتكنولوجيا”.

بعد إنشاء شركته، يقول أجروال إن دافعه الآن هو هدف أكبر، متجذر في الهند نفسها.

يقول، مجادلا إن الهند يمكن أن تصبح أول اقتصاد في العالم يصبح غنيا دون ملكية جماعية للمركبات: “نقول إن رؤيتنا هي توفير التنقل إلى مليار هندي. في الولايات المتحدة، أو في الغرب، التنقل يعني امتلاك السيارة الخاصة بك. المدن مصممة حول الضواحي المنتشرة، والعادات المجتمعية هي أن الأطفال يحصلون على سيارة بعد سن معين، وملكية السيارات مرتفعة جدا”.

في الهند، كل هذا مختلف. ملكية السيارات تبقى ضئيلة. فالطرقات مكتظة. والآن تستطيع التكنولوجيا، من الناحية النظرية على الأقل، السماح للعديد من الهنود بعدم شراء سيارة على الإطلاق.

يقول “هل سترتفع ملكية السيارات في الهند؟ بالتأكيد. لكن هل ستصل إلى أكثر من 50 في المائة، كما هي الحال في الغرب؟ لا، لن تصل إلى رقم قريب. لن يضطر الناس لذلك. فسوف يستخدمون تطبيقنا”. بالنسبة للبعض، الفكرة تبدو بعيدة المنال، لكن أجروال يقول إن كثيرا من الهنود الأثرياء يتخلون عن السيارات الثانية، أو يستخدمون السائقين الشخصيين بشكل أقل، لأن تطبيقات استدعاء سيارات الأجرة تزداد شعبية.

في المستقبل، تهدف أولا لتطوير خدمات للزبائن الفقراء، بما في ذلك الحافلات في المناطق الحضرية، التي تفتقر لها الكثير من المدن الهندية.

يقول: “التنقل في الهند سيكون مختلفا عن الغرب. في أمريكا قد ينظر الناس إلى عربات السيارات ويقولون: ’هذا أمر عابر‘. في الهند أنت تعرفها وستبقى، لأنها سريعة ومريحة. في مومباي، حتى نجوم بوليوود يستخدمون العربات عندما يكونون في عجلة من أمرهم”.

مع ذلك، يعترف أجروال أن التقدم نحو تحقيق رؤيته لم يكن سهلا، خاصة أن شركة أولا تكافح للتغلب على مزيج من الآلام المتنامية والمشاحنات التنظيمية. أكبر مشكلة كانت التوسع بسرعة كبيرة، والعمل على كثير من الأمور المختلفة.

ويقول “إن الشركة تنمو بسرعة كبيرة والناس لا يتعلمون الأشياء بالسرعة نفسها. هناك خطأ واحد ارتكبته معظم شركات الإنترنت الهندية، بما في ذلك نحن، هو أنك تميل للتوسع قبل الانتشار”.

هذا العام، تنافس أولا مع خدمة أوبر يدخل مرحلة أخرى، لأن مستثمري التكنولوجيا في العالم يصبحون قلقين بشأن التقييمات التي يتم منحها للشركات الناشئة سريعة النمو، ويطرحون أسئلة غريبة حول الربحية. يعترف أجروال أن شركة أولا ليست مربحة، ويرفض مناقشة الإيرادات.

البعض يشك أن المجموعة الهندية يمكن أن تصمد أمام قوة شركة أوبر المالية، لكن أجروال يقول إنه يتوافر لديه الكثير من النقود وهي تحقق الأرباح في بعض من المدن العاملة فيها. هناك إمكانية تعويم دولي كبيرة أيضا، على الرغم من أنها “بالتأكيد ليست كذلك” لمدة عامين على الأقل.

فيما يتعلق بشركة أوبر، يملك أجروال مشاعر مختلطة. يقول من جهة “إنهم متعجرفون”، لكنه أيضا يبدو مخلصا عندما يثني باستمرار على سجل منافسه للابتكار. هل يمكن أن تنجو الشركتان في الهند؟ يقول، بعد بعض التفكير: “ربما من الممكن أن تكون هناك شركتان، لكن إذا كانت هناك واحدة فقط، سنكون نحن”.

للتوضيح، يسعى للوصول إلى مقارنة التنقل. يقول “الشركة لا تزال تنمو بسرعة. لذلك الأمر يبدو كأنك تبني طائرة أثناء طيرانها، لكن في النهاية سوف نحقق أداء جيدا، لأن النقل في الهند مختلف، ونحن نعرف الهند أفضل”.