كتب خليل فليحان في صحيفة “النهار”: يتوجه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الى القاهرة لتمثيل لبنان في اجتماعات مجلس وزراء خارجية الدول العربية الخميس 10 آذار الحالي في القاهرة، في دورته العادية الـ145، يرافقه الامين العام للوزارة السفير وفيق رحيمي ومدير مكتب الوزير رامي عدوان، وسينضم الى الوفد القائم بأعمال السفارة انطوان عزام. وأولى رئيس الحكومة تمام سلام هذا الاجتماع أهمية خاصة، وذلك بتفويض من مجلس الوزراء مجتمعا، للاتصال بالسعودية وبدول مجلس التعاون الخليجي لتنقية العلاقات التي تعكرت منذ أن نأى باسيل عن تأييد البيان الذي صدر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب الاستثنائي في القاهرة، والذي كان قد التأم في 11 شباط الماضي بطلب من المملكة لإدانة حرق السفارة السعودية في طهران والقنصلية العامة في مشهد، في أعقاب إعدام السلطات رجل الدين نمر باقر النمر، السعودي الشيعي.
وتحسبا لما يمكن أن تطرحه السعودية ودول مجلس التعاون في الجلسة العامة لمجلس وزراء الخارجية العرب اليوم من مشروع قرار يتمسك بتنصنيف “حزب الله” تنظيما إرهابيا، إستدعى سلام سفراء السعودية وسائر دول مجلس التعاون لتنسيق الموقف اللبناني، مع ما يمكن أن تطرحه دولهم من مشروع قرار يحرج لبنان ويضطره الى اتخاذ قرار يزيد الطين بلّة ويؤثر على علاقاته بالدول الخليجية.
وعلمت “النهار” أن مناقشات كبار موظفي جامعة الدول العربية خلت من أي حديث عن الحزب أو أي مشروع قرار قد يطرحه وزراء خارجية دول مجلس التعاون، يصنف فيه الحزب “ارهابيا”، على غرار ما عقد من اجتماعات عربية لاحقة، سواء على مستوى وزراء خارجية دول مجلس التعاون أو على مستوى وزراء الداخلية العرب، أو قطع علاقات تلك الدول بوسائل الاعلام المنبثقة من الحزب أو “المحسوبة عليه”.
وأفاد مصدر ديبلوماسي “النهار” أن بند “التضامن مع الجمهورية اللبنانية” التقليدي الذي يدرج في دورتي مجلس الجامعة الذي تسلمه المندوبون، اضيف الى بنوده بالتوافق مع سلام، كالتركيز على الصيغة اللبنانية الفريدة. وقد تبنى المجلس الإبقاء على مركز بيروت للدراسات القانونية وفقا لقرار وزراء العدل العرب. لم يعقّب السفير السعودي في القاهرة المندوب لدى الجامعة على ما ورد في بند “التضامن”. وقال للمشاركين في الجلسة إنه سيحيله على وزارة الخارجية في الرياض. أما مندوب مصر لدى الجامعة فقد سأل لماذا يريد لبنان التفرد في التعامل مع اللاجئين السوريين الذين استضافهم عن الدول الاخرى وعن الترتيبات المتخذة في شأنهم على المستوى الدولي والاممي؟
وأشار الى أن عناوين الورقة هي تأكيد حق العودة، وعدم توطين الفلسطينيين، والطلب من الدول الغربية والعربية الصديقة والحليفة أن تفي بالتزاماتها المالية حيال اللاجئين السوريين بتمويل مخيمات النزوح وتأمين حد أدنى من الكرامة للاجئين، وإدانة الخلايا الارهابية لـ”داعش” و”النصرة”، والعمل على تحرير جنود الجيش اللبناني المخطوفين لدى “داعش”، والمطالبة بتعزيز الجيش ومؤازرته في حربه ضد الارهاب، وتأكيد انتماء لبنان الى المحيط العربي والانفتاح على الجميع.
كيف ستبدأ الدورة؟ سيصوت لبنان لمرشح مصر أحمد ابو الغيط أمينا عاما جديدا للجامعة لمدة خمس سنوات خلفا لنبيل العربي، في جلسة خاصة تلتئم قبل الشروع في مناقشة جدول اعمال الدورة. وتجدر الاشارة الى ان مندوب قطر لدى الجامعة كان أثار في اجتماع المندوبين موضوع المداورة في مركز الامين العام، وأيده مندوب الجزائر، ثم صرف النظر عن الاقتراح.
وبعد الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية ولرؤساء الوفود، سيتم انتخاب ابو الغيط برئاسة دولة الامارات، لتبدأ الجلسة الافتتاحية للمجلس بكلمة وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي انور محمد قراقش، ثم كلمة وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة لمناسبة تسلم بلاده مهمات الدورة الحالية للمجلس، وكلمة الامين العام المنتهية ولايته نبيل العربي.