كشفت صحيفة “الجمهورية” أنّه تخلّل اجتماع اللجنة الوزارية لإدارة النفايات الصلبة اتّصال بالنائب طلال إرسلان وأُبلِغ عن البدائل الثلاثة لمكب الكوستا برافا التي تقترحها اللجنة، فأوفد الوزير السابق مروان خير الدين إلى السراي الحكومي للاطّلاع عليها ثمّ تمَّ التواصل مباشرةً معه، فوافقَ على بديل وهو إقامة مطمر في منطقة بعيدة من الأحياء السكنية في الشويفات بمساحة 50 ألف متر مربّع وتراعى فيه الشروط الصحية والبيئية. ووَعد أرسلان بدرس الأمر مع فاعليات المنطقة، وأبلغ الجواب اليوم الى اللجنة التي ستعقد عصراً اجتماعاً نهائياً وحاسماً.
وكشفَت مصادر اللجنة لـ”الجمهورية” أنّ قراراً اتُّخِذ على أعلى المستويات بوضع حدّ نهائي لأزمة النفايات في أسرع وقت ممكن، بحيث تنفّذه الحكومة “بقوّة دفع رباعية حتى ولو اضطرّ الامر إلى استخدام القوّة”.
وفي حين اعتبر وزير الصناعة حسين الحاج حسن ان مواقع المطامر أصبحت جاهزة باستثناء واحد في الإقليم، معتبراً ان لا جدوى من الاستقالة، أشار وزير الزراعة اكرم شهيب إلى انه إذا لم يتم التوصّل إلى نتيجة في اجتماع اللجنة فلن تروننا مرّة ثانية في السراي.
لكن مصدراً وزارياً شارك في الاجتماع قال لصحيفة “اللواء”: “لم نصل بعد إلى مخرج”، غير ان قرار اللجنة بعقد اجتماع ثان استكمالي عند الخامسة والنصف بعد ظهر اليوم أعطى انطباعاً ان البحث قطع شوطاً، وانه يستدعي متابعة لإنجاز خطة توزيع المطامر.
ولاحظ المصدر ان الرئيس سلام لا يزال على موقفه من إنهاء ملف النفايات، والا فإنه سيلجأ إلى خطوة تحرج كل القوى السياسية، كاشفاً أن جلسة مجلس الوزراء كان من الممكن ان تنعقد إستثنائياً لو انجزت اللجنة الملف.
وكشفت صحيفة “الأخبار” أن جلسة امس شهدت “خروقات” وصفتها مصادر اللجنة بالإيجابية، وفق الآتي:
ــ الاتفاق على إعادة فتح مطمر الناعمة لاستيعاب النفايات الموجودة في الشارع وأماكن التخزين المؤقتة.
ــ الاتفاق على إرسال كمية من النفايات من مدينة بيروت إلى معمل صيدا، بالقدر الذي يستوعبه هذا المعمل الذي يجري تشغيله حالياً بأقل من طاقته الاستيعابية. وقالت مصادر اللجنة، رداً على سؤال: “لا يوجد مبرر للاعتراض على نقل جزء من نفايات بيروت إلى معمل صيدا، ما دام هذا المعمل موجوداً ويجري تشغيله. كذلك إن نقل نفايات إضافية إليه سيزيد من مدخوله”.
ــ جرى الاتفاق مبدئياً على إقامة معمل في برج حمود، من ضمن خطة للتخلص من جبل النفايات غير المعالجة الموجود عند شاطئ المدينة، وإقامة منطقة ردميات تستوعب طمر النفايات بعد معالجتها. ومن المنتظر أن يشهد اجتماع اليوم عرضاً يُقدَّم لممثلي حزب الطاشناق، يتضمن تفاصيل المعمل الذي سيُقام وما ستحصل عليه المدينة نتيجة ذلك.
ــ بالنسبة إلى فكرة إقامة مطمر في منطقة “كوستابرفا” في الشويفات، قالت المصادر إن النائب طلال أرسلان لم يعد معترضاً على المبدأ، ولكنه يبحث في “الإخراج”. وأشارت إلى أنه اقترح مواقع غير الكوستابرافا لإقامة مطمر فيها، من دون أن يُتَّفَق عليها.
ولفتت مصادر اللجنة إلى أن الفكرة التي يجري درسها هي إقامة مساحتين لتجميع النفايات بصورة مؤقتة في برج حمود ومنطقة كوستابرافا، إلى حين تجهيز معملين للفرز والمعالجة.
واوضحت مصادر اللجنة الوزارية المعنية بملف النفايات لصحيفة ”المستقبل” أنّ النقاش لا يزال يراوح مكانه بانتظار “بلورة الوعود وترجمتها عملياً على أرض الواقع” لناحية الانتهاء من تحديد خارطة المواقع النهائية المنوي اعتمادها لطمر النفايات.
وإذ أبدت خشيتها من “الشيطان الكامن في التفاصيل”، أشارت المصادر إلى أنّ الأمور بصدد التبلور أكثر اليوم سواءً على مستوى الموقع المحاذي لموقع الكوستابرافا أو على صعيد ترجمة الموافقة المبدئية على استخدام موقع برج حمود بعدما ألمح “التيار الوطني الحر” أمس إلى شروط معيّنة يُطالب بتأمينها لاعتماد الموقع.
ورداً على سؤال، اكتفت المصادر بالإشارة إلى أنّ سلام أعاد التأكيد في نهاية اجتماع الأمس على وجوب حل الأزمة وحسم الخيارات خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة تحت طائلة تقديم استقالته.
وذكرت صحيفة “النهار” ان اللجنة طلبت خلال اجتماعها حضور الوزير السابق مروان خير الدين ممثلاً النائب طلال ارسلان وعرضت عليه ثلاثة اقتراحات وافق على واحد منها بديلاً من مطمر الكوستابرافا، والاقتراح يتناول قطعة أرض في الشويفات تملكها بلدية بيروت ومساحتها 50 الف متر مربع صالحة لاقامة مطمر صحي. كما تقدم البحث في موضوع برج حمود. وستعاود اللجنة اجتماعها في الخامسة والنصف بعد عصر اليوم.