طالب رئيس تجمّع رجال الأعمال فؤاد زمكحل بـ”طاولة حوار اقتصادي واجتماعي تشمل جميع الجهات الفاعلة الاقتصادية والاتحادية والعمالية، من أجل أن نبني معاً خطة إنقاذ اقتصادية واجتماعية ووطنية، وباجتماعات منتظمة يومياً لمجلس الوزراء، مع موضوع واحد على جدول أعماله هو مشكلة النفايات حتى التوصل إلى حل واضح”.
كلام زمكحل جاء بعد زيارته رئيس الحكومة تمام سلام في السراي، يرافقه أعضاء مجلس الإدارة.
وفي بيان أصدره بعد اللقاء، قدّم زمكحل “عرضاً موضوعياً وواقعياً للوضع الاقتصادي الحالي الصعب للغاية بالنسبة إلى الشركات مهما كان حجمها ورجال الأعمال والمستثمرين والطلاب، ويبدو أن جميع المسائل والوقائع التي جعلت من 2015 سنة الكوارث مستمرة عام 2016 أو بالأحرى ستزداد مع مرور الوقت بسبب الفراغ الرئاسي وتجميد الصلاحيات التنفيذية والتشريعية والحروب في البلدان المجاورة، والتوترات في المنطقة التي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم مع بصيص أمل ضئيل جداً في الأفق”.
ولفت إلى أن “الأزمة الاقتصادية التي بدأت منذ أكثر من 5 سنوات والتي كنا نظن ونأمل انها موقتة وقصيرة المدى مثل الأزمات السابقة، ظهرت بالعكس أطول بكثير”.
وشدد على أن “رجال الأعمال اللبنانيين يحاولون دائماً الضغط واقتراح الخطط والاستراتيجيات بانتظام لتحسين البنية التحتية المتهالكة في بلدنا مثل الكهرباء، والاتصالات، والمياه، والطرق التي تعاني تراجعاً مستمراً، وها نحن نطلب اليوم أو بالأحرى نتسوّل ونكافح روحاً وجسداً للحصول على حقوقنا الإنسانية، التي هي أساسية وجوهرية للغاية وهي: إزالة قمامة النفايات من أمام أبواب منازلنا ومداخل شركاتنا ومدارسنا ومستشفياتنا”.
أضاف: صحيح أن رجال الأعمال اللبنانيين أظهروا دائماً روح المرونة والمثابرة، وكانوا يجاهدون في مواجهة أي نوع من المشكلات والصراعات، وكان هذا الاكتفاء الذاتي والاستقلالية بمثابة سيف ذو حدين، اذ اعتاد السياسيون على الاعتماد بشكل منتظم على قدرات القطاع الخاص نتيجة إهمالهم وفشلهم. وها نحن اليوم نواجه مأساة تتجاوز للغاية قدرات وإمكانات رجال الأعمال اللبنانيين.
أما في ما يتعلق بالتوترات السياسية والإقليمية الأخيرة، فشدد زمكحل على أن “رجال الأعمال اللبنانيين والمغتربين وكل الاقتصاد اللبناني هم الذين يدفعون الثمن الباهظ للتوترات السياسية التي تلاحقنا والخارجة عن سيطرتنا. لطالما أصرّينا وكررنا أنه لنكون فاعلين وكي نحافظ على أعمالنا، من الجوهري أن نفصل الاقتصاد عن السياسة.
وشكر ومكحل للرئيس سلام “صبره وهدوءه وحكمته وإرادته وبذله قصارى جهده لإدارة الأزمات التي تتوالى من دون توقف”. وأسف “للتحدث عن الاستقالة أو النظر فيها خلال هذه الفترة غير العادية التي يمر بها لبنان، لأنه من جهة، نعلم جميعا أن الحكومة الحالية ستصبح حكومة تصريف أعمال لفترة طويلة، اذ سيكون لهذا الشكل من أشكال الحكم الذي كان مقررا لفترة قصيرة تأثيراً سلبياً على الشفافية، وحوكمة الدولة وعلى الاقتصاد والبلاد عموماً”.
وختم: إن رجال الأعمال اللبنانيين يطلبون وبصوت عالٍ ليس فقط رئيس جمهورية، لكن أيضاً إتفاقاً سياسياً كاملاً وشاملاً، يتضمن رئيس الوزراء، والوزراء، والقانون الانتخابي ومواعيد الانتخابات النيابية لإعطاء القليل من الأوكسجين والراحة لاقتصادنا الذي يمرّ في محنة قوية، سيتسبب غياب اتفاق عام بحدوث مشكلة تلوَ الأخرى ونقل الفراغ والشلل من مكان الى آخر مع فرصة ضئيلة بالخروج من الأزمات، كما نطالب بطاولة حوار اقتصادي واجتماعي تشمل جميع الجهات الفاعلة الاقتصادية والاتحادية والعمالية وذلك من أجل أن نبني معا خطة إنقاذ اقتصادية واجتماعية ووطنية، اجتماعات منتظمة يومياً لمجلس الوزراء، مع موضوع واحد على جدول أعماله هو مشكلة النفايات حتى التوصل الى حل واضح.
وتعهّد زمكحل باسم رجال الأعمال اللبنانيين وكذلك أعضاء الوفد، بـ “المثابرة والحفاظ على أعمالهم قائمة، والكفاح من أجل الاستمرار وخصوصا مواصلة الانفتاح على العالم من خلال تنظيم البعثات الاقتصادية في كل قارة، لبناء التآزر مع رجال الأعمال اللبنانيين الموجودين في جميع أنحاء العالم. وبالتالي، إن تجمع رجال الأعمال اللبنانيين في طور توسيع قاعدته وبرنامجه ليشمل رجال الأعمال اللبنانيين في جميع أنحاء العالم”.