قال رئيس مجلس النواب نبيه بري لصحيفة “النهار” ان “الثمرة الرئاسية” “نضجت حقاً” وحان وقت قطافها بعد كل هذا التأخير، معرباً عن خشيته من أن تسقط من الشجرة على الأرض قبل تلقفها وتلذذ اللبنانيين بطعمها وترياقها الذي انتظروه طويلا ولا يزالون.
يبث هذه النسمة التفاؤلية على الرغم من السجال الذي دار اول من امس حول طاولة الحوار بين المرشح للرئاسة النائب سليمان فرنجيه والوزير جبران باسيل، والذي بقي تحت السيطرة على قول بري، وعلى عكس ما تم تصويره في وسائل الاعلام. وعند ارتفاع معدل السخونة بينهما، أخذ بري شراع الحوار الى ضرورة تفعيل مجلسي الوزراء والنواب، مع تلويحه بعدم السكوت عن الشلل الذي يدب في المؤسسات.
وعن الحال التي وصلت اليها السعودية في تعاملها مع لبنان وارتفاع موجة الغضب المتبادلة بينها وبين “حزب الله”، قال بري: “انه بعد تحميله السفير علي عواض عسيري رسالة الى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أنه لن يوفر مناسبة او اتصالا في سبيل إبقاء علاقة لبنان والمملكة على أفضل وجه. وان العلاقة بين البلدين مرت في قطوع أكبر في أعوام سابقة ولم تصل الى حد تلويح الرياض بقطع علاقاتها مع شقيقها لبنان، معربا عن ثقته بأن السعودية لن تتخلى عن لبنان”.
في غضون ذلك، لا تزال طاولة الحوار الوطني تحتل موقعا متقدما في أجندته، إلا أنه يعول كثيرا على الحوار الثنائي بين “حزب الله” و”تيار المستقبل”، وهو ليس بعيدا من حصيلة تقارب السعودية والحوثيين. ويقول: “هذا الحوار قبل كل شيء، هو كل شيء، سواء كان ثنائيا أو موسعا”.
أما على صعيد الحكومة وتخبطها في أزمة النفايات، فإنه يشير الى ضرورة الإسراع للخروج من مستنقعات الأوساخ في شوارع بيروت والمناطق، “وإلا سأرفع الصوت أكثر للعمل على توقف هذه المهزلة ومشهد الجرذان التي تسرح وتمرح في محيط مرفأ بيروت. يا للعار”.
ويعود في ختام الجلسة الى “انتقام الجغرافيا” وتخوفه من مصير سوريا ومستقبلها إذا سارت الامور- وهي ليست في ايدينا- وتقسمت الى أربع دويلات كردية وسنية وعلوية ودرزية، علما أن مصالح الدول الكبرى هي التي تحسم في النهاية الصراعات الكبرى وتساهم في رسم مصيرها.