Site icon IMLebanon

الأمن شمالاً يشغل بال الديبلوماسية الغربية!

 

 

 

كتب غسان ريفي في صحيفة “السفير”:

بعد الاشتباك السعودي ـ الإيراني الذي بلغ مداه، و «العقوبات» التي فرضتها السعودية على لبنان وما تلاها من تصنيف مجلس التعاون الخليجي وأغلبية وزراء الداخلية العرب «حزب الله» منظمة إرهابية، عادت كل الأنظار لتتجه شمالا بهدف رصد الأوضاع الأمنية والاجتماعية والاقتصادية، إضافة الى حركة النازحين السوريين الذي يعيشون في مئات المخيمات العشوائية.

وفي هذا الاطار، تكثر حركة السفراء والديبلوماسيين الأجانب باتجاه طرابلس والشمال، وذلك بهدف استطلاع وضع هذه المنطقة عن قرب، واستطلاع الأوضاع الأمنية فيها.

ويأتي ذلك، في ظل ما يشاع عن مشاريع لفتح الجبهة الشمالية في عكار بهدف إرباك الجيش السوري، وما تشهده بعض القرى الحدودية من تحركات لمشبوهين قاموا أكثر من مرة بتحطيم كاميرات المراقبة في بلدة الهيشة، وبمواجهة القوى الأمنية ومنعها من توقيف بعض المتورطين، إضافة الى عمليات الرصد والمتابعة والمداهمات المستمرة من قبل الأجهزة الأمنية التي تصب اهتمامها بشكل كامل على الحدود اللبنانية ـ السورية، وتفتش، بحسب المعلومات، على مخازن أسلحة لا تزال موجودة في تلك المنطقة.

كثيرة هي الأسئلة التي يطرحها الديبلوماسيون الغربيون على القيادات السياسية والمحلية. ومن أبرز هذه الأسئلة:

ـ ما هو تأثير الهجوم السعودي ضد «حزب الله» على الوضع الأمني عموماً وعلى الفتنة السنية ـ الشيعية؟ وهل يمكن أن يعيد ذلك فتح محاور طرابلس التي أغلقتها الخطة الأمنية أو أن ينعكس على القرى المتداخلة مذهبياً في عكار؟

ـ هل عدم تسليح الجيش اللبناني ينعكس سلبا على معنوياته ويزعزع ثقة اللبنانيين بمؤسستهم العسكرية؟

ـ هل توجد حركة تسليح في طرابلس والشمال، لا سيما في عكار، لمجموعات متشددة؟

ـ هل إضعاف الرئيس سعد الحريري يساهم في تقوية المجموعات المتشددة؟

ـ هل يمكن أن يكون النازحون السوريون طرفا في أي نزاع يمكن أن يحصل؟

ـ ماذا عن المخيمات الفلسطينية وهل ما تزال تحت السيطرة الأمنية؟

ـ ما هو الدور الذي يمكن أن يقوم به اللواء أشرف ريفي بعد استقالته من وزارة العدل؟ وهنا يسهل ملاحظة السؤال الأخير يتردد على ألسنة الكثير من الديبلوماسيين، خصوصا في ظل المعلومات التي تشير الى أن ريفي تبلغ من جهات دولية أنه مهدد بشكل غير مسبوق، لاسيما بعد استقالته من الحكومة.

وتقول المعلومات المتوفرة لـ «السفير» إن القيادات السياسية طمأنت الديبلوماسيين الغربيين إلى أن الوضع في طرابلس آمن ومستقر الى أبعد الحدود في كنف الجيش اللبناني الذي لا شيء يمكن أن يؤثر على معنوياته أو يؤدي الى زعزعة ثقة المواطنين به، فيما الوضع في عكار تحت الرقابة الأمنية المشددة بالرغم من تأكيد رؤساء بلديات القرى الحدودية بأن لا شيء في قراهم يدعو الى القلق.

وأكدت هذه القيادات أن البيئة الطرابلسية والشمالية عموما ليست حاضنة لأي مجموعات تكفيرية، ولا يوجد حتى اليوم عمليات تمويل أو تسليح. وأشاروا إلى أن مخيم البارد لا يزال في كنف الدولة اللبنانية ومؤسستها العسكرية، فيما اللجنة الأمنية في مخيم البداوي تنسق بشكل كامل مع المخابرات وسائر الأجهزة الأمنية.

وتخلص القيادات السياسية الى القول إن أكبر دليل على استقرار طرابلس والشمال اليوم، هو جولات الديبلوماسيين الغربيين ومسؤولي الأمم المتحدة فيها، لافتين الانتباه الى أن هذه الزيارات انقطعت بشكل شبه كامل قبل سنوات خلال التوترات التي حصلت في طرابلس وعكار، واستؤنفت بعد انطلاق الخطة الأمنية وتزداد وتيرتها يوما يعد يوم.