IMLebanon

هل نجح سلام بالتهدئة مع دول الخليج؟

 

tamam-salam-dubaii

 

 

كتب غاصب المختار 1في صحيفة “السفير”:

انتهى اللقاء الذي جمع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام بسفراء دول مجلس التعاون الخليجي، ليل امس الاول، بتفهّم متبادل بين الطرفين لخلفيات ومسببات الأزمة الناشئة بين لبنان ودول الخليج. تفهّم لبناني لأسباب الغضب السعودي، وتفهّم خليجي لظروف لبنان، وحرص خليجي على أمرين: استمرار دعم مؤسسات الدولة وأمن واستقرار لبنان وعدم التخلّي عنه، ودعم الرئيس سلام شخصياً وحكومته.

ويفترض أن يلاقي هذا الحرص الخليجي ترجمة قريبة من دول الخليج بتهدئة أجواء الخلاف، وقد عبّر عنه كخطوة أولى السفير الكويتي عبد العال القناعي بصفته عميد سفراء دول الخليج، بعدم التعرّض لأي لبناني ليست له مشكلات في هذه الدول من أي طابع كان.

وعلمت «السفير» من مصادر متقاطعة أن اللقاء اتسم بإيجابية وودّ كبيرين، وأن الرئيس سلام شرح للسفراء بالتفاصيل كل مسار الأزمة الناشئة وموقف لبنان منها، وبدأ بالإشادة بالدور المميّز لدول الخليج، ولا سيما السعودية، في دعم لبنان تاريخياً وعلى كل المستويات وأن لبنان لا يمكن أن ينسى هذه التقديمات والمساهمات في دعم دولته وأمنه واستقراره واقتصاده، وأسهب أيضاً في عرض الوضع الداخلي اللبناني والخلافات والانقسامات المعروفة بين القوى السياسية، ملمّحاً إلى أن هناك أطرافاً داخلية أخذت خيارات سياسية معينة لا يمكن أن نفرض عليها ولا على سواها تغييرها، حرصاً على الوحدة الداخلية والاستقرار في البلد.

وأكد سلام حرصه الشخصي على إصدار البيان الحكومي المتعلق بالأزمة مع السعودية بإجماع وموافقة كل الوزراء، ما يعني كل مكونات الحكومة وضمن السقف السياسي التوافقي المتاح، بما يعبر عن التمسك اللبناني الرسمي بالعلاقات الطبيعية والجيدة مع دول الخليج.

وكرّر سلام، بحسب المصادر، تمسك لبنان بالإجماع العربي في القضايا التي تخص العرب، وأنه لا يمكن الا ان يكون مع الإجماع العربي في الخلاف مع أي دولة غير عربية مهما كانت الظروف والأسباب.

واضافت المصادر: أن سلام أسف للهجة الخطابية المتصاعدة من بعض الاطراف، مشيراً الى تمنيه على الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله بعدم التعرّض للسعودية وأمله في التجاوب معه، حرصاً على وحدة الصف الداخلي وعلى مصالح لبنان واللبنانيين، وأنه يتفهّم موقف السعودية الغاضب مما صدر بحق المملكة، لكنه تمنى بالمقابل أن يفهم الجميع حساسية الوضع الداخلي اللبناني في ظل الانقسامات القائمة والتي يمكن أن تؤثر بشدة على الوحدة الداخلية وبالتالي على الاستقرار. وتمنى على السفراء إيصال رسالة الى دولهم بعدم التخلي عن لبنان.

وأبدى السفراء الخليجيون، حسب المصادر، كل تفهم لموقف سلام، وأجمعوا على الإشادة الشخصية به واكدوا انه يتمتع باحترام وتقدير كبيرين لدى دول الخليج، كما أكدوا تفهمهم لظروف عمله على رأس الحكومة ولظروف البلد السياسية، وتمسك دولهم بالحرص على استقرار لبنان وأمنه.

وعرض السفراء أسباب القرار الخليجي وخلفياته، لا سيما التهجم الشخصي على الحكام، واعلنوا بالمقابل أن دولهم لن توقف دعم لبنان سياسياً واقتصادياً وامنياً ولن تتخلى عنه، لكنهم اعتبروا أن ما صدر من مواقف بحق السعودية تخطّى كل الحدود، وأنه يجب وضع ضوابط لمثل هذا الخطاب السياسي.